ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 06:58
المحور:
المجتمع المدني
بحثاً عن معنى وحقيقة كلمة الوطن في قواميس علم النفس , نجد أن معناها يوحي بالخدعة تماماً لما هو عليه الحال في الأفلام السينمائية القائمة على إدخال فن الخدعة إلى جانب العناصر الفنية الأخرى للخروج بقالب فني رفيع يتذوق المشاهد حلاوته وروعته .
الفيلم هو قطعة كاملة تحتوي على مجموعة من القطع والمشاهد وكل مشهد يمكن أن يشكل فيلماً قصيراً لاحتوائه على عناصر الصوت والصورة والحركة وبالإجمال يبقى فيلماً يمتد على مدة زمنية قد يطول ويقصر حسب القصة وشخوصها ,وهذا يتوافق مع علم النفس ذاته حول مفهوم الوطن وحصره بالخدعة , فالوطن هنا ليس ملكاً لأحد من البشر مهما بلغت قوته , التجارب السابقة تشير إلى أن جميع قوى الهيمنة والسيطرة اندوت بفعل لحظات الضعف والوهن التي انتابت الأقوياء فجأةً, وبالتالي يكون الوطن كلاً وليس جزءاً أي أنه يمثل الكون بأجمعه (كوكب الأرض) في حين أن المجموعات البشرية التي تتخذ لنفسها مستقراً على هذه الأرض ما هي إلا أوطان لها , لأن الشرائع والقوانين تجيز لأي إنسان الحق في أن يقيم عليها , التي قلنا أنها ليست ملكاً لأحد , الغرض من هذا الطرح أن هذه الأوطان المبعثرة بفعل عوامل الطبيعة من بحار وجبال تترأى لأصحابها على أنها وطن لهم كما الفيلم.
الكرة الأرضية هي وطن كلي محدد بتضاريس متنوعة تحتوي على مجموعة أوطان ,أمّا سبب القول بأنها خدعة فإن هذا يعود بحسب التحليل النفسي إلى ضعف الإدراك عند الإنسان.
الإنسان قياساً بالكائنات الأخرى لا يمتاز بقوة الحدس الموجودة لديها , فدرجات إدراكه للمحيط محدودة وغالباً ما ينظر إلى الشجرة في الظلام على أنها شبح, وظاهرة السراب يعتقد أنها بركة ماء.
وبكل الأحوال يظل الوطن قائماً في تفكير كل واحد منا , مع العلم أن هذا الوطن متشابه في جزئياته – الماء ,الهواء, الجبال ,السهول ,الوديان – وهذه الجزئيات موجودة في كل بقعة من بقاع الأرض وتشكل في ذهننا رموز نحنّ إليها إذا أقمنا خارجها , وهي إحدى أهم الأسباب التي تجعلنا نشعر بالغربة والحنين إلى رموزنا الأولى التي ولدنا ضمنها ونشأنا وترعرعنا في كنفها.
وعليه , أوطاننا جزئية من وطن كلي واحد , نراها جزئية لقصر نظرنا وبعدنا عنها , لانشغالنا في حياتنا وغرقنا في مصاعبها وأتعابها.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟