حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 7486 - 2023 / 1 / 9 - 10:23
المحور:
المجتمع المدني
الغُربةُ هي البعدُ عن الوطنِ والأهلِ، وهي اِنقطاعُ التواصلِ مع الأحِبةِ ولو في الوطنِ، هي الوَحشةُ والبرودةُ والسَهرُ. الغُربةُ تكون بالجَسَدِ أو بالروحِ. الغُربةُ بالجَسدِ تكون بالاِنزراع في مكانٍ آخرٍ من أجلِ واقعٍ مُغايرٍ، أما غُربةُ الروحِ فهي في نفسِ المكانِ ويفرضُها واقعٌ غيرُ مقبولٍ لمُعتقداتِه أو ممارساتِه. وفي أحيانٍ تقترنُ غُربةُ الجَسدِ مع غُربةِ الروح كما في اللجوءِ تحت أي مسمى. الخروجُ في غُربةٍ قرارٌ قاسٍ اِضطراريٌ، ما رماك على المُرِ إلا ما هو منه أمَرُ.
قراراتٌ فوقيةٌ، جَودةٌ كاذبةٌ مُزَيِّفةٌ لواقعًٍ أليمٍ، مَنظرةٌ جوفاءٌ، لوائحٌ مُستَنسَخة، هُوِيَّةٌ ضاعَت، إنكارٌ للاَراءِ والخبراتِ، تطويرٌ للخلْفِ، اِحتفالياتٌ ومهرجاناتٌ على كل شكلٍ، تَلوُنٌ وتَقَلُبٌ وأنانية. ألم تجتمعُ كُلُها وتصلُ بأعضاءِ هيئةِ التدريسِ لغُربةٍ خارجَ المكانِ أو فيه؟ هل قدَمت الجامعاتُ نماذجًا عما تُدَرِسُه عن الرأي والرأي الأخر؟ هل تملكُ فعلًا أمرَها؟
التقدمُ والتطويرُ عملٌ جماعي، يستوعبُ الاِختلافَ في الرأي وتباعدَ وجهاتِ النظرِ؛ لا توجدُ تجاربٌ نجَحت بوصفةٍ مُخالفةِ. الغُربةُ الاِضطراريةُ دلالةٌ قاطعةٌ على واقعٍ طاردٍ يسيرُ بظَهرِه.
بِكَ يآ زمانَ اللّهوِ أشكو غُربتي
إن كانت الشّكوى تُداوي ُمُهجتي
قَلبي تُساوِرُه الهمومُ تَوجُعاً
ويزيدُ هَمي إن خَلَوتَ بِظُلمتي
أبياتُ شاعرٍ أثقَلَته غُربتُه.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟