صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التلاعب بمعيشة الجماهير وافقارهم صار روتيناً دأبت عليه سلطة الإسلام السياسي والقومي القذرة، اليوم هذه القوى في اشد هجمتها على حياة الناس، فالغلاء المعيشي وصل الى حدود صعبة بالنسبة للطبقات الفقيرة والمعدمة، ونسب الفقر في المجتمع في تزايد يوما بعد آخر، في وقت يدخل للبلد أكثر من عشرة مليارات دولار شهريا، فقط من عائدات النفط، وهذه هي المعادلة، كلما ازدادت المدخولات المالية للبلاد ازدادت الناس فقرا وجوعا.
في الأيام القليلة الماضية، وتحديدا في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني، أصدرت ما تسمى "المحكمة الاتحادية العليا" قرارا بقطع رواتب ومعاشات مواطني إقليم كوردستان، في خطوة من شأنها ان تزيد من صعوبات الأوضاع المعيشية هناك، والتي هي ليست بأفضل حال.
الصراع الذي يدور بين القوى الإسلامية والقومية فيما بينها، واشتداد ازماتهم، دائما ما ينقلوه الى ساحة الجماهير، ويجعلون الناس هي من تدفع ثمن تلك الصراعات والأزمات، فالاختلاف بين الإسلاميين في بغداد والقوميين في كوردستان على حصص النهب، وذيلية وتبعية هذه القوى لعدة دول، وتلقيها الأوامر من تلك الدول، يجعل الناس هم الضحية الاولى لهذه الازمات.
ان قرار هذه المحكمة الأخير هو قرار عنصري، شوفيني بغيض وقذر، يزيد من معاناة العمال والكادحين والشغيلة والمتقاعدين، انه لا يضر ولا يمس بسوء القوى البورجوازية القومية المتنفذة، فمصالحهم واموالهم ليست عرضة لأي مسائلة او محاسبة؛ وفضلا عن ان هذا القرار جاء تلبية لرغبات القوى الإسلامية في بغداد ومن وراءها، فأنه سيزيد من الاحتقان القومي، انه يكرس ويرسخ الانقسام القومي والتمييز العنصري بين الجماهير، وهو الوتر الذي تتلاعب به هذه القوى الإسلامية والقومية الفاشستية بين فترة وأخرى.
ان حرمان جماهير إقليم كوردستان من مصادر معيشتهم لهو دليل اخر على اختلاق وافتعال الازمات، فأن هذه السلطة الدينية والقومية لا تستطيع العيش دون وجود ازمة تفتعلها ودون اية مسوغات او مبررات، فقط للفت الأنظار عن أزمتهم الحقيقية التي يمرون بها.
يجب الوقوف بحزم ضد مثل هذه القرارات الشوفينية القذرة، والمطالبة بحل هذه المحكمة العنصرية، والتي أضحت أداة بيد القوى الإسلامية، تصدر بها ما تشاء من قرارات وقوانين مجحفة وظالمة.
#طارق_فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟