أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - أكلوا الدنيا بالدين وعافوا (الدولية)!














المزيد.....

أكلوا الدنيا بالدين وعافوا (الدولية)!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 11:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسارعت جامعة القراَن الكريم وتأصيل العلوم ببيان تبرأت فيه من اعلان لروابط طلابية بالجامعة تعتزم إقامة احتفالات تخرج تحييه الفنانة مروة الدولية، واستهجنت إدارة العلاقات العامة (بوسترات اعلانية تحمل اسم جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم، مضافا لصورة (المغنية) في موقف يثير الاستياء ويدعو للدهشة والاستهجان، ويتنافى مع رسالة واهداف هذه المؤسسة الدعوية والتعليمية والتربوية) انتهي.. ما لفت الانتباه الغضبة والحماس في بيان التبرؤ من حفلة المغنية، والذي لم نشهد مثيله من الجامعة التي تلتحف قداسة الدين، وصمتت اوان العبث بالدين، وتقاعست عن نصرة الحق، وعند قتل النفس التي حرم الله بالباطل، وسالت دماء الشباب في الشوارع هدراً. وتم اغراقهم في النهر مصفدين بالأثقال، وحين هتكت اعراض الرجال والنساء. بل ضعفوا عن ادانة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية وفيها وظيفة (اختصاصي اغتصاب)! كما لم تتذمر من عدوان الجيش والمليشيات على الشهداء وهم في الاكفان.
نجحت سياسة الإسلاميين في شراء الذمم (أطعم الفم تستحي العين) فكان لجامعة القران الكريم وتأصيل العلوم نصيبها المعلوم، فاحت رائحة فساد الجامعة بمديرها، وأساتذتها غير المؤهلين من الذين ترقي بعضهم لدرجة بروفيسور بسرقة يحوث الاخرين، ومنهم الذين كانوا يتقاضون الحوافز ليس علي جهد تدريس الطلبة، بل علي كل طوبة يتم وضعها في منشأة جديدة في الجامعة بنسبة 3% لمدير الجامعة نائبة ووكيله (صحيفة التيار 2014).. ولان الفساد الإسلامي يتكئ على فقه التحلل، وسرقة المال العام، فرجال الدين في ذلك سواء، طالعتنا اخبار السعودية بتقرير حول ضبط أئمة ومؤذنين يؤجرون مرافق المساجد بأكثر من نصف مليون ريال، (قال رئيس المهام الميدانية بمناطق الشؤون الإسلامية سليمان الزومان، إن الإمام دكتور أكاديمي ويقول أنه محتسب في هذا المسجد ويرفض أن يكون موظف رسمي تابع للوزارة.. أضاف التقرير "الإمام يقول إنه محتسب لا يريد التقديم على وظيفة رسمية، لأنه لا يريد أن تكتشف كل هذه الاستثمارات") انتهي.. وجميع ذلك تحت ستار (هي لله) كأنما الله بغافل عما يعملون!
ورجال جامعة القراَن أكلوا الدنيا بالدين، لكنهم عافوا غناء الدولية، مستهجنين لحضورها واعتبروه من قبيل الإساءة للجامعة، وتستبطن الادانة العيب في الكلمات، وحركات الجسد والايحاءات الجنسية، التي لا تليق بقداسة هؤلاء المشايخ الورعين ومناهجهم! ولديهم كل من يتمايل طربا هو سفيهاً وضيعاً. ثم يُظهر هؤلاء الادعياء الحرص والغيرة على اخلاق خريجيهم من الشباب! الذين اختاروا (الدولية) لتزفهم كخريجين، الشيء الذي افتضح عجز الجامعة والبون الشاسع بين ما تقوم بتدريسه من فقه متحجر عاجز عن مخاطبة حوجة هؤلاء الطلبة للمعرفة التي تآخي بين الحداثة والدين، وتزيل التناقض الحادث بين واقعهم وما يحصلونه من تلك الجامعة، حتي تستطيع ان ترتقي بحس وذوق طلابها الذين يجدون في غنائها متعة وتطريب.
والشاهد ان هؤلاء الدكاترة المشايخ يدركون ان هؤلاء المغنيات اللاتي عرفن (بالقونات) واشتهرن باغاني (الزنق) هن نتاج المشروع الإسلامي، والجنين الشرعي لثقافة ووعي المشروع الحضاري (الرئيس الرقاص) رعته بالنماء وفتح المساحات الحرة لممارسته، في أحلك قيود الحريات العامة في مجالات الاستنارة، حيث انصبت الرقابة علي الناشطات والمعارضات السياسيات وملاحقتهن بتهم مخالفة الآداب العامة، والزي الإسلامي وقوانين النظام العام. وفي الجانب الاخر نفس رجال الشرطة واللجنة الأمنية يغدقون الأموال علي هؤلاء المغنيات بلا حسيب او رقيب! لقد تعاظمت شهرة ذلك النوع الجديد من ضروب الفن الغنائي، كتظاهرة مجتمعية حين استأثر فيه الدعاة ورجال الدين والحكام الإسلاميين بكل خيرات البلد وأفقروا الشباب الذي يتخرج فيه الطبيب ليعمل سائق تكتك او رقشة، وتتخرج منه المهندسة لتعمل بائعة شاي، فقط لأنهم لا وساطات لهم، ولا أهلهم من المتمكنيين، او يديرون منظمات الدعوة الاسلامية.
خرجت الدولية ورفيقاتها القونات يعبرن عن الملهاة الدراماتيكية لسياسات حكومة القوانين الإسلامية، وكماشة الفقر، والحرمان، وعدم التنمية والعدالة الاقتصادية، وتقنيناً لعوالم الاسلامويين في التعدد، وزواج المسيار، وزواج المتعة (راجل المرا حلو حلا). وسياسات العنف (قنبلة واحتمال تنفجر)، والتهريب (راجل التهريب تعال راجع خليتو قلبي شريد)، ذاك التهريب الذي لم يستثني المخدرات بالحاويات، ورعاه الفلول فنافسوا لوردات الكارتيلات في العالم. وثالثة الاثافي حين تبدلت كل القيم المجتمعية بفعل الفساد وتحول شدوه من (الحارس مالنا ودمنا اريد جيشنا جيش الهنا) لي صياح القونات الهستيري وصخب الجمهور (لو ما داعامي ما تقيف قدامي، والدعم السريع صارف والجكس عارف)!! وكذلك لم نشهد انزعاجا لجامعة القران والتأصيل، لضياع المجتمع الصالح وتدمير عقول هذا الجيل، والمجتمع برمته.
جهل (أصحاب الايدي المتوضئة) ان ازمة الاخلاق في التعصب الديني، و ليس في اغاني الزنق والقونات والراب والراستات، لان كل ذلك تعبير رافض لجيل ذكي صاحب طاقات ومقدرات تفوق هؤلاء المشايخ، لكنه محبط من عجز حكوماته في توفير الحياة الكريمة.. فلو كانت لنا حكومات رشيدة تحترم هوية هذا الشعب الافريقي الذي دخله الإسلام بالطبول والنوبات لوفرت للأفراد المناخات الحرة لجميع ضروب الفنون والغناء والرقص والموسيقي، دون مقصات رقابة الدعويين، لشهدنا حينها الابداع، الفكر، والكلمة المهذبة المشذبة بالقيم الرفيعة، وتجسيد الغايات السامية التي شع قبس منها في ساحة الاعتصام في ثورة ديسمبر المجيدة. كذلك الازمة في قصور الفهم الديني العاجز عن حل مشكلات الأجيال المعاصرة، وهو يتمترس حول قشور الدين والرجعية، عقل نقلي قاصر عن شاو التطور والعقل الحداثي، واللحاق بالمتغيرات العالمية السريعة



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذرية الفكر والمواقف لدي الأستاذ محمود محمد طه!
- سلاح الاغتصاب! اوجاع السودانيين وشماتة الاسلاميين
- الغبشاوي وفقه التحالف مع الشيوعيين
- إلى ذات الدرع الابيض في أوجه اللئام!
- اسقاط العمامة من إيران للسودان!
- بيان الشرطة! أي كذب زار بالأمس خيالي
- الاخوان المسلمون يراهنون على ضعف ذاكرة الشعب
- زوجة المخلوع.. (يا عزيزي كلنا لصوص)
- لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم)
- سرطان شهوة الفساد!
- الهوس الديني وجحيم الفوضى!
- وفد (السفارة) بين الاخلاق والسياسة!
- قادة حركات ولؤم طباع!
- البرهان وتجديد وصاية المحتل!
- انهم يغتالون الاخلاق!
- مالك عقار ومصيدة الانقلاب!!
- (9) طويلة (الجريمة والعقاب)!
- يا ويل المساكين.. من جمعية القراَن الكريم!
- البون الشاسع بين (الفحولة) والتمدن!
- كبر.. والتكبير فوق أشلاء المساكين!


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - أكلوا الدنيا بالدين وعافوا (الدولية)!