أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - من الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. ملالي طهران يصرون على نهج العبودية















المزيد.....

من الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. ملالي طهران يصرون على نهج العبودية


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7505 - 2023 / 1 / 28 - 20:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اين مصير الإنسان بين شتى أنواع العبودية
إنها العبودية يا سادة ..إنها العبودية يا دعاة حقوق الإنسان... إنها العبودية ايتها الأمم المتحدة... إنها عبودية معاصرة في إيران الملالي
إن أشد الدول إستعبادا واستغلالا للبشر بمفهوم العبودية المعاصرة هي الأنظمة الدكتاتورية وخاصة الدينية منها وذلك بفرضها مفاهيم ونمطية تسلب الإنسان إرادته وكرامته ووعيه، أو تجعل حياته وكرامته رهينة بأمر ما، هذا بالإضافة إلى نزع خياراته في ذلك الإتجاه ونسب وربط كل ذلك بالدين زورا وبهتانا.
سلب الإرادة هو صلب العبودية التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، فلم يعد مفهوم الرق هو ذاك المفهوم الذي عرفته البشرية قبل الإسلام، و قبل قرن ونصف من الزمان؛ وتسود العالم اليوم عبودية أخرى منمقة تسلب الإنسان إرادته وكل خياراته أو أغلبها وتساومه على حريته وقوته (رزقه) وفرصه بالحياة بل قد تساومه على روحه ووجوده أيضا.
كانت البشرية قبل الإسلام سادة وعبيد، لكن مفهوم العبودية على الرغم من قسوته كان أكثر وضوحا حيث كان المملوك عبدا وكانت الممالك المهزومة المحتلة من قبل المنتصر عبيدا أو شباه عبيد، وجاء الإسلام ليحرر البشرية من العبودية ويمنح للإنسان كامل إرادته وكرامته حتى فيما يتعلق بالإيمان بالإسلام ونبيه، وجاء القرآن ليثبت مفاهيم الإسلام بالبينات فيقول الباري عز وجل (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) وفي آية أخرى يقول (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وتركوك قائما)، وهنا لم يبين الإسلام أنه لا إكراه في الدين فحسب بل حدد كيفية التعامل مع الغير بما في ذلك الدعوة إلى الله.
لم يستولي ملالي إيران على السلطة فيها وكان أهل كفارا أو جهلة في دينهم والعياذ بالله، فقد كان الشعب الإيراني من أطفاله إلى شيوخه ومسنيه ومن نسائه إلى رجاله أهل دين وحياء وحشمة وذوي غيرة وحمية على دينهم وقيمهم وتراثهم وإلا من أين خرج هذا الكم الكبير من العلماء في شتى المجالات ومن بينها علوم الدين، لكن الملالي من فئة السلطة أي(وعاظ السلاطين) كما أسماهم دكتور علي الوردي رحمة الله عليه وكفروه في حينه.. كان وعاظ السلاطين هؤلاء نوعا آخر من البشر يجيدون التسلق ويبيحونه حتى لو كان على حساب الدين وقيمه وثوابته من أجل بلوغ غاياتهم، فكانوا تحت سلطة الشاه الدكتاتورية في حينه أعوانا للسلطة رغبة في إمتيازاتها وعطاياها، ولما سقط الشاه وطغيانه بثورة الشعب ركبوا موجة الدين من أجل السلطة فسطوا عليها وانتزعوها من يد الشعب بالحيلة والخداع ثم بعج ذلك بالحديد والنار والدم والإكراه ونسوا أن أحد أهم الأسباب التي قامت لأجلها ثورة 1979 كان الإكراه.
مارس الشاه الإكراه لكنه لم يدعي الدين ولم يرتدي رداء الدين ومعداته السحرية التي يرتديها ملالي الجهل والتي لم يعد لها سحر ولا جاذبية فأربعة عقود ونصف من الخداع والكذب والقتل والسلب والنهب والإغتصاب كافية لكسر أكبر تعويذة لأكبر معدات دينية وأكثرها هيبة، وقد كان مبدأ لإكراه الذي يقومون به والعنصرية التي أسسوا وأداموا حكمهم عليها إضافة لخروجهم عن الدين كان القاعدة التي أبطلت شرعيتهم فإن قالوا إسلاميين فالإسلام يقول لا إكراه في الدين وقد فعلوه، وإن قالوا أنهم على نهج وخطى آل البيت فقد خرجوا خروجا كليا تاما لا بل شوهوا وأساءوا لآل البيت بسوء فعالهم التي لا تحصى ولا تعد، وإن قالوا أنهم وطنيين إيرانيين فلماذا إضطهدوا غالبية الشعب الإيراني وأوصلوه إلى الجحيم، ولماذا قتلوا الوطنيين الإيرانيين على آرائهم، ولماذا فرقوا بين الناس وجعلوهم فرقا ومنازل وأجحفوا بحق من اختلف معهم في المذهب والدين والفكر والرأي، وجعلوا من إيران دولتين دولة السلطة ومن يواليها ولهذه حقوق وامتيازات، ودولة لمن يختلف مع السلطة في مذهبها وعقيدتها وفكرها ولهؤلاء أعدوا الجحيم والعذاب الشديد والذل.
في الجانب المقابل من المعادلة نجد النضج لدى الشعب الإيراني في ثورته الجارية الذي لا يزال مرحلتي الشاه والملالي معا في آن واحد من خلال إستخدامه لشعار لا للشاه ولا للشيخ وضعت أدبيات هذه الثورة الشاه والملالي الحاكمين في خانة واحدة وهي خانة الظلم والإجرام والخيانة، وما يتحلى به الشعب من وعي اليوم لا يمكن أن يجعله يعود إلى الوراء.
لم يكتفي الملالي بسياسة الإكراه المتعلقة بالملابس في المجتمع بل حركوا أجهزتهم القمعية من أجل إبادة كل من يختلف معهم بالرأي ويقول لا أو يكون حتى له رأي، ولما تأججت إنتفاضة الشعب من جديد وتوسعت بكل المحافظات والمدن وفشلوا في قمعها وانكسروا أمامها علقوا المشانق وأعدموا، ومارسوا سياسة الإغتيال والتنكيل بجثث ضحاياهم لإشباع رغباتهم بالإنتقام من أبرياء عزل ولما وجدوا أن ذلك لن يطفئ من نيران الإنتفاضة توجهوا إلى تحريك فرق خفافيش الظلام من قوى الأمن واستخبارات الحرس والمخابرات للسطو على بيوت الشعب فجرا وخطف أبنائهم من بين أيديهم كنهج أقذر عصابات المافيا في تاريخنا المعاصر.
وسيلة بشعة أخرى للقمع والإكراه والإستعباد
لم تقتصر أساليب ملالي الجهل على ما أسلفنا من الإجرام بل ابتدعوا وسيلة جديدة بشعة أخرى للقمع والإكراه والإستعباد وهي ممارسة سلب الفكر والإرادة على السجناء وترويضهم للسير في نهج وفكر ملالي السلطة، وقد تحلى ذلك في أحكام القضاء الذيم يحكمون على النخب من السجناء إضافة للحكم بالسجن والجلد أحكاما إضافية أخرى بالحرمان من الوجود الإجتماعي والحرمان من وسائل الإتصال والتواصل، والأهم من هذا كله أمرين آخرين في غاية الخطورة وهما الأولى (الحكم على السجين بكتابة أبحاث كبيرة وفق فكر الملالي حول جوانب مختارة يختارونها لكسر كبرياء وإرادة السجين وإذلاله وفرض حالة من الكآبة والأمراض النفسية عليه منتهاها الإنهيار العصبي أو الإنتحار) والثانية هي (الحكم على السجين بالإضافة إلى ذلك أيضا بالعمل سخرة بالإكراه إكراه القانون كالعبيد في مجالات عامة تحت سلطتهم وهو أمر أكثر خطورة وإذلال والفارق بينه وبين العمل الطوعي أنه بالإكراه لكن العمل الطوعي برغبة وتطلع الفرد الذي يسعى إلى ذلك من تلقاء نفسه وينفق عليه من ماله الخاص أيضا إيمانا بخدمة المجتمع)، وهذا هو ما وصل إليه ملالي طهران اليوم من إستعباد فاق العبودية ذاتها.. وبدلا من أن يتعظوا من تجربة الإكراه والإضطهاد في الحجاب والملابس والرأي ها هم يكرهون الناس على فكرهم وكتباتهم المريضة والسخرة البشعة المشينة التي لا تليق ببشر سوي ... إنها العبودية يا سادة ..إنها العبودية يا دعاة حقوق الإنسان ... إنها العبودية ايتها الأمم المتحدة... إنها عبودية معاصرة في إيران الملالي.
د.محمد حسين الموسوي (د.محمدالموسوي ) / كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجيب هذا الزمان .. ابن شاه إيران المخلوع يريد إنقاذ الشعب ال ...
- هل سيستقيم الغرب الإمبريالي؛ انقسام غربي تجاهالثورة الإيراني ...
- العقوبات الغربية العبثية على نظام الملالي؛ وحرب العملات على ...
- ميليشيا الحرس الثوري على قائم التنظيمات الإرهابية للإتحاد ال ...
- الغرب وحقيقة ما يجري في إيران والعراق
- إحياء نظام ولاية الفقيه الكارِه المحتضر؛ خطيئة لا تغتفر
- البيع والمتاجرة بصبيان أحداث في سجون سلطة ميليشيات الملالي ف ...
- ولاية الفقيه والغرب؛ فضائح مزدوجة وقادة نظام الملالي جواسيس ...
- بطولة كأس الخليج (25) في البصرة ؛ الدروس والعبر
- الإغتصاب .. والقتل والخطف والاستعباد صورا من هوية نظام الملا ...
- نظام الملالي ينتظر سوء المصير ؛ والشعب يصنع يوم الخلاص
- نظام الملالي يحتضر؛ وسجناء الشاه هم سجناء الملالي اليوم
- أيقونة تبريز طالبة الطب الآذرية الشهيدة آيلار حقي
- الوسطية والتسامح ثوابت البديل الديمقراطي لنظام حكم الملالي
- العنوان / قراءات في مدلولات الإنتفاضة الإيرانية في اليوم ما ...
- نساء كالأسود تتكالب عليها الضباع
- للجريمة صورة وأصل في إيران الملالي
- ما لا تقتله السلطات الإيرانية تدفعه إلى قتل نفسه
- النظام الإيراني بين مخاوف الأمس والحاضر؛ والنهاية التي لا من ...
- ملالي طهران خارج لجنة المرأة الأممية


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - من الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. ملالي طهران يصرون على نهج العبودية