أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الباتع - أنا إسرائيلي مسالم














المزيد.....

أنا إسرائيلي مسالم


محمود الباتع

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 06:44
المحور: حقوق الانسان
    


سوف أفترض افتراضاً لا أميلُ إليه كثيراً، ولكن ولاعتبارات الموضوعية، سوف أفترض جدلاً أني مواطنٌ إسرائيلي.

نعم أنا إسرائيلي أعيش في مستوطنة كبرى، ولدي منزلٌ لم أسدد كامل قيمته بعد، وأحتاج إلى عشرين عاماً قادمة لأكمل دفع ثمنه، لدي عائلة صغيرة مني وزوجتي وولدين جميلين أسعى إلى تربيتهما تربية يهودية صالحة، متوسط التعليم، أعمل شهراً وأقبض من الضمان الاجتماعي شهراً آخر، لدي سيارة صغيرة وأحلم بمتلاك قطعة أرض لأقيم عليها مشروعاً يؤمن لأبنائي العيش الكريم من بعدي.

أدفع الضرائب بانتظام، كما أني ملتزم ببرامج التدريب العسكرية السنوية، بالرغم من عدم محبتي لها، ولكنه الإحساس بالواجب تجاه وطني، والخوف عليه من الدول العربية والمنظمات الإرهابية التي تتربص بنا جميعاً، لا تفرق بين معتدل ومتطرف. لا أحب الساسة ولا أتعاطاها لأني أعتقد أنها مقلب نفايات هذا الوطن، كما أعتقد أن السياسيين جميعاً هم مجموعة كذابين لا يخدمون إلا مصالحهم الشخصية الخاصة. باختصار أود أن أوجه سؤالاً مختصراً إلى قادتنا في إسرائيل، إلى متى ....؟

نعم إلى متى نعيش في خوف ورعب، إلى متى ننام ولا نعرف إن كان الصباح سيطلع علينا أم لا. متى يتوقف أبناؤنا عن الموت بدون ذنب؟ ومتى تكف آلة الحرب عن التحكم في شؤون أطفالنا ورسم مستقبلهم بدافع الخوف من العرب؟ مم نخاف منهم؟ ومن الأولى بالخوف أنحن أم هم؟ إذا كانت لديهم الجيوش الجرارة فماذا تفعل المائتي رأس نووي عندنا إذن؟ لماذا نعمل على شراء وتكديس السلاح الفتاك إذا لم يفلح في تأمين الأمن لنا ولأبنائنا؟ ثم ما قصة احتفاظنا بأرضهم والإنفاق على بناء المستوطنات عليها، ونحن أول من يعلم أننا سنعيدها إليهم في يوم من الأيام، تماماً كما أعدنا سيناء وغزة في السابق؟

أجيبوني أيها الساسة الأعزاء، أليست هذه هي الدول العربية التي تخيفوننا بها هي التي تستجدي منا السلام مقابل الأرض، أليسوا هم من يرسل الوفود تلو الوفود سراً وعلانية، من أجل إقامة علاقات سياسية وتجارية معنا؟ أليسوا هم من يقسم يومياً على أن السلام هو خيارهم الاستراتيجي؟ ماذا ننتظر إذن؟ باللهِ عليكم قولوا لي ماذا ولمصلحة من ننتظر؟

لقد حققنا نحن اليهود حلمنا الذي راودنا لآلاف السنين، وعانينا في سبيله الكثير وبذلنا الدم والعرق والجهد حتى أقمنا إسرائيل التي طالما تمناها أجدادنا رحمهم الله جميعاً. هذه مملكة داود تعود إلى الحياة من جديد، وها نحن نعمل على إعادة بنائها. فماذا تريدون بعد ذلك؟

إلى متى تستمرون في إخافة وتجويع الفلسطينيين؟ ألا ترون هؤلاء العرب الملاعين كيف يتكاثرون كالجرذان؟ ألا تخشون أن نصبح أقلية بين الفلسطينيين ونحن لا نزال في حرب معهم؟ كيف الحال يومها لو سار ثلاثة أو أربعة ملايين جائع فلسطيني أعزل إلا من أسنانه باتجاهنا، كيف لنا أن نقف في وجههم، وماذا ستفعل لنا أسلحتنا، وكيف للقانون الدولي أن يحمي وجودنا ةنحن لم نعترف يوماً به وبشرعيته؟ نعم نستطيع هزيمة الجيوش العربية دفعة واحدة لو اجتمعت، ولكن ماذا نفعل أمام أسراب الجراد العربي إذا دخلنا في حربٍ معهم؟ ألم نر ماحل بنا مع إرهابيي حزب الله الذين لم يمنعهم موت ولا دمار من إيلامنا وإخافتنا؟

هل نراهن على دعم الأميركان؟ وإلى متى سيستمر هذا الدعم، وإلى متى ستستمر أميركا على ما هي عليه من جبروت؟ إن أميركا لأحوج ما تكون إلى أن تدعم نفسها، وها نحن نراها تترنح في العراق وأفغانستان، فلا يجب أن نعول عليها أكثر من اللازم.

أيها الساسة الكرام، إن لدينا الكثير ممانخاف عليه وليس لدى العرب مايخسرونه، فقد وصل سكيننا إلى نحور شعوبهم، واحذروا كل الحذر من وحش خائف، ظهره للحائط ومحشور في الزاوية. إحذروا ألف مرة غضبة الشعوب المهزومة.

إنها فرصتنا الآن فلا تفوتوها، أعيدوا الأراضي العربية إلى أصحابها، وألقوا إليهم بمعاهدات السلام، كبلوهم بها ولن تخسروا، فهي مجرد أوراق تافهة يتهافتون عليها، فلنرم بها إليهم. ثم دعونا نلتفت إلى إعمار أرضنا الصغيرة التي سيباركها لنا الله، ولنحمد ربنا صبح مساء على ما صرنا إليه بعد ما كنا فيه. دعونا نربي أبناءنا ونبني بلادنا ونحلم فيها بما وعدنا الله فيها من لبن وعسل، وليذهب العرب وأرضهم إلى الجحيم.



#محمود_الباتع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مي زيادة بدون جبران
- فضوها سيرة
- على بلاطة
- لا أريد
- رجلٌ بِرَهْن الإنكسارْ
- حذاء المرأة
- آن لنا أن نعرف
- يا كلمةً هناك
- عزيزتي الأنثى ... كوني امرأة
- إسرائيل بعد الحرب
- هذيان
- بدولار إيمان لو سمحت
- خداع النفس
- عملية الدكتور حسن نصرالله
- تحجيب الحضارة


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الباتع - أنا إسرائيلي مسالم