عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 18:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس هناك علاقة بين نسبة العزوف المرتفعة عن المشاركة في الانتخابات والمعارضين لمسار 25 جويلية بل هي مرتبطة بعدم ثقة الناس في أن الإنتخابات ستحسن من أحوالهم تبعا للتجربة التي عاشوها في العشرية السابقة بحيث شاهدوا العجب العجاب بالبرلمان, بيع وشراء النواب الذين لا هم لهم غير مصالحهم ومصالح أحزابهم فأصبحوا سماسرة للمال والتلاعب بموارد الدولة وبيع المناصب مثل المافيا فتركت تلك المشاهد المقرفة في العقل الباطني للناس أن الانتخابات الحالية ستكون كسابقاتها وبالتالي شاركوا أو لم يشاركوا فلن يتغير أي شيء فقد يذهب لصوص ويأتي لصوص آخرون حسب اعتقادهم. ثم إن ماكينة الأحزاب ومالها الفاسد وعطاياهم المجزية للناخبين وغالبيتهم في حالة فقر واحتياج وخصاصة يمكن استقطابهم بسهولة ويسر كما فعلوا بهم سابقا وجندوهم وأرسلوهم لبؤر التوتر بالعراق وليبيا وسوريا فهكذا عندما غابت المغانم والحوافز غاب المشااركون وعزفوا عن المشاركة في الانتخابات وليس بسبب سوء الأوضاع الحالية لأن الأوضاع قبل 25 جويلية لم تكن أحسن من الآن أبدا كما أن دعوات الأحزاب التي حكمت وفشلت ومجموع الإنتهازيين والغوغائيين ونخب البكاء والعويل والنقد الهدام ليست هي السبب في العزوف عن المشاركة في الانتخابات فهي أصوات ناهقة ناعقة بلا مشروع وتريد فقط اللعب في الوقت الضائع وتمضية وإضاعة وقتها المهدور للتسلية وبيع الأوهام بدون فائدة مادام الشعب لم يعد يصدقهم والدليل على ذلك أن مظاهراتهم لم تعد تجمع غير حفنة من الأفراد لا غير. والغريب أنهم ينادون لانتخابات مسبقة فهل هم قادرون على المضي في ذلك والسلطة التنفيذية ليس بيدهم ؟ وبالتالي هي أضغاث أحلام وصرخة في الصحراء وعليهم انتظار سنة 2024 بعد أقل من عامين لو كانوا يحبون البلاد واستقرارها ولهم شعبية وازنة وليس حبا في المناصب والتهرب من المحاسبة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟