أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟















المزيد.....

!!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 10:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما نتحدث عن القيم والمثل والمبادئ فإننا نصر الإصرار الكامل علي أن نجعل المرجعية للدين ونضطر للبحث عن نصوص دينية تؤيد مانتحدث عنه علي إعتبار أن الدين وعاء كامل لكل أمور الحياة والآخرة وبين ضفاف كتبه المقدسة توجد الحلول لكافة المشاكل والأزمات التي كانت في عصور وأزمان قبلنا وفي عصرنا الحالي والأزمان والعصور التالية وما علينا إلا البحث في الكتب الدينية وإلتماس العلم والمعرفة من كتب التراث ذات الأوراق الصفراء ففيها الخير الكثير والعلم الوفير الذي يغنينا عن البحث في العلوم الأخري سواء المستحدثة بواسطة المستغربين من المنتسبين للإسلام زوراً وبهتاناً أو من الغرب الكافر الذي يعبد المادة وجعل الآلة هي إلهه ومعبوده الذي يعبده وهذا حسب رأي البعض.
ومن هنا كان لابد من غلق باب الإجتهاد حتي تقوم الساعة لأننا لم نفرغ بعد من قراءة التراث وكتبه الصفراءالغنية بالعلم والثقافة الدينية , وكان لابد من إغلاق هذا الباب المسمي بباب الإجتهاد في التشريع الإسلامي والذي بتعطيله تعطلت وأغلقت كافة الأبواب الأخري لمصادر التشريع حتي العلاقة بالمصدرين الأولين وهما القرآن الكريم والسنة النبوية الكريمة أصبحت علاقة مقتصرة علي أمور العبادة والطاعة والعقيدة ولم تخرج من هذا الإطار في معظم البلدان العربية والإسلامية وكأن الدين الإسلامي دين عبادات وعقائد فقط , وكانت العبادات لها ركن الصدارة في الدين الإسلامي والإهتمام بالتفاصيل الدقيقة في العبادات , وكانت قضية الشكل هي القضية الأساسية في أم العبادات وهي الصلاة علي سبيل المثال , من باب : صلوا كما رأيتموني أصلي . فكان أن تم تجميع الأيات والأحاديث النبوية الكريمة التي تتحدث عن الصلاة من بداية تكبيرة الإحرام حتي التسليم ولم تترك أي أي أمر يخص الصلاة إلا وتم إفراد الكتب والمؤلفات له وقس علي ذلك أبواب العبادات الأخري كالصيام والزكاة والحج وكأن الدين الإسلامي لم يأتي به الوحي والرسالة إلا من أجل العبادات فقط وفقط لاغير , أما المعاملات التي إختزل الحديث النبوي الدين فيها بقول رسول الله : الدين المعاملة !!
هذا هو الدين الحق , الدين المعاملة ,أي دين , تلك المعاملة التي تحافظ علي حقوق الناس سواء من أهل الدين الواحد أو من الأغيار في الدين , أو حتي لو كانوا من غير الملتزمين بالأديان سواء عباد الشجر أو الحجر أو البشر المهم أن نظرية الحق مصانة ومحفوظة في عقلية ووجدان من ينتسب إلي الحقيقة العظمي المبنية علي أساس من أن الدين المعاملة , فلا ظلم بين أهل الدين الواحد , ولا ظلم للمغايرين لي في الدين , ولاظلم لغير المنتسبين للأديان البتة , فالمعاملة السليمة الصادقة هي الأساس , سواء كانت المعاملة بيعاً أو شراءاً أو علاقة جوار أو رباط مواطنة أو إحساس وشعور جمعي تجاه أهل الدين الواحد والأغيار من أهل الديانات الأخري أو غير أهل الأديان , فالمسألة تربطها علاقة الحق والواجب , علاقة تبادلية قائمة علي مجموعة من الحقوق والواجبات المتبادلة بين الأفراد الذين يمثلون الكيان الإجتماعي لدولة من الدول في إطار سياسي وعقد إجتماعي رابط بين مجموعة الحقوق والواجبات المتبادلة والمتعلقة بالمواطنين داخل منظومة الحق الذي يقابله واجب و منوط بالمواطن أن يتكفل به تجاه الوطن الذي يعيش فيه وتجاه المواطنين الذين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات دون زيادة أو نقصان من مواطن وعلي حساب مواطن , ودون أن يكون للتمييز الديني أصل في النظرية فلا فرق بين مواطن وآخر بسبب دينه أو معتقده أو عقيدته فالكل سواسية في الحقوق والواجبات المتبادلة .
فهل الدين ينكر ذلك ويحاربه ويعلي من شأن النعرة الدينية والطائفية ؟
بل وهل الدين ينادي بالتمييز العنصري بين المواطنين داخل الوطن الواحد متحدياً القيم والمبادئ الإنسانية العليا ؟
أعتقد أن الدين لا يأمر بذلك علي الإطلاق وإنما العنصرية الدينية هي التي تنادي بذلك وتعلي من شأن التمييز الديني والعرقي والجنسي والنوعي , من يعلي من شأن هذه النعرات هي العنصرية الطائفية والإرهابية الجاهلة المتعصبة , ولا أعتقد علي الإطلاق أن أي دين من الأديان السماوية ينادي بذلك وإلا فليقبل المتطرفون والمتعصبون بالإهانات التي تلاقيها الأقليات الدينية في أي مجتمع من المجتمعات التي يمثل فيها أبناء دين من الأديان أقلية والأخرون يمثلون أغلبية , فهل يقبل المتطرفون والعنصريون من المنتسبين لدين من الأديان بهذا المنطق ؟!
أعتقد أن هذه المسألة تمثل أزمة في الإجابة عليها لأنهم يريدن ذلك ويقبلون به علي مضض وإذا تحينوا الفرصة كشروا عن أنيابهم اللعينه ليكون للتطرف والعنصرية والطائفية مكان واسع وملعب كبير لهم يلعبوا فيه كافة الألعاب القذرة التي تحلو لهم علي حساب راحة وأمن وأمان المجتمعات وذلك علي خلفية دينية جاهلة متعصبة!!
ومن هنا كانت الأديان تحرم العنصرية الدينية وكذلك كل القيم الإنسانية العليا التي قامت علي أساسها الأديان جميعها والتي أرادت السعادة للإنسان وتحقيق الرفاهية علي أعلي مستوياتها في حياة الإنسان الدنيا .
وبالنظرللقيم الإنسانية العليا كقيمة العدل والتسامح والحب والإخاء والمساواة نجد أن الأديان جميعها جاءت لتقررهذه القيم وترسيها وتجعل منها أساس لرقي المجتمعات وتحضرها , فما الفرق إذاً بين الأديان والإنسانية بصفة عامة ؟
أعتقد أنه لايوجد فرق بين المبادئ الإنسانية وما أتت به الأديان من منظومة قيم عليا تتشابه وتتكامل مع منظومة القيم الإنسانية في جميع الوجوه , سوي أن منظومة القيم الدينية ربطت المؤمنين بالأديان بالسماء وجعلت تطلعاتهم دوماً إلي السماء طالبين المدد والعون من رب السماء في أمورهم الدنيا وما يواجهون أو يجابهون من مشاكل وأزمات وربطت أفعال الناس بالآخرة والثواب والعقاب والجنة والنار.
وهذا هو الفارق الوحيد بين المبادئ الإنسانية والمبادئ والقيم الدينية المتمثلة في علاقة السماء بالأرض ومدي قوة وعظمة صاحب القيم السماوية المتواجهة مع القيم الأرضية التي فطر الله الناس عليها ولكن للبيئة أثر في تقوية هذه القيم أو إضعافها سواء كانت الدينية أو الإنسانية منها علي السواء ومن ثم كانت الحاجة الماسة لقيمة العدل تلك القيمة التي تمثل ميزان الإعتدال في المجتمعات كلها علي السواء للوصول بالمجتمعات إلي حالة من حالات الإستقرار والأمن والأمان والتراحم مادمت قيمة العدل قائمة ولها أركان في المجتمع البشري , وهناك العديد من القيم البشرية الإنسانية مثل قيمة الشجاعة والجرأة والإقدام والإخلاص والتفاني في حب الأوطان والناس وقيمة التضحية بالنفس والمال من أجل القيم الإنسانية والإنسان بصفة عامة وهذه القيم يشترك فيها بدرجات مفاوتة من فرد لآخر كل الغالبية العظمي من المنتسبين للأديان السماوية بجانب الغير منتسبين للأديان أو حتي المنتسبين للديانات الأرضية كالبوذية والهندوسية والذرادشتية وغيرها من الديانات الأرضية ومن هنا كانت علاقة التلازم بين الأديان والقيم الإنسانية بصفة عامة إلا أنه يوجد من يعلي من شأن الأديان علي شأن الإنسان بطريقة عنصرية بغيضة بالرغم من أن الإنسان وجد قبل الأديان , وهناك من يعلي من شأن الأديان علي الأوطان بالرغم من أن الأوطان وجدت قبل الأديان ومن هنا يتلاحظ أن الإنسان وجد قبل الأديان والأوطان وجدت قبل الإنسان ومن ثم كان شأن الوطن الموجود فيه الإنسان شأن عظيم من شأن الإنسان .
ومن هنا تضحي القيم الإنسانية العليا قيم يشترك فيها البشر جميعاً المنتسبين للأديان وغيرهم من غير المنتسبين للأديان وكذا المنتسبين للديانات الأرضية وتصبح قاعدة الحق والواجب هي القاعدة الطبيعية التي لها أساس أيضاً ومرجعية في الديانات السماوية والأرضية هي القاعدة الحاكمة لأفعال الناس وتصرفاتهم من ناحية موافقة أو إختلاف هذه الأفعال والتصرفات للمنظومة القانونية المحكومة بالحقوق والواجبات المتبادلة بين الناس في مجتمع من المجتمعات البشرية والتي إرتضوها قاعدة لهم مع الأخذ في الإعتبار القيم الدينية ذات المرجعية السماوية بإعتبارها محرك أساسي للمجتمعات وتشكيل مشاعرهم ووجدانهم وعاطفتهم الدينية وذلك كله في إطار الحق والواجب دون وصاية أو قوامة أو كهنوت أو رهبانية من أحد علي أ حد فالجميع امام القانون سواء بسواء!!
بل ولنا ملحوظة بسيطة في حديث من أحاديث نبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم : مثلي ومثل النبين من قبلي كمن بني بيتاً وجمله وحسنه إلا موضع لبنة , فيقول الناس ألا وضعت هذه اللبنة , فأنا اللبنة !!
هذا مفاده أن البناء الإنساني للقيم والمبادئ والمثل والأخلاق موجود حتي قبل وجود الأديان والأنبياء والمرسلين والكتب المقدسة لجميع الأديان بدليل أن البناء مكتمل إلا موضع اللبنة وبدليل التاريخ الإنساني الملئ بالنماذج العظيمة في كافة المجالات في السلم والحرب والبطولة والشجاعة والكرم وقري الضيف ونجدة الملهوف والحض علي طلب العلم والثقافة والمحافظة علي القيم وهذا ثابت ومدون في تاريخ الحضارات بجميع انواعها وعلي مدار التاريخ الإنساني !!
وقول الرسول : إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق .
بل وتحلل المسيحية من لزوميات التملك والإقتناء والتحرر من ماديات الحياة : لاتقتنوا ذهباً ولافضة , ولا نحاساً ولاثوبين .
بل وجاء في أعمال الرسل :وجميع الذين آمنوا كانوا معاً وكان عندهم كل شئ مشتركاً والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقتسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد إحتياج ولم يكن فيهم أحداً محتاجاً .
فهل هناك من فارق بين الدين والإنسانية ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري
- حركة كفاية بين القوي الوطنية والدينية : هل من إنفراجة ؟
- !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟
- هل جمال مبارك مواطن مصري !!؟
- الحائر
- معذرة !! : لا أريد جنتك: عن الدين والآخر
- عن مؤتمر الحزب الوطني : ماذا يريد مبارك الإبن ؟
- الدين والسياسة : دلالات تصريحات بابا الفاتيكان : هل هي دينية ...
- فقه التغيير: بين الرادع السياسي والرادع الإجتماعي
- هل أتاك حديث مصر ؟!!
- الحادي عشر من سبتمبر : إفرازات خيانات وإستبدادالأنظمة العربي ...
- رحيل الصنم : عن التعذيب ودولة الفساد
- الدين والعلم : ملامح أزمة
- في مصر : جرائم التعذيب والقتل والإعتقال : مسؤلية من ؟
- الحلم .. والورقة البيضاء
- !! تقسيم الإسلام : الشيعة والسنة : أين الإسلام ؟
- لبنان بعد الحرب : سياسة اللعب علي أرض الغير: هل ستنتهي ؟!!
- إلي الشعب المصري : من هو عدوكم الأول ؟


المزيد.....




- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟