|
تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 7503 - 2023 / 1 / 26 - 14:21
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
تفشي ظاهرة العنف ضد الاطفال أدهم إبراهيم
شهد العراق في الاونة الاخيرة ارتفاعاً كبيراً في حالات العنف ضد الأطفال على أيدي ذويهم او في المدارس، والطرقات ، تنوعت بين الضرب العنيف والتوبيخ .
وكثيرا مانطالع في الاخبار عن ضرب وحشي اوتعذيب لاطفال من قبل ذويهم ، مثل خبر وفاة طفلة تعرضت للضرب من قبل والدتها بسبب تقصيرها الدراسي . او اب يعذب طفلته ، كما ظهر في فديو اثار ضجة كبيرة في اوساط المجتمع . وصور طفل عراقي وهو يتلقى ضربات عنيفة على يد والده، وقد حصل على تعاطف شعبي كبير ، ادى الى القاء القبض على الاب .
كما انتشر العنف ضد التلاميذ في المدارس بشكليه الجسدي واللفظي وتحول لمشكلة حقيقة في غياب الجهات الرقابية للمؤسسات التعليمية .
وفي كل يوم نشهد عشرات الأطفال يمارس ضدهم العنف من دون رقابة او محاسبة .
وقد حذرت تقارير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من تبعات العنف المستمر ضد الأطفال ووصفته بأنه بلغ مستويات خطيرة ، وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن 80% من أطفال العراق يتعرضون للعنف .
وهذا الامر لا يقتصر على العراق وحده ، فقد نشرت اليونسيف تقريرا يبين فيه ان 90٪ من الأطفال في العالم العربي هم ضحايا للعنف ، بما في ذلك سوء المعاملة أو الزواج المبكر أو ختان الإناث أو العمل القسري .
ولم تتخذ الحكومات اية سياسات حازمة لمكافحة العنف وسوء المعاملة للاطفال . حتى اصبح العنف والايذاء الجسدي والنفسي ضد الاطفال من الظواهر البارزة في المجتمعات العربية . ويعد من الممارسات الخطيرة لانتهاك حقوق الإنسان .
وقد نقلت بعض العائلات المهاجرة السلوك السئ هذا الى اوروبا . فقامت بعض الدول الاوروبية باخذ الاطفال من عوائلهم عند معرفتهم باساءة معاملة الطفل جسدياً اونفسياً . وهذا يشمل ايضا العنف اللفظي ، اوالإهمال من ناحية تغذية الطفل او صحته . وقد اعترض الاهالي على ذلك واعتبروه من الممارسات العدوانية تجاه المهاجرين ، ولم ينظروا الى ممارساتهم الخاطئة والمسيئة للاطفال .
لايعاني الاطفال من العنف وسوء المعاملة فقط . بل ان هناك مايسمى بالأفتقار العاطفي والذي يتمثل بالحرمان من الحنان او العطف او حتى الجهل في معاملة الطفل فتظهر عليه علامات الانعزال او العناد وهي انماط سلوكية ، يصعب التعافي منها بسهولة مقارنة بالأطفال في نفس العمر .
فنوبات غضب الطفل التي لا يمكن السيطرة عليها ، والافتقار الى الاندماج في محيطه ، والاستيقاظ الليلي ، والسلوك العدواني المعارض ، هي واحدة من نتائج سوء المعاملة .
إذا تبنينا تربية قائمة على العنف اوالتهديد والوعيد ، فان الطفل سيعيش تحت ضغط الخوف ، وسيترك اثاره السلوكية عليه مستقبلا .
يحتاج الطفل بالفعل إلى انشاء رابطة عائلية سليمة بواسطة الكلام اللين والحوار بدل العقاب والعنف ، او الشتائم والصراخ .
فالأطفال الذين يتعرضون للعنف في المنزل غالبا ما يصبحون أشخاصًا عنيفين ، ويسلكون النهج العدواني تجاه الاخرين مستقبلا .
اذا اردنا مجتمعا" يعيش بامان وسلام فعلينا العناية الجسدية والنفسية للطفل ، فهو ذخيرة المجتمع واساس المستقبل .
والتوعية المجتمعية سواء عن طريق الاعلام والندوات او المنظمات والجمعيات الانسانية ، لها دور مهم في الوقاية من هذا السلوك الضار . وثمة حاجة ماسة لقيام مراكز الطفولة بوضع الية تحمي الاطفال من كل الاعمال الضارة او المسيئة لهم .
وعلى الدولة تشريع القوانين لحماية الطفل من جميع أشكال الاساءة او العنف الجسدي واللفظي من اي جهة كانت سواء في البيت او المدرسة او المجتمع .
فمثل هذه التشريعات تحمي الأطفال من الانتهاكات المسيئة للطفولة والمنافية للانسانية ، وهي لاتتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية وقيم المجتمع ، كما يدعي البعض .
Sent from my Galaxy
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كأس الخليج . . هل سيعيد العراق الى محيطه العربي؟
-
الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق
-
التجارب المريرة للاخوان المسلمين
-
عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس
-
العدالة المفقودة والافلات من العقاب
-
في العراق يحاولون اسكات الصوت الحر
-
الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
-
تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام
-
الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة
-
وجهة نظر في تشريع قانون الخدمة العسكرية
-
نشأة الاسلام السياسي ونهايته
-
العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية
-
هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق
-
ادارة الذات. . فن الحياة
-
في المسألة الطائفية
-
اشكالية الاحتفال باليوم الوطني في العراق
-
الإعلام الجديد وثقافة الانترنت
-
الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة
-
أثر الاخبار الكاذبة على الدولة والمجتمع
-
حتمية انهيار النظام السياسي في العراق
المزيد.....
-
-هآرتس-: ضغوط دبلوماسية على محكمة لاهاي لمنع إصدار مذكرات اع
...
-
5 شهداء وعدد من المعتقلين في عدوان الاحتلال المتواصل على طوب
...
-
تفجير نورد ستريم.. برلين تصدر مذكرة اعتقال بحق غواص أوكراني
...
-
تقارير: ألمانيا تصدر مذكرة اعتقال بحق أوكراني في واقعة تخريب
...
-
“لهذه الفئات الجزائرية ” ???? التقديم على المنحة الجزافية ال
...
-
تقرير: ألمانيا أصدرت مذكرة اعتقال بحق أوكراني بشبهة تورطه في
...
-
زاخاروفا تأمل أن يكون اهتمام الأمم المتحدة بالوصول إلى مقاطع
...
-
إسرائيل تزعم: كنا على بعد أمتار من اعتقال يحيى السنوار
-
الرشق: تحقيق هآرتس يؤكد ارتكاب الاحتلال جرائم حرب في غزة
-
الأمم المتحدة تعلق على استهداف كييف للمدنيين في لوغانسك بقذا
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|