حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 7496 - 2023 / 1 / 19 - 02:48
المحور:
المجتمع المدني
ما أكثرَ التعَرُضِ للمواقفِ المُستَجَدَّةِ أو غيرِ المُتوقَّعةِ سواء على المُستوى الشَخصي أو على مُستوى الإدارةِ. على المستوى الشخصي يكونُ اللجوءُ للأكبرِ سنًا والأكثرِ خبرةٍ حلًا لازِمًا. أما على المُستوى الإداري، فيستحيلُ على من يترأسُ العملَ أن يتولى من دماغِه وإلهامِه كلَ القراراتِ سواء المُتعلِقةِ بتسييرِه أو بالمشروعاتِ، وهو ما لا يَعيبُه إذا أيقَنَ أن الإدارةَ تشارُكٌ لا تسلُطٌ ولا مُكابرةٌ. إسنادُ الأمورِ لأهلِها دلالةُ رجاحةِ عقلٍ وإدارةٍ هي للصوابِ أقرَبُ.
لو نظَرنا للتعليمِ العالي وللجامعاتِ كمثالٍ، لوجدنا أن المسؤولَ، ما أن يوضعَ على كرسي طالما شاغلَ أحلامَه، يتصورَ نفسَه مُبدَعًا مُتفردًا واجبَ الطاعةِ والتَصديقِ. هذه "الأنوية" هي الطريقٌ للعنترياتِ والتراجعِ المُؤكدِ؛ العقولُ والكفاءاتُ تُهمَلُ ويَحِلُ مكانَها أهلُ نَعم ونَعمين ومحترِفو الإبداعِ والفضائلِ على مواقعِ التواصُلِ. السَيِّئة تَعُمُ والحَسَنةُ تتلاشى مع إداراتٍ بالتوَحُدِ والمنظَرةِ. لا الاِحتفالياتُ تَخفي واقِعًا ولا الجودةُ إياها تُجَمِلُه. ألا يُحرَكُ رؤساءُ مجالسٍ بخيوطِ عنكبوتٍ؟
لقد أسمَعتَ لو ناديتَ حيـًا..
ولكن لا حياةَ لمـن تُنادي
ولو نارٌ نفَختَ بها أضاءت..
ولكن أنت تنفُخُ في رمادِ
ما أصدقَها أبياتٍ.
الإدارةُ تُطوِّرُ بالعلمِ والدراساتِ الوافيةِ، لا تجلياتٍ وتفَتُقاتٍ. ما خابَ ولا ندَّمَ أبدًا من اِستشارَ.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟