كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 02:38
المحور:
الصحافة والاعلام
انتشرت في الفضائيات العربية ظاهرة الشتائم واللعنات، والتجريح وقذف الاعراض، والتحدث بألفاظ فاحشة وعبارات نابية، وما الى ذلك من الكلام المسيء الذي يستهدف مجموعة بعينها أو فرداً، بكلمات مشينة لم نألف سماعها في بيوتنا. ولم نتوقع ان نسمعها مباشرة على الهواء. .
وانفرد بعض المسيئين في إدامة هذه الظاهرة، حتى صارت لدينا فضائيات متخصصة بفنون الإساءة للغير. وتكاد تكون معظمها شخصية أو بدوافع نابعة من خلافات رياضية، أو بسبب خلافات في الآراء ووجهات النظر. .
المثير للغرابة ان زوابع الشتائم واللعنات سمعناها لأول مرة من القنوات المصرية على لسان مرتضى منصور، وتوفيق عكاشة، وباسم يوسف، واحمد آدم، ثم انتشرت في شرق البلاد العربية وغربها، وتصاعدت وتيرتها عبر الفضائيات العراقية والمغربية. وظهر يوسف علاونة على صفحاته (عشرات الصفحات) ليصب شتائمه ولعناته باساليب لا تخلو من التهريج والثرثرة المسيئة للناس. .
كنا نأمل ان تصبح الفضائيات وسيلة لنقل الثقافة وتوسيع دائرة انتشارها، وتجديد معطياتها وتطوير أدواتها وأساليب؛ لتلبي احتياجات المجتمع في التثقيف ونشر الوعي وزيادة المعرفة ونقل الخبر الصحيح. لكن بعضها تحول اليوم الى منابر للمهرجين والكذابين وشذاذ الآفاق، ووصل الاستهتار بمقدمي بعض البرامج الساخرة الى الاستعانة بالمؤثرات الصوتية بغية الاستخفاف بالناس والتندر عليهم. ناهيك عن هزال المضمون الثقافي الذي تقدمه الفضائيات العربية، وافتقاره إلى الشمول والتنوع، والميل إلى التسطيح واللجوء إلى الإثارة. .
المؤسف له إن معظم ما يقدم في هذا الإطار صار يميل إلى الاستعانة بلغة أبناء الشوارع في تشويه صورة الخصوم وتلطيخ سمعتهم. بل وصل الاستهتار والتمادي الى توجيه المضخات والابواق الاعلامية الى توجيه مدافعها نحو الاقليات والقوميات والطوائف. حتى فقد المشاهدون الامل بمعالجة هذه الامراض الاعلامية المزمنة، فاغلقوا نوافذ الفضائيات، واعلنوا مقاطعتهم للبرامج التلفزيونية المسيئةحتى لا يسمعها أطفالهم.
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟