عبد الكريم حسن سلومي
الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 18:33
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
لقد لقي القطاع الز ا رعي في العراق الدعم الكبير ومنذ العهد الملكي و تطور هذا الدعم بصوره كبيره بعد ثورة 1958 وللاسف كل هذا لم يؤدي الى تطوير هذا القطاع نتيجة لجهل الفلاح العراقي باساليب الري الحديثه ولقيامهم بزراعة المحاصيل عالية الاستهلاك للمياه واستخدامهم لطرق ري تعتبر اكثر الطرق تخلفا وهي الري السيحي بكل انواعه في الوقت التي غادرت اغلب الدول العالميه هذه الطرق المتخلفه مما ادى ذلك لانخفاض كفاءة استخدام المياه حسب تصريحات المختصين ذوي العلاقه حيث صاحب هذه الاساليب الزراعيه الاروائيه منذ تاريخ طويل ارتفاع كميات الهدر والضائعات المائية على الرغم من دعم الحكومات للمزارعين وبالرغم من كل ذلك وللاسف فان المنتج المحلي لايمكن له منافسة المنتجات المستورده وكل ذلك راجع باسباب التخلف سواء باساليب الري او الزراعه وافتقارهما للتكنلوجيا الحديثه علما ان القطاع الزراعي بالعراق يستنزف اكثر من 80% من واردات العراق المائيه
* لقد استمرت الزراعه بالعراق تهدر وتستنزف الخزانات الاستراتيجيه الطبيعيه والصناعيه و الجوفيه علما اننا نرى اليوم استهلاك مفرط وغير علمي للمياه الجوفيه وبصوره عشوائيه (وهي الاحتياطي الاستراتيجي للاجيال القادمه )حيث يتم سحب المياه منها بمعدلات اكثر من معدل تغذية الخزانات الجوفيه مما ادى ذلك لحصول عجز كبير بالمخزون الجوفي وتغير نوعية المياه فيه ومع ازدياد الطلب على المياه نتيجة لخطط التنمية وتخلف الزراعه الاروائيه فإنه من المتوقع أن يستمر العجز المائي و التدهور النوعي للمياه السطحيه والجوفية وتدهور الاراضي إلى الحد الذي يجعل العراق يعيش ازمات العطش بين فترة واخرى
**ولو قمنا بدراسة القطاع الزراعي بحياديه وشفافيه وعلميه بالعراق مقارنة بقيمة الوحده المائيه وحالة الاراضي لدى دول عديده بالمنطقه لوجدنا ان المردود الاقتصادي للقطاع الز ا رعي فيه قليل لايتناسب مطلقا مع التحديات التي يواجهها العراق بالشأن المائي وامنه الغذائي ولايتناسب مع قيمة الوحده المائيه بالاسواق العالميه اليوم
وكل ماقلناه هو الحقيقه المره التي يعيشها العراق منذ عقود لذلك يتطلب ذلك مراجعة كبيره للشأن الاروائي والزراعه بالبلاد لكون الزراعه هي العنوان الكبير لتاريخ بلاد الرافدين الاقتصادي ومالم يتم استنباط طرق زراعيه جديده مع تغير جذري لاساليب الري والزراعه بالبلاد فان ازمات المياه والامن الغذائي للبلاد سوف يعاني من التكرار بكثير من المواسم مستقبلا وسيصبح العراق دوله مستهلكه ومستورده لاغلب غذائها وهذا ببساطه معناه ازمة اقتصاديه وسياسيه كبرى
ان وضع البلاد الاقتصادي اليوم بحاجة لمراجعة علميه حقيقيه والا فان البلاد ستكون مرهونه سياسيا واقتصاديا بيد دول خارجيه ولعمري انها الحقيقه المأساويه الكبرى التي تعيشها البلاد منذ اكثر من عقدين فهل هنالك من يلتفت لهذه الحاله ويصحح المسيره ام نستسلم للاخرين ليتحكموا بمصير البلاد السياسي والاقتصادي .
المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي الربيعي
10/1/2023
#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟