البصرة كشفت مقدار حب العراقيين لبلدهم

محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7491 - 2023 / 1 / 14 - 06:42
المحور: عالم الرياضة
    

كانت مراسيم افتتاح خليجي 25 في مدينة البصرة ومن ملعب النخلة , افتتاح عظيم حسب ما اتفقت عليه جميع وكالات الانباء العربية والأجنبية. لقد حضر الافتتاح جملة من السياسيين العراقيين والعرب, وكذلك قادة الرياضة وجميعهم أشادوا بالجهود الإدارية والتنظيمية التي بذلها المسؤولين في بغداد والبصرة . يضاف الى كرم اهل البصرة الاستثنائي لزوارها من دول الخليج العربية, وكأنهم كانوا يريدون ان يقولوا لهم لقد انتظرناكم طويلا , طالت غيبتكم عنا , العراق كان في حاجتكم , ولكن العراق الان بخير , وانتم اخوتنا ونحن اخوانكم , ولابد للأخ ان يحتضن أخيه بعد الانتظار الطويل.
ان ما مربه العراق من كوارث إنسانية , ربما لم تمر باي بلد عربي , وانشاء الله لا تمر باي بلد عربي او غير عربي . التغيير كلف العراق اكثر من مليون مواطن بين شهيد وجريح , ولكن في الأخير استطاع النهوض على الرغم من عمق جراحاته , وبذلك جاء خليجي 25 ليؤكد للعالم اجمع تعافي العراق امنيا وسياسيا , وان شعبه , بكل اطيافه , تواقين لمستقبل مشرق , مستقبل يعم فيها الخير والاخوة والازدهار الاقتصادي .
بالطبع , ان نجاح خليجي 25 اغاض ويغيض أعداءه , ولهذا السبب بدأوا يرمون سهامهم المسمومة نحو بعض الأخطاء التي لا تخلو مباره كرة قدم منها , متجاهلين حجم الجهود الجبارة التي بذلها العراقيون من اجل انجاحها , ومتجاهلين الكرم البصري الذي اذهل زوارها , مصريين على نشر بعض السلبيات والانتقادات التي رفضها كل مواطن شريف يحب بلده وأهله . وهل ننسى احد شويخيها وهو يتبرع بنحر 100 بعير و 200 خروف , لتشكل مائدته طول مسافة كورنيش شط العرب , او تلك العجوز التي لا تملك من الدنيا الا حطامها والف دينار عراقي فقط, ولكن أصرت على ضيافة شبان من الخليج على ما هو متوفر عندها من طعام, ليخرجوا هؤلاء الشبان مندهشين من حبها للعرب وكرمها .
دورة خليجي 25 فصلت بين من هو مع العراق ومن هو ليس معه بطريقة لا يحتمل الخطأ . مع العراق ارضا وشعبا كل من ابتهج بالدورة وشارك في نجاحها, وهم السواد الأعظم من العراقيين وخير دليل على هذا الحماس الوطني لهذه الحدث الكبير هو احتفالات أبناء مدن عراقية كثيرة و بعيدة عن البصرة . اما أعداء العراق فقد بقوا قابعين في ظلمات الغرف وهم يبحثون عن هفوت هناك وخطا هناك من اجل تعكير مزاج المواطنين .
مواقف عراقية نبيلة ادرجتها البصرة وأبناء العراق الغيارى نحو إخوانهم الخليجيون الى درجة اذرفت الدموع عيون البعض منهم . احد وكالات الانباء نقلت ان عراقيون حضروا المباراة بين السعودية وعمان و رفعوا عبارات تشجيعية لكلا الفريقين , وقالوا انهم تركوا حضور مباراة العراق من اجل مساندة مشجعي السعودية وعمان , حتى لا تكون مدرجات الملاعب خالية من المؤازرين . المبادرة افتخر بها كثيرا من المحللين الرياضيين التي وصفوها بالكريمة لأنها تمثل خلقا رياضيا عاليا في ان تحضر مباراة منتخبك ليس احد طرفيها المتنافسين .
طبعا لا ادعي ان كل من تحمس للدورة و شارك فيها هم من الموالين للحكومة او لأحزابها , لان حب الحكومة والوطنية هو شيء اخر . حب الحكومة يذهب مع ذهابها , ولكن الوطنية باقية حتى ذهاب صاحبها , وهذا هو الذي يفرق بين الاحرار و الجبناء . الحر يبقى يدافع عن بلده وشعبه حتى بأظافر أصابعه واسنانه و الجبان مهزوم حتى لو يملك طوب أبو خزامه , وهذا ما افرزته معارك العراقيين مع تنظيم القاعدة و تنظيم داعش الإرهابيين .
ان من يقاتل تنظيم القاعدة وينتصر عليها , ومن يقاتل داعش وينتصر عليه يستحق الحياة والتمجيد ويستحق الفرحة ويستحق مؤازرة الاخرين من اخوانه . انهم يستحقون الثناء لان نجاحاتهم تبث روح النصر في قلوب الشباب على تحديات العصر. أبناء هذا البلد في حاجة للكلمة الطيبة والتحدث عن كرمهم وطيبتهم وزرع الثقة في قلوبهم .
العراقيون متسامحون ولكنهم يحبون الوفاء لبلدهم , حتى وكان اغلبهم لا يملك مترا واحدا من ارضه . فعندما احتل تنظيم داعش ثلث مساحة العراق في حزيران 2014 خرجوا فرادا ومجاميع دفاعا عن ارض بلدهم مستخدمين أسلحتهم الخاصة . بعضهم كان لا يملك مال كافي يأخذه الى جبهات القتال . صبروا وجاهدوا واستشهدا اعداد كبيرة منهم ولكنهم رجعوا منتصرين .
والان قل لي الا يستحق هذا الشعب الغيور على وطنه كل الاحترام والتقدير؟
الا يحق لهذا الشعب الشهم ان يشاركه اخوانه في افراحه واحزانه؟
الا يستحق هذا الشعب الكريم من يطيب خاطره ؟
الا يحق لنا بالقول ان كل من لم يلبي دعوته من الفنانين في المشاركة بيوم افتتاح دورة خليجي 25 اساء الى هذا الشعب العظيم .
بالطبع لا اعني من لا تسمح له حالته الصحية من الفنانين , وانما اعني تخلف لأسباب أخرى .هؤلاء خسروا مكانتهم الطيبة في قلوب العراقيين .

#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات