أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - آلية التفكير البشري.. الاسطورة.. واصل الحقيقة..














المزيد.....

آلية التفكير البشري.. الاسطورة.. واصل الحقيقة..


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 7505 - 2023 / 1 / 28 - 16:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان مخيلات الاطفال المعاصرين اليوم مثلا، تخلق الخرافة والافكار المغلوطة المستمدة من اوهام العقل، بسبب ان الطفل يفتقر الى المنطق السليم والمعرفة العلمية الصحيحة ويتسم بالجهل، والذي سيجعله يصوغ الافكار والاوهام اعتباطا. وهكذا كانت البشرية في طفولتها الحضارية، تخلق الاسطورة والخرافة بسبب جهلها وافتقارها للمعرفة، التي ستفقدها المنطق السليم، لذلك ستخلق عقول هذه البشرية القديمة الاسطورة، وان هذه الاسطورة ستتطور على مر الزمن لتصبح فيما بعد حقيقة، ربما بسبب رسوخها في اللاوعي البشري فستكون حاضرة وطاغية في لب آلة الفكر البشري، حتى وان افتقدت للدليل العلمي والى الرشد المنطقي، ذلك انها اكتسبت قوتها بسبب توريثها عبر الاجيال وإعادة انتاجها في الخطاب البشري لآلاف بل لمئات الآلاف من المرات، حتى اصبحت حقيقة اعتقادية اكثر منها حقيقة علمية او منطقية.
ان هذه الحقيقة اعلاه، او بالأحرى الرأي، او التفسير، الذي يفسر آلية ومنطق تفكير البشرية القديمة، انما هو تفسير قائم على ادوات المنطق. لكن هذا المنطق قائم ايضا ومستمد لتفسيره من حقائق علمية. فالطرح اعلاه هو ليس حقيقة قائمة بحد ذاتها، بل هو حقيقة تفسيرية قائمة على مجموعة حقائق، تربط هذه الحقائق معا وتفسرها منطقيا. ومن هذه الحقائق مثلا التي قام عليها طرحنا اعلاه، بخصوص طفولية البشرية القديمة وافتقارها للمنطق السليم وبالتالي صياغتها لأفكار خرافية واسطورية، هي حقيقة ان الاطفال المعاصرين-ونحن ايضا مررنا بذلك لما كنا اطفالا- ومن خلال الملاحظة نجد افكارهم تتسم بعدم المنطق والوهم، بسبب ان معرفتهم ضئيلة جدا وعقولهم غير نامية بالمعرفة. وهذا يجعلنا نفكر بحقيقة اخرى قائمه على البحث التاريخي والايركيولوجي في تاريخ الحضارات والبشرية القديمة، انها كانت بشرية تفتقر الى المعرفة والعلم وتتسم بالجهل الشديد، لذلك ربما نستطيع ان نقول انه من الحتمية ان يكون تفكير تلك البشرية بدائي وبسيط جدا بسبب افتقارها الى المعرفة والعلم، لذا فمن الوارد جدا ان تكون هذه المجاميع البشرية القديمة قد صاغت افكارها وفق الخرافة والاسطورة القائمة اساسا على الوهم والتخيل والنظر الغير منطقي للامور والاحداث، وهذا يشابه كثيرا تفكير الاطفال في عصرنا الحالي. والحقيقة الاخرى، هي ان تاريخ العلوم يثبت لنا ان صيرورة تطور العلوم قد اخذ مديات زمنية طويلة، تطور العلم من خلالها وعبرها شيئا فشيئا، من خلال الزمن والممارسة والتجريب وتراكم المعرفة فوق بعضها لتغذي بعضها بعضا، وان تاريخ العلم والمعرفة يقرر ان هذا العلم وهذه المعرفة قد كانت في بداية انبثاقها بدائية وبسيطة واولية. وهذه الحقيقة يدعمها ليس المنطق فحسب، بل الادلة التاريخية والايركيولوجية. اذن هذه الحقائق اعلاه ممكن ان تدعم رأينا او نظريتنا القائمة على اركان هذه الحقائق اعلاه، فتستطيع ان نطمئن منطقيا وبالدليل العلمي، ويحق لنا ان نقول: ان حقيقة تفكير البشرية القديمة كان بسيطا وجاهلا ولا يتسم بالمنطق، بالضبط كتفكير الاطفال المعاصرين اليوم وكتفكيرنا نحن لما كنا اطفالا. لكن الفارق، اننا -والاطفال المعاصرين كذلك- لما كبرنا ونضجنا بدانا نفهم الحقائق المنطقية والعلمية، ونقوم بالتخلص من افكارنا الخرافية والأوهام اللامنطقية التي كنا نتعاطها ذهنيا. لكن الفارق المهم والحتمي، اننا والاطفال المعاصرين، ومن هم اطفالا الآن ولحظيا، اننا نعيش وسط حضارة غنية بالعلم والمعرفة وصلت الى نضج معرفي وعلمي وفلسفي كبيرا جدا بالقياس الى البشرية القديمة، وقد قطع العلم والفكر اشواطا جبارة حتى وصل الى حقبتنا التاريخية الحالية، لذلك نحن نمتلك مجالا اوسع للمعرفة ونعيش وسط حضارة جبارة، وعليه فإننا سرعان ما سنتنازل عن افكارنا واوهامنا وخرافاتنا الطفولية المغلوطة والمكذوبة حالما ننضج عمريا وعقليا، ونواجه بالحقائق والمعرفة الصارمة والمتماسكة التي يتبناها مجتمعنا المعاصر. ولكن هذا الامر لم يكن ليتسنى للبشرية القديمة فهي تَتنقّل فكريا عبر مجتمع وعصر من الجهل والظلام المطبق، فأكيد انها ستظل والحال هذا، تجتر اوهامها وخرافاتها طوال الوقت.
لكن يبقى سؤال.. وهو اننا في اقرارنا للحقيقة اعلاه قد استنطقنا المنطق والمعرفة العلمية في نفس الان، واستنادا الى العلم والمعرفة بخصوص تاريخ البشرية القديمة وتاريخ العلم وملاحظاتنا الحالية لشريحة الاطفال ومنطق تفكيرهم، فقد قررنا أن نفسر عقلية وتفكير البشرية القديمة وفقا لهذه الحقائق المسبقة. فهل يا ترى ان هذا المنطق والتفسير على اساس ما توفر لنا من حقائق مسبقة، يمكننا من ان نقع على حقيقة تفكير ومنطق واوهام تلك البشرية القديمة؟ ربما ان هذا التفسير هو تفسير حقيقي، وربما هو تفسير منطقي ومقنع، ولكن ايضا ربما يكون تفسيرا او حقيقة مغلوطة وغير صحيحة. فنحن لم نكن هناك في التاريخ نعيش مع البشرية القديمة ونلاحظ ونرصد تفكيرها او ربما نفكر بمنظورها ومنطقها!!
اذن نبقى في تعليلنا وتقريرنا لحقائق تتعلق بالبشرية القديمة- بل يحدث هذا في تعليلنا لأغلب الحقائق والعلوم- اننا نتبع الطريقة التفسيرية للحقائق؛ وذلك من خلال جمع الادلة ورصها وترتيبها ومن ثم إعمال ادوات المنطق، فنقوم باستخدام طريقة السرد والتفسير لهذه الادلة المتوفرة، حتى نصل الى مجموعة كبيرة من الافكار والأطاريح حول حقيقة ما او حدث او مجتمع او ظاهرة ما.
يجب ان نعلم، ان اغلب منظومتنا العلمية والفكرية، في غالبها هي معرفة تفسيرية قائمة على السرد والتحليل والتفسير.



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الوجودي للانسان.. ببن اصالة الشر وصناعة الخير
- شر الانسان.. مابين الظرف الطبقي والحضاري والشخصي
- مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟
- الشريحة المتوسطة من اصحاب الكفاءات والخبرات المتوسطية، واسبا ...
- تكالب وقتال على عرش النبي المتوفي
- سسيولوجيا الشر..
- تبدل القيم..
- متى نتخلص من معضلة ازدواجية اللغة في مجتمعاتنا العربية؟
- السجين..بين نير العقاب ونعمة الإصلاح..
- البدو والحضر..وظاهرة تقديس الاضرحة والمزارات...
- دائرة الحمار المفرغة، بين خدمات قطاعية حكومية بائسة واسعار خ ...
- الظاهرة السجنية
- أسطورة الدم النقي، والأصل او المنحدر الواحد للشعوب العربية..
- اشتراكية الطعام والسكن والجنس، لدى انسان ماقبل التاريخ ..
- العقل العربي لا يتعامل مع الحقيقة بالمنطق العقلي ..بل بالمصد ...
- العنف، الجماعة، والتطور المجتمعي...
- من هنا بدات الحكاية..
- مقولات الايجاز عند العرب
- كفار الأمس..مؤمنين اليوم..
- العنف..والانقراض البشري


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - آلية التفكير البشري.. الاسطورة.. واصل الحقيقة..