المحاصصة الحزبية ونظام الحكم في العراق

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7483 - 2023 / 1 / 5 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كان لانسحاب نواب التيار الصدري من البرلمان واستقالتهم حد فاصل بين مرحلتين مهمتين في العملية السياسية حيث استغلتها قوى الإطار التنسيقي وشكلت الأكثرية النيابية ورشحت السوداني لمنصب رئيس الوزراء ... وكان المفروض بالسوداني أن يختار أعضاء وزارته بما ينسجم مع الظروف والمرحلة الحالية التي جاء من أجلها يحمل راية الإصلاح الذي يؤدي إلى تجاوز المرحلة السابقة وسلبياتها حسب ما ذكر وتعهد وعلى ضوئها يختار الوزراء حسب رغبته وإرادته بما ينسجم مع المرحلة الجديدة لأن الوزير يعتبر حلقة وصل بين رئيس الوزراء والقوى والعناصر التي تشكل القاعدة المنفذة للمشروع المراد تنفيذه ولذلك فإن الوزير هو المشرف والمنفذ للمشروع وليس رئيس الوزراء ولذلك يعتبر الوزير يمثل التنفيذ والمشرف للمشروع بينما رئيس الوزراء يكون دوره التوجيه والمراقبة للمشرع ولذلك تعتبر أهمية الوزير العملي أكثر من دور رئيس الوزراء النظري.
إن ما يؤسف له أن العملية السياسية في تشكيل الوزارة تمت وأنجزت حسب القاعدة المحاصصية وليس عن طريق الرجل المناسب في المكان المناسب وقد ذكر المالكي في المقابلة الخاصة معه على قناة الشرقية نيوز : (إن إحدى الكتل فرضت وزرائها على السوداني) وهذا يعني أن حكومة السوداني تشكلت حسب القاعدة المحاصصية كما في الحكومات السابقة الفاشلة مما فرض على السوداني أن يخضع للضغوطات والأمر الواقع ويسير بحكومته وفق مسيرة الحكومات السابقة.
إن الفرق بين الوزير المرتبط بحزب أو كتلة والوزير المستقل فرق كبير وواسع لأن الوزير المرتبط بالحزب السياسي سبق له أن عايش وسار مع الحكومات السابقة التي مارست الفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية إضافة إلى أن مرجعه واعتماده يكون على الحزب الذي رشحه وليس رئيس الوزراء بعكس الوزير المستقل والذي يختار ويعين حسب قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب سوف يكون مرجعه عقله أو رئيس الوزراء وقد ذكر الكاردينال لويس سوكو في لعبة الكراسي على قناة الشرقية نيوز يوم الجمعة 30/12/2022 إن الكابينة الوزارية لحكومة السوداني ليست في مستوى الطموح في تنفيذ البرنامج الوزاري ومن الصعوبة على السوداني أن ينفذ برنامج حكومته.
إن الذي يخشى منه عدم استطاعة حكومة السوداني تنفيذ البرنامج الحكومي الواسع والكبير إضافة إلى أن تأسيسها وتكوينها حسب قاعدة المحاصصة الحزبية كما كان يتم وينجز للحكومات السابقة ويكون مصير حكومة السوداني كمصير الحكومات السابقة ومن جديد يدخل العراق في الانسداد السياسي ومختبر التجارب.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات