الغاء البطاقة التموينية جريمة كبرى

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 08:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق

تسربت انباء عن نية الحكومة بألغاء البطاقة التموينية التي تعد الامل الوحيد في مواجهة المجاعة التي يعانيها اغلب الشعب العراقي والتي بدأت مفرداتها تتقلص يوما بعد يوم وخفضت ميزانيتها للعام 2006 الي (3 ) مليارات دولار بعدما كانت (4) مليارات دولار للاعوام السابقة أي خفضت بنسبة (25 ) بالمئة ابتدأتها الحكومة بألغاء بعض مفردات الحصة التموينية مثل مساحيق الغسيل والصوابين والبقية تأتي .
ولاندري هل تفاجئنا الحكومة بقرار جريء مثــــــلما حصل مع قرار زيادة اســـــعار المشتقات النفطية والتي اشــعلت السوق وجعلت الاسعار تسجل اعلي مستوياتها منذ اكتشاف الغضب الاسود (النفط ) في العراق والي يومنا هذا .
البطاقة التموينية هي بطاقة الضمان للعائلة العراقية التي انقذتها من الجوع والضياع ومن جشع بعض التجار الذين استغلوا الحصار الجائر الذي انهكنا وفتك بالالاف من ابناء هذا الشعب الصابر المكابر ورفعوا اسعار المواد الغذائية الي معدلات لم يستطع المواطن مسايرة الحياة معها لولا البطاقة التموينية برغم تواضعها وخلوها من اللحوم والاسماك الا انها كانت تعين العائلة وكانت افضل مما عليه الان ، بل لجأت بعض العوائل في ايام الازمات الي بيع حصصها التموينية لأن النظام السابق كان يوزع حصص ثلاثة اشهر مقدما خوفا من نشوب حرب وتعرض المخازن الي تدمير او النهب والسلب .
وفي حالة ان تلجأ الحكومة الي الغاء مفردات البطاقة التموينية ستعود ظاهرة الاحتكار وسترتفع اسعار المواد الغذائية الي معدلات جنونية يصعب علي المواطن عندها شراء متطلباته في زمن اصبحت فيه البطالة الصفة الغالبة علي الشعب العراقي .
ان علي الحكومة ان تدعم البطاقة التموينية وان لاتمسها مهما كان الثمن ،وان لاتضع رقبتنا تحت رحمة صندوق النقد الدولي او تحت رحمة التجار الذين لايعرفون غير استغلال الظروف وبالتالي ارجاعنا الي حصار من نوع اخر ،حصار تفرضه الدولة لامجلس الامن الدولي وسيكون شعار (النفط مقابل الجوع والحرمان)عنوان المرحلة المقبلة التي ستعودنا الي سني الحصار التي عشنا مرارتها ولوعتها .

#جمال_المظفر (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات