كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 02:32
المحور:
سيرة ذاتية
أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فتلك هي الكارثة. فالصداقة ليست بطول السنين بل بالوفاء وصدق المواقف وحسن النوايا. .
يقول الكاتب الكبير غابرييل غارسيا: (لو كان بيدي ان أحذف لحذفت سنوات من الطيبة الزائدة عن الحد، والسذاجة التي تصل الى الاعتقاد بأن كل الناس أنقياء وأوفياء ومسالمين). .
فاللحظة الوحيدة التي شعرنا فيها بالشفقة على أنفسنا هي تلك اللحظة التي ادركنا فيها ان احزاننا وآلامنا كانت من الأشخاص الذين منحناهم ثقتنا، والذين ظننا انهم البلسم والضماد لجراحنا. .
لا شيء أشد وجعاً من شعورنا متأخرين بالندم على ثقتنا العمياء ببعض الناس، وعلى تنازلاتنا المفرطة لمن أساءوا الينا، وعلى تمسكنا بمن لم يدركوا يوماً قيمتنا. .
كم تمنينا لو اننا نستطيع العودة إلى الوراء لكي نعبر لهم عن أسفنا لأننا ادخلناهم في حياتنا. فقد اكتشفنا بعد سنوات اننا كلما حاولنا ان نكون الأقرب في حياتهم نصبح الأقل قيمة في حساباتهم، أيعقل اننا افسدنا حياتهم بكثرة الاهتمام بهم ؟. ومع ذلك نحن ندرك تماماً انهم سوف يتهموننا بالقسوة لمجرد توقفنا عن التنازل من اجلهم. .
لقد انتهت صلاحية بعض الاشخاص من حياتنا، وعادوا غرباء كما كانوا، لسنا كارهين لهم، ولا عاتبين عليهم، فكل ما في الأمر ان وجودهم لم يعد يعنينا بشيء، ولا نرغب برؤيتهم مرة أخرى، وهذا أفضل ما نصنعه معهم. .
وتذكروا ان الله جل شأنه إذا أحب عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله، فالحمد لله الذي نطيعه بصفاء النوايا فيجازينا بنور البصيرة. .
واخيراً اسمعوا هذه الحكمة التي تقول: تعيش الأغنام طوال حياتها خائفة من الذئاب ثم يأكلها الراعي، فكن حذراً ممن تمنحه الثقة، وتظنه صديقك وهو عدوك. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟