|
بايدن .. والعثور على وثائق سرية في منزله !!
أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7500 - 2023 / 1 / 23 - 20:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يظن أغلب الناس - ممن يحسنون الظن بالتجربة الأمريكية - أن الديموقراطية هى من تحكم في أمريكا ، فالرئيس يتغير كل أربع سنوات ، ومثله أعضاء مجلسى النواب والشيوخ ..
هذه هي الصورة العامة ، ولكن هل هى الصورة الحقيقية ؟!
فى رأى الكثيرين حول العالم - وفى أمريكا نفسها - ليست هذه هي الصورة الحقيقية ..
فمن يحكم أمريكا بالفعل هو تحالف قمة جهاز الدولة الأمريكية ( الدفاع - الأمن الداخلى - مجمع الاستخبارات ) مع كبار رجال المال والأعمال .. والحركة بين المؤسستين ( مجمع المال والأعمال وجهاز الدولة ومؤسساتها ) مستمرة ولا تتوقف ..
وهذا التحالف الخارق هو من يتحكم ويضبط الحياة السياسية فى أمريكا ( وفى أماكن كثيرة جدا حول العالم ) وهو من يتحكم ويضبط الاقتصاد العالمى على مصالحه هو وحده ..
وهو التحالف الذى يمول الأحزاب السياسية في أمريكا - وغيرها - وهو من يمول حملات المرشحين للرئاسة والكونجرس ، وهو من يمول الجامعات الأمريكية ومراكز البحث والتفكير ، وهو من يمول الصحافة والميديا الأمريكية ..
اى أنه هو الحاكم الفعلى من وراء ستار لأمريكا وللعالم ، وهو من يستأجر السياسيين - وأيضا الاقتصاديين والصحفيين وغيرهم - لتقديم خدماتهم نظير أجور عالية ..
ولا يستطيع أن يصل إلى مواقع التأثير والنفوذ في أمريكا أحد إلا بضوء أخضر من هذه الاوليجاركية - حكم القلة - الحاكمة لأمريكا ..
ومن هنا فهى تأتى بمن تريده لحكم أمريكا ، وهى من تقرر متى يستمر ومتى يذهب !!
وإذا اغراه المنصب فيمكن اللجوء إلى وسائل ناعمة لازاحته ، وفى أحيان كثيرة يمكن اللجوء إلى وسائل خشنة ، وفى حالات محددة تصل الأمور إلى درجة القتل !!
فذلك التحالف بين الرأسمالية الأمريكية وجهاز الدولة الأمريكية هو من اتى بريتشارد نيكسون رئيسا لأمريكا في أواخر الستينات ، وعندما لم يسمع الكلام كان ترتيب فضيحة ووترجيت - التنصت على مقار الحزب الديموقراطي المنافس - ونشرها على أوسع نطاق ، بواسطة صحفيين قريبين من وكالة المخابرات الأمريكية ، يعلمون فى صحيفة واشنطن بوست ، كان الصحفى الشهير بوب وودورد واحد منهما ..
وعندما لم يعجب التحالف الحاكم لأمريكا بعض تصرفات بيل كلينتون ، كان ترتيب فضيحة ممارسة الجنس مع متدربة شابة فى البيت الأبيض - مونيكا لوينسكى - تم وضعها فى طريقه " بالصدفة " !!
وكان ولع بيل كلينتون بالجنس الآخر ، وعدم سيطرته على نفسه أمام الجمال أو الإغراء مشهورا ..
وحاول كلينتون القول أن الممارسة الجنسية لم تكن كاملة بل كانت فقط بالفم !! لكن قرصة الأذن لكلينتون استمرت حتى النهاية ..
وعندما خالف جون كينيدى أوامر التحالف الحاكم لأمريكا ، والتصرف في بعض الأمور بدماغه كان القرار .. قتله !!
واستيقظ الناس فى أمريكا والعالم ذات صباح من عام ١٩٦٣ والشاب الوسيم الذى يحكم أمريكا غارقا في دماءه !!
فقد قرر رجل - قيل أنه مجنون - قتله في سيارته المكشوفة فى مدينة دالاس ، وبجانبه زوجته الجميلة جاكلين ..
الغريب أن الرجل المجنون- وبعد أن أتم مهمته - قيل أنه انتحر !! والرجل الوحيد الذي تم تقديمه كشاهد تم قتله في السجن قبل محاكمته !!
ولم يكن كينيدى هو الوحيد من تم قتله أثناء رئاسته لأمريكا ، فقد سبقه أبراهام لينكولن ، وتعرض رؤساء كثيرون لمحاولة اغتيال ، كان غرضها - فى الغالب - أن يضع الرئيس عقله في رأسه ويسمع الكلام بهدوء ..
لكن فى الغالب لا يلجأ التحالف الحاكم لأمريكا إلى هذه الوسائل القاسية إلا فى حالات الضرورة القصوى ، فهناك دائما وسائل ناعمة " وديمقراطية " !!
وأخر ذلك ما تم فعله ما دونالد ترامب بالأمس ، وما يتم فعله مع جو بايدن اليوم ..
والوسيلة في الحالتين واحدة .. العثور على وثائق سرية في منزل الرئيس !!
وتحويل ذلك إلى قضية سياسية وقانونية ، قد تخل بفرص كلا الرجلين فى الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة عام ٢٠٢٤ ..
أولا .. لا خلاف أن وجود دونالد ترامب على مقعد الرئاسة في أمريكا كان بموافقة الدولة العميقة في أمريكا ، وإن كان الرضا ليس كاملا ، وذلك لغرابة أطوار ترامب وانفلاته ..
نعم كان هناك الكثير من التناقض بين ترامب والتحالف الحاكم لأمريكا ، إلى درجة أنه تم تزوير انتخابات الرئاسة ضده علانية وبفجاجة !!
مع أن الرجل خدم مصالح التحالف الذى يحكم أمريكا كثيرا ، وخصوصا فى الحرب التجارية الشعواء التى شنها على الصين أعوام ٢٠١٧ - ٢٠٢٠ ..
اما جو بايدن فهو إبن التحالف الأمريكى الحاكم المدلل !!
فإذا كان الأمر كذلك فلماذا يضع التحالف الحاكم لأمريكا العقبات أمام ترشح ترامب وبايدن معا ؟!!
والجواب .. كلاهما ليس مناسبا لحقبة قادمة ، تقتضى رجالا من نوع آخر ..
فكما تمت الاستعانة برجل شبه أمى مثل دونالد ريجان - وهو ممثل سينمائي فاشل - فى الثمانينات لكى يتخفى التحالف الحاكم لأمريكا وراءه في سياسات خطرة وغير شعبية ، مثل النيوليبرالية الاقتصادية وبرنامج حرب النجوم شديد التكلفة ، والتصعيد مع الاتحاد السوفيتي ..
وكما جاءوا برجل اخرق مثل جورج بوش الابن ليتخفى وراءه الجهاز الحاكم لأمريكا فى بدء سياسات غير شعبية مثل الحرب العالمية ضد الإرهاب - التى ذهبت فى أولى محطاتها إلى أفغانستان و كانت المحطة الثانية هى العراق - وكانت النية ذاهبة إلى دول أخرى مثل سوريا لولا التعثر في العراق ..
وكما جاءوا برجل أسود مجهول تماما ، وذو جذور مسلمة لكى يبدأ في عهده الربيع العربى ، وإحلال تنظيمات الإسلام السياسى بدلا من النظم القائمة آنذاك في الشرق الأوسط ..
كما تم ترتيب كل ذلك ..
فإنه لا بايدن ولا ترامب يصلح لمرحلة جديدة في السياسة الأمريكية والعالمية ، فكلاهما لديه مشاكله الخاصة ..
فترامب رجل لا يمكن توقع تصرفاته ، وهو رجل شعبوى لديه أنصار متزمتين يرونه مثالا كاملا ، وقد قيل أن بعض القبائل في آسيا - فى الهند تقريبا - اتخذوا ترامب إلها !!
بالإضافة إلى أنه رجل منفلت اللسان - هو من قال مثلا أن داعش مشروع أمريكى تبناه أوباما وهيلارى كلينتون - ولا يعتمد عليه فى حفظ أسرار الدولة الأمريكية !!
أما جو بايدن فهو رجل مسن ومريض ، وعلى وشك الخرف ، ووجوده في منصب الرئاسة الأمريكية عبء وليس فرصة ..
واذا كان الطموح الطبيعى لأى إنسان هو ما دفعهما لإعلان نيتهما الترشح مرة أخرى لانتخابات الرئاسة القادمة ، بعد أن نسوا الضوابط والمحاذير ، فيمكن أن تستخدم تلك اللعبة المسماة الديموقراطية لابعادهما بهدوء ..
وبدأت إزاحة الرجلين معا بنفس الطريقة ، كل ما فى الأمر أن الحدوتة الغريبة بدأت مع ترامب من شهور ، ويطبق نفس السيناريو مع بايدن الآن !!
وهنا كانت قصة وجود وثائق شديدة السرية في منزل الرئيس ، ترامب من شهور وبايدن الآن ، نسيها كلاهما - كأنها شئ تافه - على مكتبه ، وهو يتسلى بمشاهدة التلفزيون ، أو بتصفح حسابه على فيس بوك أو تويتر !!!
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف تقسَّم دولة متحدة ؟
-
جمال عبد الناصر .. والسنة العجيبة !
-
حاول تفتكرنى
-
مرسال المراسيل
-
اغنية وموقف ... كلمنى يا قمر
-
أغنية وموقف .. رُدت الروح
-
أغنية وموقف .. الأطلال
-
المشكلة الاقتصادية .. قراءة في تقرير قديم
-
شتاء شديد السخونة
-
الانقلاب الألماني
-
ذكرى يوم عظيم
-
ما يخصنا من المشكلة
-
السياسة على الطريقة الحديثة
-
حقيقة وسبب الوجود الخليجى في أثيوبيا
-
هل لإسرائيل علاقة بسد أثيوبيا ؟
-
هل ابتعاد مصر عن أثيوبيا هو سبب مشكلتنا معهم ؟
-
هل يمكن بيع مياه الأنهار ؟
-
هل المياه فعلا مشكلة عالمية ؟ وهل من الممكن حلها ؟
-
شماتة !!
-
مصر وإيران .. وفن تكوين أوراق الضغط !!
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|