أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - وزراء غرب و وزراء شرق















المزيد.....

وزراء غرب و وزراء شرق


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 504 - 2003 / 5 / 31 - 05:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

كنا في الماضي قلنا أن هناك دولا تحترم نفسها وسيادتها وقراراتها وهناك دولا أخرى لا تحترم نفسها ولا يحترمها أحد. ومن الدول التي تحترم نفسها نعطي مثالا فرنسا ووزير خارجيتها،فالأخير أصر على لقاء عرفات، والتقى به رغم احتجاجات وتهديدات الجانب الإسرائيلي وبالمقدمة منه شارون.

 كما قام الوزير الفرنسي بزيارة خاصة لمخيم الأمعري قرب رام الله حيث رحبت به واستقبلته الجماهير الفلسطينية بشكل لائق،يليق بموقف فرنسا المبدئي من القضية الفلسطينية. أما العراف والعالم في السياسة والأعراف الدبلوماسية فأنه تيقن وعلم وفهم مغزى زيارة الوزير الفرنسي للمخيم. لأنها تعني أن هناك موضوع اللاجئين الذي يجب حله وعدم نسيانه وتجاهله. ولأنها رسالة للجميع،رسالة هامة يوجهها الأخير ومستقبلوه للقيادة الإسرائيلية،ومن خلفها للإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وكافة الأطراف المعنية بالصراع،حيث تقول تلك الرسالة أنه لا يمكن حل الصراع بدون حل قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تنتظر منذ 1948.

هكذا كان تصرف وزير خارجية فرنسا الدولة التي تحترم نفسها وترفض الابتزاز الإسرائيلي،أما وزير خارجية بلغاريا الذي أجبرته تهديدات إسرائيل على إلغاء اللقاء المعد سلفا مع الرئيس عرفات،حيث كان متفقا عليه مع مكتب الرئيس الفلسطيني في رام الله. هذا الرجل لا يمكن أن نحترمه أو نحترم الدولة والحكومة التي يمثلهما. لأنه بكل بساطة أثبت أنه يمثل حكومة ليست ذات سياسة،أقل ما يقال عنها حكومة ذيلية تخاف إسرائيل وتهابها وتفكر بالمعونات الأمريكية التي يقوم بتحديدها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من تفكيرها بحفظ ماء الوجه وكرامتها المشروخة.

 إذ كيف يقدم هذا الوزير الذي يمثل دولة أوروبية تقول أنها ذات سيادة وحرة وتتصرف وفق إرادتها،على إلغاء لقاءه برئيس دولة أخرى،لمجرد تهديد وزير من دولة ثالثة برفض استقباله في حال التقى بالرئيس المذكور؟ هذا مضحك ومبكي في آن. مضحك لأن هذه الدول التي كانت رهينة الجيش الأحمر والاتحاد السوفيتي سابقا أصبحت الآن رهينة المساعدات الأمريكية واللوبي اليهودي والانحياز الكامل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.هذه الدول هي نفسها التي اختارت هذا النهج السياسي وتلك التحالفات الدولية. فبدلا من أن تتعلم وتستفيد من التجربة السابقة في ظل الهيمنة والسيطرة السوفيتية عليها من خلال حلف وارسو المنهار. قامت بتبديل المهيمن والمسيطر أي انتقلت من سيطرة الروس إلى سيطرة الأمريكان ومن هيمنة الحزب الشيوعي إلى هيمنة الأحزاب اليمينية التي لا تعرف ماذا تريد والى أين تتجه. ومن التحالف الاستراتيجي مع المقاومة الفلسطينية إلى العداء العلني للطموحات الفلسطينية والى التبعية والذيلية بحيث أن إسرائيل أصبحت السيد القوي في تلك الدول العتيدة.

بصراحة دول أوروبا الشرقية التي لازال بعضها بقيادة الأحزاب الشيوعية القديمة والتي أكتفت فقط بتغيير الاسم (بولندا والحزب الحاكم)،يعتبر تحالف اليسار الاشتراكي الذي يحكم بولندا قطارا أحمرا يسير بالطاقة الأمريكية ويرفع العلم الأمريكي. حتى أن سياسة دولة مثل بولندا أصبحت سياسة وقحة ومخزية،تتبنى بكل صلف وبلا خجل الموقفين الأمريكي والصهيوني فيما يخص القضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى،مثل مسألة العراق. فقد شاركت بولندا في الحرب بشكل فعال رغم أن استطلاعات الرأي أثبتت أن حوالي 80% من الشعب ضد الحرب.وأكثر من ذلك فأنها تحاول لعب دور أكبر من حجمها لكن بدعم أمريكي مباشر في القارة الأوروبية وفي حلف الناتو الذي قبل عضويتها قبل فترة غير بعيدة. المؤسف أن هذه الدولة لم تستفد أبدا من تاريخها المأساوي وتجربتها الغنية في النضال ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبي،فقد عاشت بولندا الاستعمار المباشر(البروسي والروسي والنمساوي- المجري على ثلاثة دفعات الأولى 1772 والثانية 1793 والثالثة 1795 حيث غابت بولندا عن الخريطة لمدة 120 عاما كاملة) ومن ثم الاحتلال النازي المباشر في الحرب العالمية الثانية، حيث كانت بولندا أول دولة يجتاحها النازيون في الحرب العالمية الثانية،وقد أبدى الشعب البولندي مقاومة عنيفة استمرت أسبوعان كاملان قبل أن تتمكن النازية من احتلال البلاد. وكانت تجمع بولندا معاهدة صداقة ودفاع مشترك مع فرنسا وبريطانيا لكن كلاهما تركا بولندا تحترق ولم يقدما أية مساعدة لها. بينما تقدم الجيش الأحمر بناء على قرار ستالين وأحتل القسم المجاور للحدود السوفيتية وتقاسم السوفيت والنازيون بولندا المحتلة،لكن إلى حين. وإذا ما حسبنا السنوات التي قضاها البولنديون تحت الاحتلال فقد تصل حوالي 200 سنة. لأن سنوات الحكم الاشتراكي(حسب تصنيف المعارضة سابقا) لم تكن سنوات حكم حر بل كانت الحكومة وكان الحزب الحاكم تابعان لموسكو وسياستها.وكان الشعب تحت الاحتلال الشيوعي السوفيتي.والغريب هنا أن هذا الشعب الذي عانى كل تلك الويلات لم يستفد من التحالفات الخاطئة والرهان المتعثر على القوى الكبرى.وها هو من جديد يتحالف مع دولة عظمى هي أمريكا ويدير حكامه(الشيوعيون سابقا والاشتراكيون حاليا) ظهورهم للجيران والحلفاء القدامى. أما الإعلام في تلك الدول التي كانت اشتراكية فقد أصبح يتبنى بشكل رسمي الدعاية الإسرائيلية وفي أحيان كثيرة ومتكررة يوميا تقريبا،يردد الإعلام المذكور الدعاية الإسرائيلية الأمريكية،وغالبا ما يكون منحازا ضد العرب والى جانب الدعاية تلك أكثر من الإسرائيليين أنفسهم. كل هذا يجري لكي يكون الثمن الذي يتلقوه مرتفعا. نحن أمام تجربة فريدة في العلاقات الدولية وفي الحكم التابع والذيلي،حيث لا ضمير ولا كرامة ولا شرف ولا سيادة، عهر سياسي وعهر إعلامي.

على كل حال فأن الشعب الفلسطيني صاحب أقدس قضية وأكثرها صعوبة في العالم لن يستسلم لتلك الدعاية المغرضة ولن يقبل بان يكون ضحية من ضحايا سوق الهبات والقروض والدولارات الأمريكية الممنوحة للدول التي كانت اشتراكية وصارت تابعة للسياسة الأمريكية وحليفة للدولة الإسرائيلية.

فهذا الشعب المناضل صاحب قضية عادلة وصاحب حق لا يقبل التزوير والتبرير لأنه كان ولازال عرضة لمؤامرة تشارك فيها أطراف عدة من جميع جهات الدنيا الأربع.وسوف يقاوم من أجل حقوقه بكل الطرق التي تعيد له تلك الحقوق وترجعه سيدا حرا مستقلا على أرضه وفي دولته المستقلة.

أما هكذا وزراء على شاكلة وزير الخارجية البلغاري فعدم لقاءهم لا يقدم ولا يؤخر،وقد يكون من الأفضل للقيادة الفلسطينية في المستقبل،مراجعة الفائدة المرجوة من هكذا لقاءات مع هكذا وفود وهكذا وزراء لا تقاس الأمور عندهم بمقياس الكرامة والسيادة والاحترام والعقل والضمير المتحرر من عقد الماضي والحاضر. ورغم مرور 13 سنة على التغيير في دول شرق أوروبا إلا أنه لازال هناك وزراء يمثلون سياسة وثقافة الشرق الأوروبي التابع،وآخرون يمثلون سياسة و ثقافة الحريات في غرب القارة نفسها،حيث التبعية وألا سيادة أقل بكثير.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدنيا هيك
- مبروك على الخريطة طريق شارون
- أنهم يحرفون العراق عن مساره الطبيعي
- أيار يوم الانتصار
- وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام
- نظرة على المشهد الفلسطيني العام
- الصمت على الجرائم مشاركة في الجريمة
- صحوة وصرخة الأهالي في عين الحلوة
- النرويج ليست أمريكا أو إسرائيل
- الرياضة والسياسة والعرب والإسرائيليين
- العربي نضال حمد فلسطيني عراقي
- عين الحلوة بين تزمت الإسلاميين وعنجهية الفتحاويين
- الصراع الإسلامي الفتحاوي في مخيم عين الحلوة
- الحكومة الفلسطينية تدخل النفق المظلم
- عجائب وغرائب لكنها حقائق إسرائيلية
- زيارة باول المشروخة
- دولهم ودولنا..
- يوم النكبة الفلسطينية
- صرخة باردو العنصري
- طرد جماعات السلام جزء من عملية اغتيال السلام


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - وزراء غرب و وزراء شرق