أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الإله بسكمار - من صحافة الكلمة الحرة إلى صحافة التبنديق والارتزاق














المزيد.....

من صحافة الكلمة الحرة إلى صحافة التبنديق والارتزاق


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 7493 - 2023 / 1 / 16 - 02:50
المحور: الصحافة والاعلام
    


يمكن وبكل تجرد اعتبار الفترة بين 1998 و2006، مرحلة متألقة فعلا في العمل الصحفي والإعلامي ليس على مستوى إقليم تازة فحسب ولكن على الصعيد الوطني أيضا، وبما أتاحته أجواء الحرية النسبية في بداية " العهد الجديد " وما صاحبها من انفتاح المؤسسات بل والسلطات أيضا على الإعلاميين والإعلاميات، سواء كانوا مراسلين معتمدين من طرف الجرائد الوطنية أو اشتغلوا في هيئات التحرير أو نشطوا، بعد فترة قصيرة من بداية الألفية الثالثة، في إطار الجرائد والمنابر الجهوية والمحلية .
سرعان ما انتهت " سبعة أيام دلباكور" كما يقول المغاربة، وعاد وضع التضييق والإجهاز على المنابر الجادة عبر عدة مراسيم وقوانين مقيدة لحرية التعبير، أو عن طريق استصدارقرارات منفردة أو حتى جرجرة الصحافيين والمراسلين أمام القضاء، وإيداعهم السجون بمدد وتهم وبملفات عليها ألف علامات استفهام، وبذلك انتهت فترة التألق تلك والتي شهدت تغطيات إعلامية وازنة، سواء لجهة الخبر أو المقال التركيبي أو التحليلي أو مقال الرأي أو الاستطلاع أو الحوار، وتزامن كل ذلك مع ظهور ما يسمى ب " الصحافة المستقلة " التي زاحمت فعليا الصحافة الحزبية وتميزت بمصداقية الخبر والرأي على وجه العموم، لأنها تمتعت بهامش من الحرية أكبروبالطابع المهني المحض، ولقد كانت تجربة العبد الضعيف بجريدة " الأحداث المغربية " الممتدة على نفس الفترة المذكورة، علامة مضيئة في مسار الصحافة محليا وذلك من خلال اشتغالي كمراسل متعاون لنفس الجريدة بتازة، ورافقنا في هذه الرحلة عدد من الإخوة والأصدقاء، الذين اشتغلوا أيضا في منابر أخرى كالمنعطف والصباح ثم المساء وجريدة العلم والاتحاد الاشتراكي والرأي والإيكونوميست والحركة وبيان اليوم، مما نشط البعد الإعلامي بالمنطقة، وتعزز كل ذلك بظهور صحافة محلية كالمؤطر ثم الحدث التازي، وكل هذه المنابر ساهمت في التعريف بإقليم تازة ومواكبة أخباره ومشاكله وقضاياه الملحة .
لقد طرقت الصحافة المحلية من خلال المراسلين المعتمدين وكذا الجرائد الجهوية، خلال الفترة المعنية ونتحدث عن المنابر الورقية أغلب إن لم نقل كل القضايا التي تشغل بال الساكنة المحلية، فضلا عن التغطيات الخبرية هنا وهناك، وعلى رأس تلك القضايا مشكل الخصاص في المياه الصالحة للشرب بمدينة تازة والذي عانت منه الحاضرة منذ النصف الثاني من نهاية الألفية الثانية وحتى بداية الثالثة أي حوالي سنة 2002 ألفين وإثنين، ويعود الفضل للإعلام الجاد أساسا في إيجاد حل ناجع يتمثل في تشييد ثم انطلاق سد باب الوطا، وكذا بعض المشاريع الهامة كالكلية متعددة التخصصات ومشاكل العمران والتعميروأوضاع الثقافة ومؤسساتها، والتشغيل والحي الصناعي ومعاناة الفئات الفقيرة والمعوزة ومعيقات التنمية المجالية، ثم مؤهلات المنطقة الثقافية والطبيعية وما تطرحه من مشاكل وتحديات وحللت الصحافة وضعية المدينة العتيقة ومعها المدار الحضري ككل وباقي المراكز الحضرية ونواحي الإقليم، مشاكل القطاع الفلاحي وعلى رأسها الجفاف والفيضانات، نضالات القطاعات العمالية المختلفة، فضح الشطط في استعمال السلطة، الحد من طغيان مافيا العقاروالتجاوزات الانتخابية التي مست الإرادة الشعبية والاعتداء على الملك العمومي ووضعية قطاع الخدمات والمجال التجاري واحتجاجات المعطلين حاملي الشهادات .
كل هذه القضايا وغيرها عرفت تغطيات محترمة من قبل الصحافة المستقلة والجادة، خلال نفس الفترة وبعيدها، لكن جهات معينة رأت أن هذا المد لن يكون في صالحها قطعا، فحاولت الحد منه عبر عدة أساليب ذات طابع مافيوزي أحيانا، فقد دخل الميدان أو فُسح المجال أمام كل من هب ودب لأهداف لا تخفى على كل لبيب، وأصبح نهبا لمن لا شغل له، ولبعض المرتزقة والشناقة، في حين تراجع الغيورون إلى حين، لتفويت الفرصة على كل شطط أو تجاوز، وتزامن ذلك مع زحف التفاهة ومظاهر القبح والتردي على كل الميادين الثقافية والفنية فضلا عن السياسية والاجتماعية، على المستوى الوطني ككل، وأكمل المشهد صدور قانون الملاءمة الذي لا يختلف اثنان حول مضمونه الإيجابي، حيث اعتقدنا أنه صدر بقصد تنقية المجال من المتطاولين والمتطفلين، غير أن الجمل تمخض فولد فأرا، إذ بدل أن تتوسع حرية الصحافة مع وسائط التواصل التكنولوجية، أصبح المجال يضيق شيئا فشيئا، وبدل تنظيفه من الفيروسات الضارة اعتمدت جهات معينة على تلك الفيروسات بالذات والتي بدا واضحا أنها تستظل بحماية أسيادها مقابل خدمات ما ليس اقلها التطبيل والتزميروشعار" كولوا العام زين " ولله الأمر من قبل ومن بعد.
كان ضروريا أمام الإعلاميين الجادين أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي رغم كل المثبطات، ذات الطبيعة القانونية والميدانية معا، ففتحت أمامهم المواقع الإليكترونية لأن الطبيعة في الأخير وفي كل الأحوال تخشى الفراغ، وهكذا عادت الحياة مجددا ولو على مضض إلى الإعلام المحلي المستقل والذي يتمتع بالمصداقية والكفاءة معا، ونقول في الأخير إنه لا حرية حقيقية بدون ضمان حرية الصحافة على أرضية تخليق المجال بالطبع .



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريع وهدر المال العام في محطات وبهرجات فاشلة بتازة
- وضع ثقافي بئيس وتدبيرلا يليق بمستوى المدينة
- روايتنا الجديدة...مرحبا بالقراء والنقاد والأحبة
- تراجع رهيب لفضاءات القراءة
- المدرسة الحسنية المرينية بتازة ،وضع غير قانوني يتطلب التدخل ...
- شاشة المونديال ومصائب أخرى
- جدلية العمل السياسي والثوري في مسار مقاومة الاستعمار بتازة
- بؤس الشبكة الطرقية بإقليم تازة
- المغرب في مواجهة طلائع الأمبريالية من خلال مصنف تازي
- الشطر الثاني من الحي الصناعي بتازة في خبر كان ؟
- من مرحلة إلى أخرى في مجال النقل السككي بتازة
- فضاءات سائبة وفوضوية بتازة
- حول بؤس المشهد الثقافي بتازة
- عن بعض نكبات تازة المغربية ... الله ياخذ فيكم الحق
- من العمق الرصين إلى ثقافة هز البطون ومطربي الكباريهات
- تازة ومدينة النحاس : مغالطات بالجملة ...كفى ياقوم
- تازة عبر خطاب الجاسوسية الاستعمارية الماركيز دوزيكونزاك نموذ ...
- الجاسوسية الاستعمارية من خلال رحلة لو ماركيز دوزيكونزاك عبر ...
- عذراء تازة ...تخوم التاريخي والخرافي
- حول - تقرير المصير- المفترى عليه


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الإله بسكمار - من صحافة الكلمة الحرة إلى صحافة التبنديق والارتزاق