حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 10:34
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
تُفرق باحثة أمريكية مرموقة بين عدة هجرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك الهجرة «البيضاء» الأوروبية الأولى، محل السجال الكبير حولها، بالنظر لما أحاط بها من إبادة وتهميش للسكان الأصليين للقارة، الذين عرفوا بالهنود الحمر، فضلاً عما ارتكبه المهاجرون البيض من فظائع بحق الأفارقة الذين اقتلعوهم من بلدانهم وحوّلوهم إلى عبيد، وهناك الهجرة من بلدان أمريكا اللاتينية، ولعلّ المكسيك في مقدمتها، بحثاً عن ظروف عمل وحياة أفضل، وهناك هجرة أخرى في الألفية الجديدة.
والباحثة المشار إليها هي روكسان دنبار أورتيز، الأكاديمية في جامعة كاليفورنيا الحكومية، مؤلفة أكثر من 15 كتاباً، منها «جذور المقاومة»، و«تاريخ السكان الأصليين في الولايات المتحدة»، و«الدم والحدود والتراب الأحمر»، و«هنود أمريكا»، وجاء تناولها لموضوع الهجرة هذا في مقال بعنوان: «الولايات المتحدة ليست أمة من المهاجرين»، ترجمه إلى العربية إبراهيم عبدالله العلو، ونُشر في العدد الأخير من مجلة «الثقافة العالمية» الصادرة في الكويت.
في هذا المقال ترى الباحثة أن مزاعم التعدّدية الثقافية في الولايات المتحدة غايتها حجب تاريخ البلاد الاستيطاني، ومع أن التعددية الثقافية أتت استجابة لمطالب الحقوق المدنية التي تطلبت مراجعة سرد التاريخ الأمريكي، لكن الباحثة ترى أنه جرى إقحام الشعوب الأصلية تحت مظلة هذه التعددية لتحويلها إلى مجموعة عرقية بدائية مضطهدة.
تختلف الهجرة الجديدة التي ظهرت في الألفية الجديدة عن الهجرات الماضية في كون القارة الآسيوية هي منبعها الأساس، عوضاً عن أمريكا اللاتينية، حيث قدّمت آسيا نحو 41% من مجموع المهاجرين. وفي الفترة بين 2000 و2017، فإن أربع دول آسيوية هي الصين والهند وباكستان والفلبين، احتلت الصدارة في عدد المهاجرين منها إلى أمريكا.
تشير كاتبة المقال إلى باحث اسمه سوكوتو ميهاتا، قدم إلى أمريكا من مدينة مومباي الهندية بمعيّة عائلته، وهو لما يزل في الرابعة عشرة من عمره، وأصبح كاتباً حاز عدداً من الجوائز وأستاذاً للصحافة في جامعة نيويورك، ووضع كتابا أسماه: «هذه الأرض أرضنا.. مانيفستو المهاجر»، قال فيه مخاطباً البيض: «نحن هنا لأنكم كنتم هناك»، وقصده بـ«هناك» البلدان الآسيوية التي أتى منها المهاجرون، والتي استعمرها الغرب وأفقر شعوبها.
يؤكد الباحث أن المهاجرين عندما ينتقلون لا يفعلون ذلك بدافع الترف، أو لأنهم يكرهون أوطانهم. «إنهم يرحلون، كما علمني جدي، لأن الأعباء التاريخية المتراكمة أحالت أوطانهم إلى أماكن لا تصلح للعيش».
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟