أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الله خطوري - الهايْبُوثَلامُوس














المزيد.....

الهايْبُوثَلامُوس


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 17:01
المحور: حقوق الانسان
    


قديما صدح أبوالعلاء المعري:

ولما رأيتُ الجهل في الناس فاشيا
تجاهلتُ حتى قيل إنيَ جاهلُ
فيا موت زُرْ إن الحياة ذميمة
ويا نفسُ جدي إن دهركِ هازلُ

فعلا، إن آلعقل آلسَوي يحتضر عند أغلبيتنا، بل قل عنه مات آنتهى، لا آستعارة ومجازا، بل حقيقة وواقعا.. ومعنى أن تموت هذه الكتلة الهلامية من رأس الإنسان هو أن تُغَيَبَ وتُعَطَّلَ عن العمل، أن تستكين لعطلة قهرية غير محدودة آلآجال وآلعواقب، تفقد إثرها القدرة على آلتفكير والتمحيص والتمييز والتدقيق وآلتثبت وآلتأمل والتحليل والتركيب والتأويل وآلروِية وآلرؤيا أبعد وأعمق مما يعن على سطح الحياة من معطيات شكلية لا عمق فيها، مما يولد تراجع وآنحسار مهارات التفكير التحليلي المنطقي النقدي التساؤلي الإشكالي الذي هو من طبيعة وجود الإنسان كماهية وكينونة لها ما لها وعليها ما عليها..هذا النزوع آلسلبي يَعْدِمُ الذات المفردة في أحد أهم خصوصيتها ومميزاتها:التفكير النقدي المستقل، مما يجعلها سهلة الانصياع للإشراط البافلوفي السيء الذِكر تقفو نهج باقي الجموع، تذوب تنصهر في صهارتها اللازبة تتقمص أدوارها وتخضع خضوعها وتسلك مسلكها اللاعقلاني، فتغدو ضمنها كَمًّا ركاميا هلاميا بَعد أن كانت وجودا ذاتيا نوعيا..وأن يصل عقلنا الجمعي إلى هذا الدرك من الاحتواء تُسهل عملية التحكم في إرادته تطوعه إلى درجة آجتثاث إنسانية الإنسان وتخصيب صفات الوضاعة والمهانة والسفالة والخسة فيه يعني كذلك، فيما يعني، قيادة ما تبقى من أمخاخ الهوام إلى مشانق غباوة التكلاخ بتفريغ أقحاف آلرؤوس من طاقتها الإبداعية، فلا يبقَى لدينا سوى سقط متاع، سوى أنشطة آرتدادية سلبية، عبارة عن ريفْلِيكْسات ردود أفعال لا غير (١) لا رُواء فيها جافة جامدة متيبسة ما فيهاش ليدام تماما كتلك الحركات الارتكاسية التي كان يصدرها ضفدعُنا المسكين إثر ما كنا نقوم به آتجاهه من تجارب طفولية نزقة وحشية شرسة في دروس حصص بيولوجيا الإعدادي..(٢)..ستبقى عجينة الدماغ محصورة في حركة بلا إدراك، فوضى نط وقفز وطيش كجراد منتشر ولهاث محموم الجِماع وراء لقمة عيش ملتبسة عصية يعدو الشهيق لها يسعى الزفير بلا هداية بلا بينة بلا رشد ما آستطاع لإمساكها..ولات حين مناص..إنها الهشاشة العقلية والروحية تشهر أنيابا منخورة مسوسة بضراوة أيها السادة يلتبس عليها معنى التهديد تخلطه بآبتسام بتسول بتذمر بتفاهة..يحدث ذلك عندما تتعطل مدركات العقول، ويبقى الجزء الوحيد الفاعل المنفعل المتفاعل النشط النابض الحيوي في كينونة الأنام ذلك المسمى:"الهايبوثلاموس/(Hypothalamus"، وهو كتلة وسط الدماغ لا يزيد وزنها على خمسة غرامات أي ما يشكل واحد من المائة من حجم دماغ مكتمل النمو، وهذا الجزء يُطلق عليه كذلك"بتحت المهاد"، تراه علوم بيولوجيا آلحياة المسؤول عن وظائف الأعضاء من أكل وشرب وإدخال وإفراز وإخراج وتفاعل فيزيائي ونوم وآنفعال آرتدادي وأحلام بسيطة.وما أكثر الناس الذين حُجر على عقولهم الفاعلة في طي النسيان دُفِعوا للعيش على مستوى منطقة ما تحت المهاد وظلوا ضالين تائهين بين قماءة بيولوجيا ولعنة فيزياء لا روح لا صفاء لا آستبصار لا رؤيا لا بصيرة يلهثون مازالوا يجرون جري بهائم سائبة نحو دَراهمَ معدودات يبيعون في سبيلها نفوسهم وفلذاتهم وتراثهم وظلالهم وإرادتهم وبصمات جيناتهم وإنسيانتهم ساعين سعي سيزيف شارد شقي إلى سد رمق سعار لهطة لا تفتر لا تستكين يصعدون ينحدرون يتناسلون يتوالدون يمارسون مهنة المهانة ما آستطاعوا إلى ذلك سبيلا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَٰفِلُونَ (٣)

☆إحالات:
١_تحركات تلقائية لكينونات عضوية لا عقلانية عبارة عن ردود أفعال آرتكاسية تعيشها حيوات دقيقة كديدان الأتربة والقواقع الحلزونية والطحالب والطفيليات ترتكس تستجيب آعتباطيا بشكل لا إرادي حين تتعرض لمثيرات خارجية كالهواء والضوء والحرارة والبرودة بطريقة تغوبيزم Tropisms بتعبير نتالي ساروت...
ولعل كلنا عاينا الارتدادات التي تقع للحلازين إذْ تُطهى حية على نار قاتلة..
ولعلنا عاينا كذلك منظر السلطعونات تتصارع دون إدراك مع بعضها البعض وسط حمأة مرق الموت في وجبات مطابخ الشوارع الأسيوية ...
٢_ يمكن قراءة آستجابة العمال لواقعة الموت في قصة(محمد زفزاف):(الديدان التي تنحني)ضمن مجموعته:(بيوت واطئة)من هذه الزاوية
٣_سورة(الأعراف)الآية ١٧٩



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فَرَادِيسُ مَفْقُودَة
- مُتْ قَاعِدًا
- هَاااا..هُوووو..هِيييي
- شِيَمُ آلشُّعَراء..قراءة في بائيةٍ للمتنبي..
- عِيشَا قَنْدِشَا آيَتْ وَرَايَنْ
- بُوكُوفسكي..وَمَنْ يُبَالِي..
- والذئابُ تَعْوي في وِجَاِرهَا السَّحيق
- اللحظة آلأخيرة
- بَنْجِي يَشُمُّ رَائِحَةَ آلْمَوْتِ
- لا، يا أنتَ..تلكَ غُرْبتي أنا..
- في عُمق آلجحيم، انبَجَسَتْ حُبَيْبَةٌ منْ زُلالٍ..رأيتُها..
- هَاااا الْعَاااارْ خُو نَكَّاااارْ
- غَيْبُوبَة
- مِيفِيسْتُوفِيليسْ
- فُقَاعَة
- رَيْثَمَا
- وعلى آلمتضرر آلبحث عن مُسببات ضرره
- وِرْدُ آلْحَيَاةِ
- وَآلْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ
- حَلَازِينُ


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الله خطوري - الهايْبُوثَلامُوس