أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز الحاج - عن فن إدارة الحروب الأهلية وتوظيفها – 1 -














المزيد.....

عن فن إدارة الحروب الأهلية وتوظيفها – 1 -


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 10:16
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في مقالته القيمة والواقعية الجديدة يشير الدكتور عبد الخالق حسين إلى الكتاب الفرنسي "عن "الاستخدام السليم [ أو الرشيد ] للحرب الأهلية في فرنسا." [Du Bon Usage De la guerre civil En France ِ.. ] والمؤلف هو: Jacques Marseille.
ودفعا لكل التباس عما يقصده الكاتب فإنه يعني إدارة أية حرب قائمة فعلا إدارة تؤدي لتقليل الخسائر وتحقيق الإصلاحات الضرورية التي يستدعيها الوضع والمصلحة العامة. وكان المؤلف قد نشر قبل هذا كتابا عنوانه "الحرب الفرنسية – الفرنسية" أثار استنكار بعض الصحف اليسارية التي اتهمت المؤلف بالدعوة لنحر تاريخ فرنسا نحرا ذاتيا. ونضيف أن كتابه الجديد هذا لعام 2006 قد سبقه أيضا كتاب لمؤلف آخر بعنوان "فرنسا التي تتداعى" لنيقولا بافاريه؛ وكنا قد استعرضناه قبل حوالي العامين تحت عنوان "هل فرنسا تتداعى؟"
المؤلف، وهو مؤرخ مختص ومحلل، يغوص في التاريخ الفرنسي منذ القرن الرابع عشر ويراه سلسلة من الحروب الأهلية، مكشوفة أو مقنعة وسلمية أو بعنف السلاح. فالحروب الأهلية في نظره لا تعني دوما حربا بالسلاح ولا ثورة مسلحة وإن كانتا نوعين من الحروب الأهلية. ويخالف المؤلف بعض الآراء، ومنها ما قدمه أمير طاهري في الشرق الأوسط قبل شهور عن الحرب الأهلية وتوصيفها وشروطها، وكان طاهري يناقش الرأي القائل بوجود حرب أهلية في العراق وهو ينفي ذلك. ومن هذه الآراء عدم اعتبار الثورات أو الحركات القومية للأقليات القومية أو الحرب الدينية والطائفية حروبا أهلية. فمثلا يعتبر الباحث الثورات الفرنسية في القرن التاسع عشر حروبا أهلية ملتقيا في ذلك مع تحليل ماركس وأنجلز. كما أنه يرى حروبا أهلية الإصلاحات الكبيرة التي أدخلها بعض الملوك والحاكمين لتقليم امتيازات شرائح اجتماعية تحتكر كل شئ
يقول الكاتب، ردا على الاتهامات الموجهة له بمحاولة تقسيم الفرنسيين ووضع بعضهم في وجه بعض، إن دراسة تجارب الصراعات الماضية دراسة موضوعية هي على العكس تؤدي لتقوية اللحمة الوطنية لما تقدمه من دروس وعبر الحاضر والمستقبل وأنه في نهاية كل صراع يجب التقدم إلى أمام لتكون الحرب الأهلية التي تحسن إدارتها قاطرة للتطور.
يعدد الكاتب ثماني حروب أهلية في التاريخ الفرنسي، بدأ من الملك المتنور شارل الخامس الذي فرض إصلاحات هامة منها عدم إقحام الدين في الحريات والخصوصيات الشخصية وهو بذلك يعتبر أول حاكم "عصري" فرنسي.
بعد ذلك يقوم هنري الرابع في القرن السادس عشر بخطوات لتوحيد فرنسا الممزقة بين فرنسا البروتستانية وفرنسا الكاثوليكية وبين فرنسا الشمال وفرنسا الجنوب. والثالثة في القرن الرابع عشر عندما فرضت البرجوازية المسلحة والنواب تعيين طفل ملكا للحد من غطرسة الأمراء وأتباعهم. ثم مرحلة تولي نابليون الأول السلطة بعد عشر سنوات من الحروب والصراعات الأهلية منذ الثورة الفرنسية الكبرى، وكانت فترة إضعاف السلطة المركزية والتناحر الفرنسي ـ الفرنسي المتصاعد والدمار الاقتصادي.
إن الكاتب يخصص مكانة خاصة لدور نابليون في إنشاء سلطة مركزية قوية أنهت الفوضى العامة والصراعات الدامية، ومحافظة على العدالة للجميع وبقية مبادئ الثورة الكبرى. كان نابليون يقول إن الشعب دعمه والتف حوله لأنه كان متعطشا للأمن والاستقرار، وكان يقول إن "الفرنسيين لا يريدون اليوم الحرية قدر تعلقهم بالمساواة وبسلطة مركزية قوية، وإن بين السلطة القوية والمساواة علاقات خفية، وأن السلطة القوية هي ضمان منجزات الثورة التي كان نابليون يعتبر نفسه حاميها. كان قلبه مع الشعب ويهين الملوك والأمراء. كان يعتبر نفسه جندي الحرية ومواطنا مخلصا للثورة في وجه اليسار المتطرف والملكيين.
أجل، بدون ضمان الأمن والاستقرار وإنهاء الصراعات الأهلية لا يمكن الحفاظ على أية حرية مكتسبة بل تتحول، كما في حالة العراق اليوم، إلى حرية القتل والاغتيال والدمار والنهب والسلب والفوضى العامة وتفكك الدولة باسم فيدراليات طائفية والتدخل الخارجي الواسع في الشؤون العراقية. وقد أدى التخبط الأمريكي في العراق وسوء أداء القيادات محاولة إلى حرق المراحل بوهم قيام ديمقراطية برلمانية حقيقية خلال عامين بعد سقوط نظام خلف وراءه دمارا وخرابا شاملين وشبكات من المجرمين وتدهورا في الأخلاق العامة وسيادة لثقافة وعقلية العنف. وكان الأستاذ عبد الخالق محقا في تشخيصه للداء الذي يعاني منه العراق وشعبه اليوم.
وكنا قد دعونا مرارا منذ سقوط صدام إلى عدم الاستعجال بالانتخابات كما كانت تطالب الأحزاب الدينية وبعثة الأمم المتحدة تدعو لذلك الدول العربية للإحراج. وبرغم أهمية الانتخابات الأولى من حيث كونها وجهت صفعة للإرهابيين، الذين هددوا بقتل المرشحين والمصوتين، فإن النتائج لم تؤد إلى تقدم ديمقراطي حيث تم سلق دستور مشوه ومتناقض وإسلامي الطابع وإلى هيمنة الأحزاب الدينية ومليشياتها، في وقت استمرت فيه الموجة الإرهابية وتصاعدت وبلغت حدودا خطيرة ومذهلة من الجنون والقسوة والدمار.
10 أكتوبر 2006
يتبع



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون العراقيون وديمقراطية الحذاء!!
- مغزى وعواقب 11 سبتمبر
- خواطر وتداعيات في رحيل نجيب محفوظ
- تفجيرات تركيا إساءة وتشويه للنضال الكردي..
- من تهجير الفيلية إلى حلبجة والأنفال..
- دم رخيص وأمن مفقود..
- الأسد وخلف بن أمين!
- الحرب الأخرى!
- لماذا يرفضون القوة الدولية؟!
- ونفاق دولي أيضا!!
- السجال السياسي بين البؤس الفكري والتدهور الأخلاقي
- السيد نصر الله و-الوعي الإلهي-!
- الجحيم العراقي!
- هل ماتت كل الضمائر العراقية؟!
- رحيل المفكر الليبرالي المتمرد .. جان فرانسوا ريفيل
- إنما باسم الله هم يقتلون!
- من أوراق القنبلة الإيرانية: مقتدى الصدر
- وفاء سلطان وقائمة الإرهاب الإسلامي!
- الكوميديا التراجيدية العراقية!
- التطرف الإسلامي والعدوان على الآخرين..


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز الحاج - عن فن إدارة الحروب الأهلية وتوظيفها – 1 -