أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - مقاربات في القضية الفلسطينية 2














المزيد.....


مقاربات في القضية الفلسطينية 2


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 21:32
المحور: القضية الفلسطينية
    



لا نجازف بالقول أن القضية الفسطينية تحولت بعد حرب حزيران 1967 واحتلال الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان السورية و ضم هذه المناطق إلى الأجزاء التي استولت عليها الحركة الصهيونية في سنة 1948 و أقامت عليها دولة إسرائيل ، إلى مسألة سكانية تتجسد في الراهن ببساطة ، بإثني عشرمليون نسمة تقريبا (12000000) هم مجموع السكان الذين يعيشون على أرض فلسطين ، نصفهم من الإسرائيليين اليهود و نصفهم االآخر من العرب غير اليهود يتوزعون كما يلي : مليونا نسمة من الفلسطينيين الأصليين الذي أستطاعوا البقاء بعد حرب 1948، ثلاثة ملايين تقريبا في الضفة الغربية و مليونا نسمة تقريبا يعيشون في قطاع غزة ، اضف إلى حوالي خمسين ألفا من العرب ما يزالون في هضبة الجولان السورية . لا نتوقف هنا عند مسألة اللاجئيين أو النازحين ، فمن المعروف أن أبناء المهاجرين من الجيل الثالث و ما بعده ، هم مواطنون في بلاد التي هاجر إليها أجدادهم و ليسوا مهاجرين .

تطهر هذه الأرقام أن هناك قضيتين فلسطينيتين ، قضية فلسطينية عربية إلى جانب قضية فلسطينية إسرائيلية . من البديهي أن إيفاء هاتين المسألتين حقهما يتطلب تفاصيل لا يتسع لها المجال هنا ، لذا نقتضب فنقول :
1ـ في القضية الفلسطينية الإسرائيلية : لا بد أولا من التذكير بأن السلطات الإسرائيلية كما ألمحنا سابقا ، لاعب أساس او بتعبير أدق ، هي مهندس بارز في وضع خطة مشروع "الدولة العظمى الغربية " في بلاد ما بين النهرين ، بين مصر و تركيا و إيران ، ينبني عليه أن هذه السلطات تمتلك عمليا وسائل المعسكر الغربي المعروف حاليا ، بحلف الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ، عسكريا و إعلاميا و نفوذا دوليا . تحسن الإشارة في هذا الصدد إلى أن محصلة حرب تشرين .نوفمبر 1973 كانت باختصار شديد ، دفع الدول العربية و في طليعتها مصر إلى اتخاذ موقف الحياد أو لنقل إلى التخلي عن أي دور في ممارسة ضغوط فعلي مباشر أو غير مباشر على السلطات الإسرائيلية ، بل لا نبالغ بالكلام أن هذه الدول ارتمت في أحضان المعسكر الغربي وأسلمت إليها أمرها و " أوراقها " .
مجمل القول أن السلطات الإسرائيلة صارت ، نتيجة لحرب تشرين . أوكتوبر. 1973 طليقة الأيدي ، تقرر و تفعل ما تشاء . لن ندخل هنا في تفاصيل هذه الخلاصة لننتقل إلى الطرائق و الأساليب التي ارتأتها هذه السلطات لمعالجة " القضية الفلسطينية الإسرائيلية " ، و هي باتت في مظاهرها معروفة للملأ . و لكن ما يهمنا في هذا البحث هو تلمس المبتغى المنشود .
من نافلة القول أن الوجه الآخر للإستعمار الإستيطاني يتمثل بإلغاء وجود السكان الأصليين ، بدءا بالقضاء على المقومات المادية و الثقافية لهذا الوجود و صولا إلى ترحيلهم أو إبادتهم بشكل من الإشكال . بكلام أكثر صراحة ووضوحا ، تحاول السلطات الإسرائيلية منذ سنة 1922 ، تحت رعاية الإنتداب البريطاني ثم بعد انتهائه في سنة 1947 و اعلان دولة أسرائيل في سنة 1948 و إلى الآن ، ببساطة إفراغ فلسطين من الفلسطينيين و محو الكينونة الفلسطينية .
ليس من حاجة لاسترجاع الأساليب التي اتبعتها من أجل إبعاد الفلسطيننين عن فلسطين ،التي تتوجت في السنوات الأخيرة بالإعلان عن قوانيين التمييز العنصري التي تحرم الأخيرين مبدئيا من صفة " المواطن " في فلسطين . ومن المعروف في هذا السياق ، أن السلطات الإسرائيلية لم تتوان عن ضرب مخيمات الفلسطينيين في البلدان المجاورة ، خصوصا في لبنان ، التي لجأوا إليها بعد أن اضطرتهم آلة حربها للنزوح في 1948 و 1967 . أضف إلى قراراها بأعتبار قطاع غزة كيانا ،غير فلسطيني ، "معاد لدولة اسرائيل " ، بالرغم من أن مليوني فلسطيني يعيشون تحت وطأة قانون الغيتو في القطاع الذي لا تتجاوز مساحته 350 كلم ² ، في ما يشبه السجن غير المسقوف . ولكن بارغم من هذا كله ما تزال هذه الدولة ، و هي نواة الدولة الغربية العظمى في سورية و بلاد ما بين النهرين ، أمام مشكلة سكانية تزن حوالي خمسة ملايين نسمة ، على ضمير سكان إسرائيل اليهود و على ضمير الدول الأوروبية ذات الرابطة العضوية بالمشروع الصهيوني .فالتسليم بأن عملية إلغاء مليوني فلسطيني في قطاع غزة بعد نزع الهوية الفلسطينية منهم أعتباطا ، تمت دون اي ردة فعل في المجتمع الدولي والعربي ، لا يعني أن إخفاء الخمسة ملايين فلسطيني المتبقين سيكون ممكنا على صعيد المنطقة ، و تحديدا في سورية و العراق . فذلك يتطلب على الأرجح إيجاد قطاع غزة في كل من لبنان وسورية و الأردن هذا من ناحية . ومن ناحية ثانية فأغلب الظن أن مصادرة الإقتصاد الفلسطيني الإنتاجي تلازما مع جرائم القتل اليومي و التنكيل و السجن استبدادا لن تكفي لكي تجبر الفلسطينيين على الرحيل ، بل ليس مستبعدا في أن تدفعهم لإعادة التفكير في طرق مقاومتهم الجمعية .
و في مختلف الأحوال فإن التاريخ يخبرنا بأن المشاريع الإستيطانية و الإلغائية العنصرية ، التي بادرت إلى تبنيها و تحقيقها غالبية الدول الإستعمارية الغربية ، و ليس ألمانيا النازية فحسب ، تفشل في معظم الأحيان ما لم يتخل المستعمر المستوطن عن نظرته الإستعلائية تجاه السكان الأصليين من جهة و مالم يقتنع الأخيرون من جهة ثانية ، بأن وقف الصراع الدموي الذي يتحول بمرور الوقت إلى صراع عبثي ، لا يكون بالإنتقام و الثأر و الرجوع إلى الماضي و إنما بالإنطلاق من الحاضر نحو المستقبل مع أخذ المعطيات الموضوعية بالإعتبار وأهمها أن المستعمر لا يبقى مستعمرا لأبد الدهر و أن الإنسان الأصلي لا يبقى ضعيفا خانعا لأبد الدهر أيضا .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربات في القضية الفلسطينية ـ1ـ
- نهاية الدولة أم أستحالة قيام الدولة العربية 3
- نهاية الدولة أم استحالة قيام الدولة العربية 2
- نهاية الدولة أم استحالة قيام دولة عربية ؟
- حرب فلسطين 3
- ملاعب الحرب 2
- حرب الأغنياء و الأقوياء و حرب الفقراء و الضعفاء
- الأصولية ـ 4 ـ
- الأصولية ـ 3 ـ
- الأصولية 2
- الأصولية
- ماذا أنتم فاعلون ؟
- محادثة
- بين الترسيم و التطبيع
- سلطة السلالة
- من دروس الحرب في أوكرانيا (2)
- من دروس الحرب في أوكرانيا
- قادة خطاؤون
- الشيعةُغيرالشيعةِ
- الدين السياسي و المؤامرة الدينية .


المزيد.....




- كيف ردت الصين على فرض أمريكا رسومًا جمركية عليها؟
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- ماكرون يحث الدول الأوروبية على زيادة الإنفاق الدفاعي
- -حماس- تدعو المنظومة العربية لمنع إسرائيل من استمرارها في سي ...
- صحيفة: بولندا تفتقر إلى الأموال اللازمة للصيانة الكاملة لمقا ...
- تقرير: برشلونة يشترط تسجيل نيمار 15 هدفا قبل التفكير بضمه!
- مصر تحصل على تمويل ضخم من أوروبا
- العلماء يحققون تقدما في دراسة المريخ باستخدام نموذج افتراضي ...
- الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارجية منذ ت ...
- -مفارقة السعادة-.. ظاهرة تحول السعادة إلى عكسها!


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - مقاربات في القضية الفلسطينية 2