|
أشيعية مدينتي بعقوبة أم سنية؟
أحمد السيد علي
الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 10:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لااعرف يوما منذ الطفولة كنا نميز بين الناس لانتمائاتهم الطا ئفية، أذكر منذ ستينيات القرن الفاءت ان يشخص العراقي لانتماءه السياسي، وليس الطائفي، وأذكر بعد تشرين 1963 وأنا طفل صغير أحمل الطعام ( السفر طاس) لخالي الشيوعي في سجن بعقوبة سألني الحرس او السجان وأنا طفل صغير هل انت شيوعي أم بعثي، وقتها لم اعرف الاجابة فذهبت الى خالتي وسألتها هل انا شيوعي ام بعثي هذا الذي كان يشغل الشارع العراقي والبعقوبي في حينه. ليس هناك بيانات محددة من هم الاكثرية والاقلية من الطائفتين اضافة الى وجود غير قليل من الطائفة المسيحية والصابئية والقومية الكردية واغلبهم كما ذكرت من مندلي واكراد من مناطق أخرى منهم الشيعي ومنهم السني كذلك التركمان وكان هناك يهود أجبر أغلبهم على مغادرة المدينة والعراق عنوة وبقى معبدهم التورات في منطقة المنجرة قائم لحد الساعة، وأذكر في عقدي الستينات وبداية السبعينيات كانت هناك اربع مواكب حسينية كبيرة في بعقوبة موكب المنجرة في السراي وثلاث مواكب في التكية ...موكب ابن بقة في السوق وموكب القيصرية قريب من قنطرة خليل باشا وأخيرا موكب العنافصة وأتذكر ان اهل السنة في بعقوبة يشاركون الشيعة في طقوسهم الحسينية في الزنجيل والّطم الى ان جاء البعثيون ومنعو هذه الطقوس. المهم كان في بعقوبة مسجدين احداهما في السراي والاخر في التكية مقابل له يفصلهما نهر خريسان ويسمى جامع الشاه بندر، وقد هدم المسجد في السراي وبني بدله جامع كبير في السوق وسمي جامع الفاروق، هذا كان علي ماأذكر في منتصف الستينيات أو أواخرها ، كذاك كانت هناك حسينيه كبيرة وقديمة في وسط السوق وقد بنيت في أربعينات القرن الفاءت ، وجدد بناء وصيانة المنارة في الستينيات، وعندما زرت مدينتي في 2003 بعد غياب عقدين من الاغتراب القسري وجدت ان هناك بناء وتعميرات جديدة، نسيت ان أذكر ان هناك حسينية صغيره في التكية (العنافصة) ليس فيها مناره وفي بعقوبة الجديدة التي تقع على ضفة الأخرى لنهر ديالىوفي الطريق الى بغداد كان فيها جامع كبيريطل على جسر ديالى والطريق المؤدي الى بغداد وليست هناك حسينية واهلها اغلبهم من سكنة بعقوبة الميسورون وهم من الطائفتين السنية والشيعية واخرين نازحين من القرى المحيطة في بعقوبة وهي مستقرة نسبيا وامنة وفيها مرقد الشريف الذي يدفن الشيعة موتاهم اما السنة فلهم مرقد (ابو ادريس) في الطريق ما بين بعقوبة وبهرز ويقع خلف قرية شفته. كان في بعقوبة شيخ جليل اسمه الشيخ صفاء شيخ جامع الفاروق والذي هو جار لنا كان محترما بين اهالي بعقوبة وله سمعة طيبة ، كذلك كان السيد عبد الكريم علي خان امام حسينية بعقوبة منذ الاربعينيات القرن المنصرم كان محترما ومقدرا من اهالي بعقوبة أيضا، والاثنين عمرو كثيرا، فقد توفيا الشيخ صفاء رحمة الله عليه في أواخر السبعينيات او بداية الثمانينات بينما توفي السيد عبد الكريم رحمة الله عليه في 1991 بعد ا لزيارة المشؤمة للدكتاتور صدام بأسبوع واحد، فأهداه البلطجي سيارة سرقت بعد ثلاثة أيام. يحدثني الراحل خالي عن تشييع سيد عبد الكريم انهم نزلو في خان النص بين كربلاء والنجف ...كان هذا بعد قمع انتفاضة شعبان المباركة، وشرعو في الهرولة وهم يهتفون الله حي وهم متوجهون الى النجف ولما اقتربو من النجف قام اهالي اللنجف بقفل دكاكينهم واغلق السوق كله خوفا منهم وتحسبا بأنها انتفاضة جديدة رغم وجود محافظ النجف معهم. هنا أتحدث عن عائلتي فأمي سنية وأبي شيعي، ولاأذكر يوما تحدثنا بجدية عن هذا الموضوع فخالاتي الاربعة سنيات وقد استشيع خالي دون اي احتجاج، وكانت خالتي الكبيرة رحمة الله عليها سنية ولكنها( ملاية على الحسين) لهذا لم نشعر يوما بالتفرقة. في المقالة السابقة مدينتي بعقوبة والارهاب ذكرت ان السنة والشيعة يتقاسمون المدينة وبينهم انساب، والعلاقات الاجتماعية وثيقة ومتينة لا تنغصها الا الصراعات السياسية وليست الطائفية ، وقد شجع النظام البائد الطائفية من خلال اعطاء اراضي وامتيازات كثيرة لسكان القرى والارياف المحيطة في بعقوبة وغالبيتهم من العرب السنة، وقد سكنت جزء من هذه العوائل الغنية مدينة بعقوبة وهم ليس من سكناها الاصليين مثل بيت الدهلكي ، الباوي، العنبكي كذلك بيت العطية وأخرين وقد اعطى النظام لأبناء القرى والارياف امتيازات ووظائف كبيرة وحساسة كضباط مخابرات وامن واستخبارات ومراكز حزبية لها سلطة فاعلة وهم من القرى السادة ، كنعان ، ابو صيدا ، بلدروز، الكبة ، زاغنية كذلك سكنو في بعقوبة والتحرير وحي المعلمين والمفرق واعطى اراضي لهم في الغالبية والحديد وحي المعلمين والتحرير وهبهب. المشكلة بهؤلاء الذين فقدو كل امتيازاتهم السابقة ولهم استعداد ان يتحالفوا مع الشيطان لاسترجاع السلطة المفقودة. وكما ذكرت سابقا ان النظام البائد شجع في الحملة الايمانية المزعومة على اعتناق المذهب الوهابي، فبعد ما فرغ بهرز من الشيوعية وهم من ابناء السنة العرب شجعهم بأعتناق الوهابة كذلك في المقدادية(شهربان سابقا) ولذ عملية القتل والتهجير في ذروتها في حي المعلمين والمفرق..الكاطون و التحرير في تهديد الشيعة من الخروج منها ويكتب على الدور لا تشترى ولا تباع وقد قتلو الكثير من الابرياء، وقد قتل الكثير من اكراد مندلي الذين سكنو بعقوبة منذ دهرا طويلا لانهم شيعة وهدد مؤذن الحسينية فترك بعقوبة مكرها الى كربلاء وانتقل احد اقاربي بعد تهديدة وتفجير سيارته من حي المعلمين، كذلك جرى تهديد اوتهجير من القرى الشيعية للسنة العرب في الهويدر وخرنابات والعبارة من قبل المتطرفين الشيعة اما الهجرة او التصفية..فقد قتل على الهوية الحادي في الحسينية يونس خضير واخيه يوسف وابن عمهم ستار وهم من اهالي مندلي كذلك قتل فائق السعدي وناظم وسعد واخرين لاذكرهم الان من اهالي بعقوبة. أود ان أذكر شيء عن الاحزاب الاسلامية السياسية الطائفية في بعقوبة، ففي عقد السبعين من القرن المنصرم كان معروف فقط حزب الدعوة الشيعي، ربما كانت هناك احزاب دينية اخرى ولكن ليس لها حضور كبير، ولكن وانا في المعتقل الجماعي في امن بعقوبة سنة 1981 شاهدت لأول مرة معتقلين من احزاب جديدة فمن الشيعة باستثناء حزب الدعوة الذي ذكرناه سابقا كان هناك منظمة العمل الاسلامي للعلامة محمد تقي المدرسي، كذلك كان هناك من ابناء القرى السنية من هم متهم في حزب اخوان المسلمين كذلك من حزب التوحيد الاسلامي، وكان احدهم خريج بدرجة ماجستير من المملكة العربية السعودية، وكان النظام البائد يراقبهم في الجوامع في المقدادية واخرين من قرة تبه، وقسم منهم كان شديد التعصب، فكنا نصنع من عجين الصمون (الخبز) شطرنج نسلي انفسنا في المعتقل، وكانو لايلعبون معنا ويقولون انه حرام. وقد اخرج النظام البائد معظمهم وحكم على الباقي بأحكام متفاوتة في محكمة الثورة السيئة الصيت. الخلاصة هنا ان هذه المدينة بعقوبة كانت لا تعرف التطرف والتعصب المذهبي، ولكن اصرار النظام البائد باقحام اهل الريف في المدينة وتغير هويتها المذهبية ومحاصرتها بسكان التحرير والمفرق وحي المعلمين وباقي المناطق التي ذكرتها سابقا... استحلو دماء اهلها البسطاء المعتدلين الامنين دون رادع وحياء وكلها باسم الدين.. فقطعو اصابع بعض المسلمين المدخنين ، لانه في وقت الرسول(ص) لايوجد تدخين حسب ما يزعمون ..كذلك قتل بائع الثلج لان في وقت الرسول محمد (ص) لا يوجد ماء مثلج وهكذا من الخزعبلات والدين براء من ذلك. والتطرف هنا مقصود من كلى الطائفتين. وابتلو اهالي بعقوبة بسؤال لا يملكون الاجابة عليه ...أشيعية بعقوبة أم سنية؟.
#أحمد_السيد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانيون الجدد .. هؤلاء البؤساء
-
الكارما .. فكرة الجزاء في الفلسفة الهندية
-
علمنا العراقي لا يقره القتلة
-
نقد الأديان بين الرؤية والمخيلة - تعقيباً على ردود كامل النج
...
-
نقد الأديان بين الرؤية والمخيلة - تعقيباً على ردود كامل النج
...
-
نقد الأديان بين الرؤية والمخيلة
-
مشاهدات من كتاب حسن العلوي العراق الامريكي
-
مشاهدات من كتاب العلوي حسن (العراق الامريكي الشيعي بعد العرا
...
-
مشاهدات من كتاب العلوي حسن
-
خليل المعاضيدي شاعر غادر قبل الاوان
-
lمدينتي بعقوبة والارهاب
-
أصول الكيسانية .. دراسة في النشأة
-
ثقب
-
النيرفانا الغربية التي لا يستحقها المسلمون
-
المهمشون في التاريخ الإسلامي للدكتور محمود إسماعيل .. كتابة
...
المزيد.....
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|