أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحاب حسين الصائغ - هموم الشعراء والمرأة














المزيد.....

هموم الشعراء والمرأة


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 10:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الطبيعة تتحدى عناصر الحياة وأبناء هذا الكون ورغم ذلك بيقى الشاعر منشغلاً بدقائق اليوم ولحظاته. والشاعر العراقي بشفافيته بعيداً عن التنازع القائم بزوايا سقوف الوضع السابق والراهن المفروض عليه نجده متشبعاً بدخوله عالم المرأة لعدم قدرته بالتصريح السافرعن معاناته ليهزم الرياح والبرق والرعد ويدفع بالغيوم المتلاطمة فوق مدينته المكدس فضاؤها بلوحات قاتمة متغيرة باستمرار حين تمطر لججها تحيل كل شيء إلى خوف وقلق فيتلفع الشاعر رماد حزنه وينسج عالمه من نسمات قد تكون ثلجية ولكنها بيضاء.
أربع شعراء موصليون وأربع مجاميع شعرية صدرت لهم عام (2004)
من شارع *(النجفي) الحافل بالأدب والأدباء في كل مدينة يوجد زاوية يأوي إليها أدباؤها، ومن هذا المكان تنفسَّ الشعر عند هؤلاء الشعراء الأربعة يناجون خلجات همومهم ويعالجونها بهدوء. حملت الأوراق البيضاء سوادات أحزانهم ونسخت منعميق ذاتهم المغرقة بصور القبور والدموع التي لم تقف عن سكب حرِّ الفرقة وحنين الشوق لمن لن يعودو أبدا!
الشاعر بهجت مدحت ومجموعته الأولى ( أميرة الحب) في قصيدة " مناجات" يبحث في همومه داخل الغربة التي يعيشها فلا يجد غير المرأة ملاذه الوحيد يئن وجعاً بعد تغير لم يتغير فيه غير شكل الألم (( يا رائحة أهلي المكبلين في نمعطفات الفصول/ والأيام مثل حبات الحنطة)) أما في قصيدة " أميرة الحب " يعجن حيرته بغضب(( يا أميرة الحب/ إذا قلت أحبكِ /سوف أطوف كلّ المدن وأقطف كلّ الثمار/ وأنسف كلّ التراكمات)) وهو يرى المدينة تنوء تحت بصطال الدخيل وتراكمات تحتاج للكثير من أجل أن تنسف، ويجد نفسه مكبل فيبقى هائماً حول المرأة وغربة تحمل شوق ولوعة وقنوط يتهم الأيام لأنه لا يجد ما يهرب إليه سوى المرأة ويشبه ظمأهُ للشمس بحنان المرأة يطلب الرحمة مؤجلاً سفره وتعبه لعله يهتدي إلى باب الخلاص.


ولشاعر المبدع محمد علي يوسف ومجموعته الاولى(توهج العشق .. احتضار الكلمات) في قصيدة "مناجات " في رأيه لابد في فتنة المرأة ، باحثا عن البراءة((عن وجهك وجه البراءة أبحث /أتأملك سحابة قمح تمطرين)) النضوج دفعه للبحث عنها لاغيرها تسحبه بهدوء النسمة الى فضاء رحب ليعيشا الحب، انه يشرد كثيراً في متعته بهذه الرغبة المفقودة للحياة بدون تسلط، في قصيدة "مملكة العشق " في أعماق اللاشعور عند الشاعر يجر القارئ تحت سر الارتداد ، ويجرهُ الى بحر الكلمات ليشم رائحة الفوضى(( مابين اللحظة والجسد /مسافة خرقاء يطويها الترقب)) والشاعر علي محمد يوافق الشاعر مدحت بهجت في كثير من المفردات واجتماع الكلمات عند الشاعرين لايعني الاوجود نفس المعاناة والاحساس بعمق الهوة في المضمون المعاش ففي قصيدة " قبل الأوان " يئن بنفس الوجع(( أميرة حبي الصغيرة/ علمتني درسا في معنى الحقيقة)) ويعترف بأن المرأة مثل مدينته أرهقته بيديها وقتل نفسه جزعا لرغبته المستمرة في الغير والتحول متمعنا في غرس الفكرة، والعديد من قصائده تحمل نفس الاحساس، يستنطق المرأة في غربته ليقتل الخراب من حوله لايريد الهروب والرفض متعلق بين الأنا والذات متفجراً.
*************************
ويأتي الشاعر خالد الشيخ من أطراف المدينة بمجموعته اللأولى( الطفل العاشق) في قصيدة " قبليني حبيبتي " مندهش لما يعيشه من متاهات تشتعل بيرانها تحت الرماد(( طار قلبي/ إلى السماء كاليمامة/ وأشعل النيران بين أضلعي.../ أحبكِ )) إنه مشدود لغرية عميقة يعيشها من أجل البقاء يمنطق قلبه ليصمد ويرى المرأة جميع أحلامه حتى لو كانت مبعثرة، أما قصيدة " بحر الهوى " يضيع من بين يديه الحلم فيأخذ في البحث عن ظله بين تخوم الأحراش وهو على الدروب ممزق وفوق عرش الخيال منسحق(( ضمتني بكل حرية/ ولم تبالي/ من كان حولنا)) وإلى آخر المجموعة يريد التحرر ولا يجد طريقاً إلى الحرية إلى الصبر وحب المرأة وحب المرأة هي أرضه معذباً لا يريد الفراق ولا البقاء.
والشاعر الشاب مهند سلومي ومجموعته الأولى (كلمات من نار) له رأي آخر في كل المفاهيم لأنه شبّ من قلب حياة مختلفة وولد والحرب مشتعلة وترعرع في ظل الحصار وعاصر كل لحظات الألم، فراق الأحباب وحزن الثكالة من الأُ مهات والنساء الشابات الأرامل والأطفال الذين لم يعرفوا لذة العيش مع آبائهم وهو يرسم فضاء المدينة وغيومها الداكنة وقلبه الفتي شاخ أثناء موجات الألم المتراكم أمامه فوجد المرأة هي أكثر قدرة على هز مملكة الرجال، صح هي في نظر الجميع ضعيفة لكنها في نظره فيها شيء من سر هذا الكون هي مثل مدينته مرت عليها صعاب كثيرة لكنها ليس سهلة المنال وجمالها ملتصق بالحياة في قصيدة " شقراء " يتمعن بجمالها إذن هو عبد ذليل إلى جانب سحرها فيصف نفسه بشهيد العشاق والشهادة هنا لا تكون إلاّ من أجل شيء ثمين هو الحياة، ولا يجد أي فاصل بينها وبين ما يجري في الكون في قصيدة " زرقاء العينين " يقول: (( يا مرأةً فيها الحب مرعب+ فتنة الروح)) والمرأة في نظره يجب أن لا يضنى عليها بشيء ما دامت تهب الحب والسعادة والحنان والإحساس بالأمل.
وهؤلاء الشعراء الاربعة يتنفسون الهم نفسه وكتاباتهم تصب في مصب المعانات ذاتها لما عانوا في السنين الماضية وما يحدث الآن، مازالت الغيوم داكنة وتمطر سمّاً بلون آخر بغض النظر عن التفاوت في الأعمار الشعراء.
إلاّ أن همومهم لم تجد لها فضاء يتنفسون من خلاله غير المرأة، لأنه لا بد من فجر باسم ترسم على بياضاته الناصعة ربيعاً لجيل قادم قد لا يعيش ما تجرعوا هم طوال سنين حياتهم، ولم يبق غير قصائدهم تحكي أنين السنين.


* شارع النجفي: احد شوارع الموصل القديمة متخصص بالكتب الحديثة والقديمة وكل ما يتعلق بالقرطاسية وتكثرفيه المكتبات والمطابع ويزدهر بالادباء وطالبي العلم شارع له خصوصيتة ونكهته.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدل ينفي قصيدة النثر
- تكامل النقص
- التواصل وعقدة المأساة
- المتوازي.. المتعاكس
- المرأة بين العرض والطلب
- سنديانة الرعب
- كيمياء الديمقراطية
- لمشكلة تشابك التشبيهات
- الثقافة والمجتمع بين الحضارة والتغريب
- اهمية أن يكون المرء جاداً / عن المسرح
- كوكتيل الحرية
- المرأة في شعر الجواهري والاسطورة
- المرأة والمجتمع المدني
- الصحافة والمرأة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحاب حسين الصائغ - هموم الشعراء والمرأة