أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سيامند إبراهيم - مشاهد من قرى الأنفال في كردستان














المزيد.....

مشاهد من قرى الأنفال في كردستان


سيامند إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 05:23
المحور: القضية الكردية
    



تخرج من مدينة السليمانية باتجاه سد دوكان السياحي, وتكمل مسيرتك نحو (زيوا) التي أصابها التدمير الوحشي المشهور, تتابع السيارة مسيرها وتنعطف إلى إحدى التلال الصغيرة التي تغفو على امتداد الأفق الجميل, تسير السيارة ببطء بعد أن انتهت من صعود
آخر تل مزنر ببقايا انقطاع سلاسل السوداوية في تلك الأقصاع, يتوجه السائق ويخبرك بأن هذه القرية كانت من حملات الأنفال, توقف قلبي عندما سمعت, وشاهدت عن تلك الحملات في التلفزيون, والذين راحو ضحايا لها (183 )ألف مواطن كردي, تقف السيارة بهدوء, تترجل منها, تبدأ بخطوات بطيئة في أطلال القرية, تتأمل بقايا القرية من الأخشاب والحجارة المختلة الحجم, تزداد ضربات قلبك, ثمة إغراء في التمتع بمناظر جميلة في تلك الجبال الماسية الحالمة البعيدة, تتوق إلى معرفة أدق التفاصيل عن دمار هذه القرى التي سوتها طائرات السوخوي و مسحتها عن بكرة أبيها, وجاء الجيش العراقي وساق الرجال والنساء والشيوخ إلى الصحارى العراقية ي الجنوب, المناظر هنا تنم عن كل شيء حدث في هذه المناطق, جرائم تراجيدية حدثت في هذه القرى الوادعة التي تحولت إلى قفار وكأنها من قرى غابر الزمان, وتتجه نحو الغرب فتجد ثكنة مبنية من الحجارة البيضاء والتي تحولت قليلاً من الأبيض إلى الرمادي, وبينها ثمة مئات الكوات الصغيرة التي كانت تخرج منها مئات البنادق لتطلق الرصاص على القرويين المسالمين, معسكرات وربايا معزولة عن القرى مهمتها فقط قمع أية حركة مقاومة كردية, جبال صمدت في وجه الدكتاتوريات المتعاقبة, دكتاتوريات حاقدة أطلقت نيرانها العاصفة لتحرق الأخضر واليابس, في ظل هذه الممارسات اللاإنسانية والشوفينية.
التفتُّ نحو شمال الطريق واقتربت من بقايا أشجار أصبحت عارية عن أية أوراق خضراء, كانت تظلل طرق هذه القرية في ما مضى, وتتجه مع دليلك إلى بقايا جدار من اللبن الأحمر لتشاهد بقايا مسجد كان في هذه القرية, المسجد أصبح أطلالاً وتناثرت أوراق القرآن الكريم وطار البعض واحترق الجزء الأكبر منه, وهاهو( صدام حسين) يحمل القرآن الكريم بيديه الملوثتين بدم المؤنفلين, ويتباهى بالقرآن في قفص الاتهام ليوهم العالم بأنه من المؤمنين الأتقياء وهو الذي كان يطلق على نفسه بأنه من ذرية حفيد الرسول ( الحسين )وأنه صاحب إيمان قوي.
تتجول بين أطلال القرية, تتمعن في بقايا الأزقة الترابية تجد ثمة بعض من خرز طفلة متناثر بشكل فوضوي, وثمة ملاعق وسكاكين منثورة تحت الأتربة, أهوال وتراجيديا حقيقية تشاهدها وتعيشها في هذه القرى المؤنفلة, سألت السائق عن أهلها فقال لي جاءت السيارات العسكرية واقتادت الأطفال والنساء والشيوخ إلى صحراء العراق الجنوبية الغربية. وروى لي عشرات القصص المأساوية من قصص الأنفال رجال سيقوا إلى الحرب الإيرانية العراقية عادوا ليجدوا قراهم بقايا حطام وممنوعين حتى عن رؤية ذاك الحطام, وإبادة عوائلهم في نقرة السلمان, شباب في عمر الزهور أعدموا في السجون العراقية.
أتأمل في قمم هذه الجبال, وأنظر إلى القرى البعيدة التي تعاد بنائها من جديد لتنفض عنها غبار القمع والظلم الذي أثقل كاهلها, وكفاح هذا الشعب الذي ضحى بالآلاف من أبنائه ليدافع عن بقائه و وجوده كأمة لها تاريخها ولغتها وأرضها.



#سيامند_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد الموقر بمناسبة الإ ...
- المحطات الفضائية ما لها وما عليها
- غسل العقول من الشوائب
- أبراج نيويورك تتهاوى
- المناضلة كاترين ميخائيل وجهاً لوجه مع صدام حسين
- أيام من عمر ي في دمشق
- كلمات في ذكرى رحيل سلوى الأسطواني
- ذكريات على شواطىء بيروت
- بين أطلال لبنان و كردستان
- العلم الإسرائيلي يحتل حيزاً من شاشة قناة الجزيرة؟
- رسالة عشق إلى حبيبتي بيروت
- عدسة الكاميرا في المواقع الساخنة
- ذكريات وأيام لها نكهة الشهد في السليمانية
- الإعلام الكردي في 12 آذار بين الصدق والمحاباة؟


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سيامند إبراهيم - مشاهد من قرى الأنفال في كردستان