أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أمين أحمد ثابت - التتمة الاخيرة 3 / لمدخل ... تصنم العقل - الإشكالية . . ومعالجات الخروج















المزيد.....

التتمة الاخيرة 3 / لمدخل ... تصنم العقل - الإشكالية . . ومعالجات الخروج


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7502 - 2023 / 1 / 25 - 16:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وتكملة لما سبق نجد أن نخبة الحكم والنخب الفكرية والعلمية والسياسية المجتمعية خارج الحكم تستسهل تقديم ووضع الحلول تجاه كل شيء تميزه كمعضلة بين مسمى المشكلة او الازمة ، ولذا فإن كل تلك الحلول المتلاحقة والمتلاحقة منذ السبعينات من القرن الماضي الى اليوم لم تجد شيئا ، بل أن كل معالجات كانت تطرح يعقبها عند التنفيذ تفرخ متصدعات اخرى وزيادة تعقيد في بنية تلك المشكلة او الازمة المعلنة – وللأسف لم يحدث من يقف ليسأل لماذا ذلك يحدث ؟ ؟ ! ! ؟ ؟

والسبب يرجع الى فقه المعرفة العقلية المعتل بالانقياد للنقلية المشوهة السطحية التي طبع عليها لآلاف من السنين حتى اليوم ، والتي تخلو من القواعد الفهمية الاساسية لمعرفة حقائق الاشياء عن جوهرها او تمييز جوهر تلك الاعاقة المراد معالجتها . فأولى تلك القواعد – وهي معمول بها عفويا دون تفكير - أن المعالجة لظاهرة او مسألة او اكثر من مظاهر الاعاقة المجتمعية ، لن تكون إلا بمعاصرة كاملة في وجودنا ( المعرفي ، الادواتي ، والوسائل والطرق بوجودها المعاصر ) ، لكون منزع الحل المعالج للمشكلة او الازمة عندهم بطابعها التاريخي المتجدد ، لا تجري فيه المعالجة بعوامل وعناصر ماضوية قديمة لما هو قديم في مضمون المشكلة او الازمة وذلك مصاحبة بمعالجة حداثية لتلك الاجزاء والمكونات المتخلقة حديثا – إلا أن الجوهر المتكرر لإعادة انتاج الاعاقة بمسخية اكبر مما كانت عليه قبل محاولات المعالجة . . يرجع كإشكالية قائمة في بنية ذلك العقل المعالج ، فبقدر ما يظهر واقعا كطبيب مداوي لإصابات الاعاقة المرضية ، يتكشف ما هو غير ملحوظ لنا أن ذلك الطبيب المداوي مصاب ذاته بتلك الاعاقة ، ما يجعل تطبيبه المشافي مسببا تناميا اسوأ للحالات المرضية – عما كانت قبلا - والتي يزعم معالجتها – من جديد لماذا ذلك يحدث ؟؟!!؟؟ - حيث وأن ذلك العقل النخبوي العربي المعالج يعني من فصام ذهني لمعرفته النقلية المتسلح بها ، فهو لا يعي ( علميا ) الفرق بين الفهم والادراك ، بل أنه يجد في اللفظين مترادفا في المعنى والدلالة – وهو ما لا يجوز أن يكون كذلك علميا – رغم انه عبرهما يتم الوصول او الاقتراب من جوهر الحقيقة المعرفية حول الظاهرة او المسألة موضع الاهتمام – هذا إن كان العقل سويا – ولكن حين يكون كل من الادراك والفهم او احدهما قاصرا او ممسوخا في نظاميته العملياتية الذهنية او مختلطا زائفا في انعدام التمييز فيما بينهما ، فإن المعرفة عن تلك الظاهرة او المسألة او القضية موضع الاهتمام تكون زائفة في جوهرها و . . قد تخدعنا ظاهريا في جوانب او ابعاد سطحية من شكلها كما لو انها معبرة عن الحقيقة الفعلية لتلك الظاهرة من حيث الوعي بها في عقولنا .
والاصل في المعرفة بالأشياء او الظواهر او المسائل تختلف ( عملياتي ) في نظاميات النشاط الذهني الدماغي ، حيث الادراك يمثل الحصيلة الاولية للتعرف على تلك الظاهرة ، بينما الفهم يمثل المنتج النهائي العملياتي المجرد لنشاط الذهن المخي المتكئ على ذلك الادراك الاولى ، ومن خلال الفهم يتجلى او يتجسد الموقف النظري او العملي السلوكي للإنسان بتقدير معرفته بحقيقة الشيء او الظاهرة التي يتعامل معها – من هذا الاخير فإن علة الاعاقة التاريخية للعقل العربي تكمن في ذلك ، فهو في معالجته لمواطن المرض المجتمعي يتوهم الفهم معرفة لحقيقة تلك الاعاقات في بناها المرضية ، بينما حقيقته العقلية عند تعامله يتم من خلال منتجه الادراكي الحسي والذهني النظري المجرد لا أكثر ، ومن هنا تكون منظومات العلاج توافقية – نسبيا – مع تلك الابعاد والجوانب السطحية المنعكسة ادراكا الى عقولنا عن بنى الشكلية لتلك الاعاقات والتي هي تكون خداعية فهما لعقولنا كما لو انها كاشفة لإدراكاتنا عن جوهر واصل المشكلة او الازمة تلك .

ونختتم هذا المدخل بعود تصحيحي لبنية العقل لدينا ، فما نعتقده فهما ليس هو غير ادراكات اولية – حسية او نظرية قبلية خاطئة – وغالبا ما تكون منخدعة عند التلقي الحسي او بمتوهمات تعلق في عقولنا قبلا او كليهما معا – وبمثال مجازي عام سريع يمكن توضيحه في أن العقل العربي المجتمعي يرى في كل الوجود المجتمعي بواقعه وعلاقاته بنى مركبة من الازمات والمشكلات – غير القابلة للحل واقعا – بينما يغيب عن عقله فارق التمايزات بين معبر الاشكالية والمشكلة والازمة ، فكل بنية منها لها ادواتها ووسائلها وطرقها الخاصة بها ، بينما يتعامل معها رغم اختلاف حقيقتها كما لو انها نفس البنية ، فمثلا الابوية والاستقواء والاستغلال القائم عليهما يمثلون بنية اشكالية تاريخية بطبيعتها فينا ووجودنا ، لذا نجدها متسيدة على المجتمع من بناه الفوقية الى اصغر مؤسسة فيه وهي الاسرة المصغرة والى بناه التحتية الانتاجية العلاقاتية الى نظام الحكم وجهاز دولته وجودا وممارسة – هذه الاخيرة وإن وجدت حتى صوريا - كما وأنها متسيدة واقعا على اخلاقيات المجتمع ومعاملاته واشغاله - مثلها ظاهرة استلاب انسان المجتمع وايضا انقياده الطوعي وزيف الوعي والعقل المخدوع طبيعة . . الخ ، فهذه كلها وغيرها تعد حقيقتها نوعا من بنية الاشكالية مفهوما – وهو ما يجب فهمها على اساس ذلك – ولذا في معالجتها لها ادواتها ووسائلها وقواعدها الفهمية وطرقها الخاصة بها كإشكالية ، كما ولكل اشكالية ذاتية بطبيعتها لها خصوصيتها الذاتية من الادوات والطرق والوسائل والقواعد الفهمية الخاصة للتعامل معها – أما ظاهرة فساد الدولة وخاصة جهازها الحكومي فهي مشكلة تعدت حدودها الضيقة لتصبح اليوم حاضرة بمعرف ( المشكلة المركبة او المعقدة ) ، ومثل المشكلة تعبيرا في المسمى شائع التداول ( أزمة . . ) قيادة ادارية ، نظام حكم ، دولة أو احزاب او ( ازمة . . ) غلاء معيشي ، سوء مخرجات التعليم والهبوط المتزايد لمستوى التعليم ، الجفاف او ندرة الامطار او انهيار نظامية الصرف الصحي او انتشار جائحة مرضية . . الخ ، فهي اصلا تدخل ضمن معبر المشكلة وليس الازمة ولذا لها ما يخصها ملاءمة من الطرق والادوات والوسائل والقواعد المعرفية والفهمية الخاصة بها مقارنة ببنى الاشكاليات ، أما معبرات الازمة – من حيث اصلها الحقيقي المعرف بها – يمكن تمثيلها ب متحول مشكلة حكم سياسي الى معبر ( ازمة نظام حكم ) ، حيث تمتد زمنيا بنية الاعاقة – وفق تقديرنا الشخصي – من قرنين الى عقود زمنية بحدها الاقصى سبعة وحدها الادنى ثلاثة عقود – ويمثل هذا المحدد الزمني الامتدادي الاخير مدخلا في معبر ( المشكلة المركبة لنظام الحكم ) ، والذي في انفتاحه الزمني المستقبلي بسنوات يدخل في معبر الازمة ، ومثل ذلك معبرات الازمة في : تشوه التعليم ، تشوه اخلاقيات العمل ، الجفاف وشحة الامطار وفقر المياه الجوفية ، أما حين تكون هذه الاخيرة معبرة في حقيقتها الواقعية عن نضوب كامل للمياه الجوفية تمثل ظاهرة الجفاف والتصحر ونقص الغذاء والفقر الغذائي والمائي . . فإن الازمة تتخذ متحول التعبير عن نفسها بمعبر ( الاشكالية ) كحقيقة وليست كمشكلة او ازمة
إذن ، فتمييز جوهر حقيقة الاشياء والظواهر والمسائل والقضايا معرفة فهمية وليس تعرفا إدراكيا . . يمثل المدخل الصحيح لمعالجة مختلف الاعاقات المجتمعية مهما كان نوعها وامدها ووجودها الزمني .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الضرورة للواقعية السياسية / ( 1 ) للحزب الاشتراكي اليم ...
- تتمة المدخل . 2 - تصنم العقل الإشكالية . . ومعالجات الخروج ...
- الجزء الحادي عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعم ...
- تصنم العقل الإشكالية . . ومعالجات الخروج / الجزء الثاني : لم ...
- عشق نتانة . . تبدو ساحرة
- الجزء العاشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي ...
- 49 - مدخل . . الى العقل المتصنم / أجندة الصناعة الامريكي ...
- نثرة ليلة شتوية قصة قصيرة يناير / 2018
- 48 - مدخل . . الى العقل المتصنم / أجندة الصناعة الامريكية عر ...
- الجزء التاسع من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي ...
- 47 - مدخل . . الى العقل المتصنم / مستقبل وطن مهدد بأجياله ا ...
- اعلان لمقايضة سلعية
- 46 - مدخل . . الى العقل المتصنم / اليمن نموذجا : تسليع الوطن ...
- الجزء الثامن من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي ...
- 44 - مدخل . . الى العقل المتصنم / النظام الحاكم ، طبيعة الحك ...
- توهمات . . متحذلقين علينا
- وطني - أنا - والرقص البحري
- الربيع العربي . . من ثورات تغيير للبناء الى ثورات افول للقيم ...
- الجزء السابع من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي ...
- 43 – مدخل . . الى العقل المتصنم النظام الحاكم ، طبيع ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أمين أحمد ثابت - التتمة الاخيرة 3 / لمدخل ... تصنم العقل - الإشكالية . . ومعالجات الخروج