قاماتنا اعلى من تمثال الحرية

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 06:58
المحور: الادب والفن
    

أيـة ديمـقـــــــراطـية تـــلك التي تستـعـــار تحـــت ســـرف الـدبابات ورعب
الطـــائرات والأبـاتشيات والصــواريخ وازيز الرصاص .
وايـة ديمـــقراطية تــلك التي يصبـح فيها قتل الأطفال والنســاء والـشــيوخ
بالجملة أخطاء لوجستية ..!!
والاعتـداء على سجناء ابو غــــريــب والاغتصــاب ضرورات استنطاقــية
لااعتداءات جنسية ..!!
واقتحام المـدن ومداهمـــة الدور والاعتـــقــــالات بالجمـلـــة تصـــرفـــــــات
فردية لا إرهاب دولة !!
الديمقراطية الأمريكية وفضائح ابو غريب وصمة عار في جبين الإنسانـيــة.
تنتهك حقوق الإنسان بأسم الديمقراطية
ويقتل الالاف تحـت رعـــب الديمقراطية
وتملأ حيطان الوطـن الممــزق بالشــعـــارات واللعــن والطـــعــــن
وابراز مواهب المتشردين والمتوعدين والقتلة وصناع القــرار ..
الديمقراطية الامريكية يا ايها السادة اخرجتنا من عنق الزجــاجــة
ومنحتنا فرصة الثورة على الاخلاق والاعراف الاجتماعية والغــت
الــرقـابــة الــوطنية والــذاتية لنتابع من دون ستـــار قنوات العـهر
الفــضائي ابتــــداءً مــــن فتـــيات بــلاي بــوي فـــائـقات الاثــــارة
والتعــري وقـــــنوات الجنــس التلغــرافي الاكسبرس التي تحــضى
شاشاتها باكبر عدد من المكالمات مــــن الــدول العـــربية حــصريا
ـ دول الجــــــوع والكـبــت الجــــنـسي ـ مـــــــروراً بالـقـــــنــــوات
الفضـائحية العـــربية بنـــدواتها وحواراتها المتعاكسة والــمشاكسة
التي يتبادل فيها ســياســــيـونا واعــلاميونا وفقهاؤنا الــسب والـشتم
والتوعد وحد السيوف ورذاذ السنتــهم نــاهيــك عــــــن مـطـــربات
فضائياتنا اللاتي يظهرن مهاراتهن في الصدور والبطـــون العـــارية
والهز ـ عالوحدة ونص ـ بعيداً عن الاداء وجمالية الصوت والثقافة
الموسيقية التي فقدناها مع فقداننا عمالقة الموسيقى والغناء امــثال
منيرة المهدية وام كلثوم وعبد الوهاب وسيد مكاوي وغيرهم مــــن
سلاطنة الطرب العربي الذين يهــــــــزون المشــــاعر من دون هــز
الارداف او مداعبة الصدور وحركـــات الاثـــارة الجنــسية مـــا بـين
الشراشف.
انا لا اطلب من ابناء جلدتي ان يـغادروا مــكــرهــين هذه القــنــوات
وفضائحـهــا فهي اقـــل شأنا من فضيـحــة رمـــزي الــديـمـقراطــية
والحرية المجندة ليندي إنغلاند وغريمها
تشارلز غارنر اللذين صــــورا امـــام العـــالــم المتحــضـــر
كيف يمارس الجنس خلف زنزانات الحــرية وحقــوق الانــــســـــــان
وكيف يراعون مشاعر العرب والمسلمين وزعمائهم ومرجعياتهم وأن
يستـــــهينوا بالرأي العـــام العالمي ويبـثوا افعالهــم المشينة تــلك
بحق المـعـتـقلين العراقيين في السجـون الامريكية المقامة على ارض
الـــــــرافدين ارض انبياء الله وولاته واحــــفــــادهم على صـفـحـــات
الانــترنيت لــيرى العــــالم كله الديمقراطية الامريكية الحديثة والتـي
يناصرها المتأمركون فــي بــــــلادنا الـــــذين لا يقلون شأنا عما فعلته
انغلاند وغريمها غارنر.
يا ايها السادة الديمقراطية ليست في افلام الخـــلاعة والجنس او ثقافة
البلاي بوي أو في الكتابة على الحيطان والمسيــــرات الاحتجاجية ضد
الأمركة والعولمة أو التجارة الحرة .
من حقكم ان تتظاهروا ضد وزارة التـجــــارة التي لــم تمنحكم الحصة
التموينية بالتمام والكمال وصادرت نصفها ولم تعوضـكـــم عنها بالمال
او بحصة من ايرادات التمر العراقي.
او ضد وزارة الكهرباء لأنها اعادتكم الى الفترة المظلمة وتـــذكركـــــم
بهولاكو وافعاله القذرة وتحرمكم من الـــــــنوم وتقطع ارزاقـــكــم , او
تطالبون الحكومة الامريكية ووزير العـــــــدل الامــريكي بالاســتـقـالــة
لأنهم يحتجزون ابناءكم دون مسوغ قانوني , وتطالبون بالغـــاء وزارة
حقوق الانسان لأنها اول وزارة فــــاقدة لتسميتها وهيكليتها في ظـــــل
الاحتلال التعددي المواهب .
اشارككم الرأي في أننا منذ ولدنا نجـهل الديمقراطية ولم نمارسها يوما
بل نتوارث الحكومات والكراسي والشعــارات والوصـــايا بعدم الخروج
عن طاعة ولي العهد وحاشيته وأن نتقاسم المآسي فيما بيننا ونتشارك
كل اربعين رجل بزبيبة واحدة فهذا وحده دلــيل وحدتنــا وتــآخينـــــــــا
وصبرنا .
ولكن لنحذر من الديمقراطية الممغنطة التي يــــراد بها جـرنا الى حرب
اهلية لا يعلم الا الله ماذا يخطط لها خلف الكواليس والغــــرف المظلمة
والى أي هاوية يمكن ان يجر هذا الشعب المسكين الذي يبــحث عـــــن
كيفية توفير قوت يومه والحفاظ على اطفاله من المفخخات والمفخخين
ورصاص المحررين الذي لا يعرف العدو من الصديق .
واقول لكل مـــن يريد ان يذل او يستعبــد هذا الشــعب بأن اوطأ قامـــة
في هذا الوطن اعلى من تمثال الحرية .

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات