أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - هل عادت الروح الى جسد الوطن بعد كاس الخليج 25؟!














المزيد.....

هل عادت الروح الى جسد الوطن بعد كاس الخليج 25؟!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 7503 - 2023 / 1 / 26 - 00:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا زالت البسمة على وجه كل عراقي سواء كان في الوطن او في المهجر بعد نجاح العراق في تنظيم دورة الخليج 25 وبعد فوز الفريق العراقي بالبطولة، بعد حضور متميز من بلدان الخليجية الثمانية، وبعد الثناء والاهتمام الكبيرين اللذين ابدوه الضيوف واعضاء الفرق والاعلاميين والوفود والاجانب على الدورة، لا سيما حينما حاول كل بصراو عراقي يدعو اي ضيف خليجي يصادفه في السوق الى بيته ليتناول على الاقل وجبة غذاء اكراما له.

نعم كانت فرحة كبيرة وهل توجد فرحة اكبر منها،على مر اربع عقود لم يشعر العراقيين بما شعروا بعد انتهاء المباراة وفوز فريقهم بالبطولة. شخصيا لم اتذكر فرحة مثلها سوى يوم 8/8/1988 حينما اعلن وقف اطلاق النار بين العراق وايران بعد ثمان سنوات دامية استشهد خلالها مئات الاف من الجانبين. وقبل ذلك ربما يوم 11 اذار 1970 حينما اعلن وقف القتال بين الثوار الاكراد والحكومة المركزية واقامة مدة اربع سنوات سلام بينما.

بنجاح هذه البطولة فرح كل العراقيين من المرحلين والمهجرين في الخيم او في كمبات او في دول الجوار المنسين او من ابناء الوطن او في المهجر. لاول مرة منذ اربع عقود توحد العراقيون في مناسبة واحدة وعبروا حدود المذهبية والقومية والدين والمناطقية وكل تكلات بشرية تحت اي عنوان كان.

الان ناتي الى سؤالنا المهم، هل عادت الروح الى جسد الوطن؟ اي هل عادت الروح الوطنية الى جسد العراق؟ بما نفسر هذا المسيرة الشعبية التي توجهت الى تشجيع الفريق العراقي في مباراته الاخيرة. ما سبب هذه الغبطة والفرح التي شعر بها قلوب العراقيين وتناسوا مصائبهم وفروقاتهم وصراعاتهم وحتى نسوا ان الدولار يحاصرهم من كل الجهات، والوطن لا زال مسروقا ومخترقا من جهات خارجية!!.

ما هي تفسيرات او دلالات السيكولوجية في تصرف هذا الشعب المسكين الذي انتج واعطى اكثر من اي شعب اخر للعالم المعرفة والعلم؟
للاجابة لابد ان نرجع الى تفسيرات العالم النفساني الفرنسي غوستاف لوبون صاحب المقولة :" ان روح العرق المدفونة في الشعور اللاواعي تسيطر على سلوك الجماهير"، اضافة الى ذلك الموروثات التاريخية لها دور كبير في ارجاع الذات الى ماضيها وكانما التاريخ المجيد الذي حققه الاجداد لا زالت دمائه والشعور به في دماء الاجيال الحاضرة. كل الشعوب لها نفس تصرف هذا ما نراه في تصرف مشجعي الاندية الاوربية العالمية مثل ريال مدريد او برشلونة او ماجستر يوناتيد او فريق الالماني او الاسباني او البرازيلي او الارجتيني. كانت الشعوب تأله القائد المنتصر مثل اسكندر المقدوني او نابليون اوهتلر بالنسبة للالمان ومحمد الفاتح للاتراك وسعد بن وقاص للعرب وغاندي للهنود... الخ. هذا الشعور بالفرح والافتخار موجود على مستوى الجامعات والشركات الكبيرة في مجال وجودة الانتاج والماركات.




يقول غوستاف لوبون: في مستهل كتابه " سيكولوجية الجماهير" : " ان مجمل الخصائص المشتركة المفروضة من قبل الوسط والمحيط والوراثة على كل افراد شعب ما تشكل روح هذا الشعب"(1).
روح الشعب هو هذا التراصف على قضية واحدة، هو ذلك الشعور المفعم بالبهجة والفرحة بحدث يخص الجماعة، في الماضي كان العرق او القبلية او الدين او الحزب اما اليوم هو اكثر حدث يخص الوطن كله. هذا بالضبط ما حصل في سلوك الجماهير العراقية انهم نسوا التناقضات والحروب والانقسامات السياسية وتوحدوا في قضية واحدة بدون وعي، اي بدون تخطيط اي جهة، كل واح تصرف بصورة عفوية غير ملزمة او مدفعوة من اي جهة، بكلمة اخرى تنطمس الهوية الشخصية في الهوية الجماعية بصروة موقتة (2).

هذا التفسير هو منطقي وحقيقي ان الشعب العراقي بكافة مكوناته يشتاق الى الللحمة الوطنية ، ويقدس الهوية العراقية، ويفتخر بها على الرغم من محاولات الاعداء والاصدقاء على طمس هذه الهوية. منذ اكثر من ثلاثين او اربعين او خمسين سنة هم ينتظرونا لحظة ليظهروا هذا الشوق، وتنفجر بطاقة هائلة، ويتعجب الاخرون من وطنيتهم وحبهم للعراق.

في الختام نهيء كل العراقيين على الروحية التي فجرت القيود بعد عقود من الظلمة، ونهيئ كافة اللاعبين واعضاء الوفد وكادر التدريبي ، نهيء الاخوة البصراويين على كرمهم، ونشكر الاخوة العرب على موقفهم في طمس الهفوات.
....................
1—غوستاف لوبون، سيكولوجية الجماهير، ترجمة وتقديم هادي صالح، دار الساقي، الطبعة الاولى 1991، بيروت – لبنان.
2- نفس المصدر، ص 53.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديالكتيكية هيجل وجدلية كارل ماركس/ الجزء الاول
- تعقيب على اراء د عبد الله رابي في مقابلته الاخيرة بخصوص الرا ...
- علم النفس التحليلي/سيجموند فرويد
- لنزاعات النفسية الرئيسية وتاثيرها على القرارات الشخصية / الج ...
- العولمة في محك في هذه المرحلة من التاريخ
- علم النفس التجريبي- الفيزيقي/ الجزء الثاني
- عجلة التغير الى اين تقودنا!
- علم النفس في التاريخ
- أهمية المعرفة في التاريخ
- مستقبل العراق وعلاقة رجال الدين بالشيطان
- الفلسفة التحليلة الحديثة كوتلب فريجه ودورد مور مثالا
- فشل الموضوعية في نهاية التاريخ مفارقة غريبة جدا!!.
- نقد وتحليل لمقال د. عبد الله رابي حول اهمية تجديد التراث وال ...
- مقال يستحق القراءة: زمن الآن، بين دكتاتورية الصور وحرية الفن ...
- التعصب مرض ومن يلتزم به مريضا
- البشرية في قارب واحد!
- الحكومة الوطنية بحسب افلاطون تبدأ من التربية والتعليم الصحيح ...
- صة موت احد شبابنا في الثلوج اثناء محاولته للهروب من الموت في ...
- السخرية من أداة نقد او رسالة عتاب الى سلاح الطعن وأسلوب التج ...
- الفلسفة المادية -الجزء الثاني Materailism Philosophy


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - هل عادت الروح الى جسد الوطن بعد كاس الخليج 25؟!