زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي
(Zuhair Al-maliki)
الحوار المتمدن-العدد: 7483 - 2023 / 1 / 5 - 08:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بالرغم من ان المسلمين يرددون دوما ان كلام الله مقدس ولا يجوز تغييره ولا يجوز الانقاص منه او الزيادة عليه ويجب معاملته باحترام وان القران هو الذي يجمعهم وان كتابهم واحد الا ان نظرة بسيطة الى ماموجود من مصاحف في عالم اليوم نجدها ليست واحدة فاذا نظرنا الى المصاحف المنتشرة في الشرق الأوسط نراها تختلف عن المصاحف التي تنتشر اليوم في ليبيا، وفي أجزاء من تونس ومصر وهذه تختلف عن المصاحف المنتشرة في الجزائر، والمغرب، وموريتانيا، وفي بعض نواحي مصر، والسودان، وتونس؛ حيث يقول ابن عاشور (القراءات التي يُقْرَأُ بها اليوم في بلاد الإسلام مِن هذه القراءات العشر، هي قراءة نافع برواية وَرْش في بعض القُطْر التونسيّ، وبعض القُطْر المصري، وفي جميع القُطْر الجزائريّ، وجميع المغرب الأقصى وما يَتْبَعُه من البلاد، والسُّودان) . وهذه الخلافات تعود الى اختلاف القراءات المعتمدة في كل من ناحية من النواحي التي ينتشر بها الإسلام وهذه القراءات تتوزع على عشر قراءات تنسب الى عشرة اشخاص هم ( نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني مولى جعونة بن شعوب الليثي الكناني، ، أصله من أصفهان و أبو عمرو بن العلاء البصري وعبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زادان بن فيروز بن هرمز و عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي وعاصم بن أبي النَّجود الأسدي الكوفي وحمزة بن حبيب الزيات الكوفي وأبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي الكوفي وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني ويعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري وخلف بن البزار ) وهي قراءات يدعي المتأسلمين انها متواترة من رسول الله محمد بالرغم من الخلافات التي بينها . وننظر في قصة هذه القراءات وهل هي حقا متواترة من رسول الله ؟
تاريخيا بدء التألیف في القراءات یعود إلى سنة 90 ھجریة على یدي یحي بن یعمر، وأن أبا حاتم السجستاني (ت 255 ه) كان من أوائل من ألف في القراءات، وكان بعد أبي عبید القاسم بن سلام. تذكر المصادر أن أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب هو أبو عبيد القاسم بن سلام وجعلهم خمسة وعشرين قارئا، ثم تابعه أحمد بن جبير الكوفي فاقتصر منهم على خمسة من كل مصر واحد، ثم القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون فذكر منهم عشرين إماما، ثم الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الذي ألف كتابا سماه "الجامع"، جمع فيه نيفا وعشرين منهم، ثم الإمام أبو بكر محمد الداجوني الذي جمع كتابا أدخل فيه أبا جعفر بن القعقاع أحد العشرة الذين اشتهروا، ثم كان الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد أول من سبع السبعة، وقد قام الناس في زمانه وبعده فألفوا في القراءات كتبا كثيرة و لقد وضع ابن مجاهد أصلين أساسين في قبول للقراءات : الأصل الأول أن تكون مطابقة لخط المصحف العثماني, و الأصل الثاني, أن تكون صحيحة السند حملها رواة موثوقون حتى زمن القاريء. قال مكي بن أبي طالب " ان الرواة عن الأئمة من القراء كانوا في العصر الثاني والثالث كثيرا في العدد، كثيرًا في الاختلاف، فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف على ما يسهل حفظه، وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة وحسن الدين، وكمال العلم، قد طال عمره، واشتهر أمره، وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل، وثقته فيما قرأ وروى، وعلمه بما يقرأ، فلم تخرج قراءته عن خط مصحفهم المنسوب إليهم، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان مصحفًا، إمامًا هذه صفته وقراءته على مصحف ذلك المصر، ينظر (القيسي، مكي بن أبي طالب ، الإبانة عن معاني القراءات، تحقيق: الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي، دار نهضة مصر للطبع والنشر، الصفحة 86 ) .استنادا الى كتاب تاريخ توثیق نص القرآن الكریم، خالد عبد الرحمان العك، دار الفكر، دمشق، طبعة ثانیة .86 ص، 1986 فان غرض ابن مجاهد أن يأتي بسبعة من القراء من الأمصار التي نفذت إليها المصاحف ولم يمكنه ذلك في البحرين واليمن لإعواز أئمة القراءة منها، فأخذ بدلهما من الكوفة لكثرة القراء بها . ونتيجة لكثرة تقليب ابن الجزري لهذا الفن وكثرة تمحيصه له فقد تم اختياره لهؤلاء العشرة: السبعة الذين خصهم ابن مجاهد في كتابه وتابعه غيره في ذلك وثلاثة آخرون هم : أبو جعفر يزيد ابن القعقاع المدني ، ويعقوب بن اسحاق الحضرمي البصري ، وخلف بن هشام البزار البغدادي ، فهؤلاء العشرة هم الذين تتوفر قراءاتهم ـ كما يرى ابن الجزري ـ على شروط الصحة إلا ما شذّ عندهم من حروف قليلة. وقد أعاد ابن الجزري التأكيد على شروط السابقين في صحة القراءة موافقا لهم في ذلك فقال : "كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها . اذن فان اختيار هذه العشرة كان على يد شخصين هما ابن مجاهد في القرن الثالث الهجري أي بعد وفاة الرسول بثلاثمائة سنة وابن الجزري في القرن السابع الهجري .
هل تلك القراءات متواترة عن رسول الله ؟ يصر البعض على استخدام النص القراني للدفاع عن عنعناتهم وجعلها مصدرا للدين فيخلطون بين القران كلام الله وبين القراءات التي يتناقلونها من مصادر غير موثوق بها بنص كتبهم وهنا نبين ان القرآن هو النص المنزل بالوحي على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، والثابت ثبوتا قطعيا لا ريب فيه. وأما القراءات فهي روايات ووجوه متعلقة بطريقة الأداء، ومنها الصحيح، ومنها الضعيف. وهي بذلك تغاير القرآن من بعض الوجوه.قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن " اعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز. والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما" . فإذا استحال أن يكون هناك أيُّ اختلافٍ في كلام الله كيف يمكن اعتبار هذا النوع من القراءات ـ التي لا يمكن الجمع بينها ـ قرآناً، واعتبارها صحيحة بأجمعها؟! وقد قال الله تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ (النساء . كما قال نجم الدين أبو الربيع سليمان بن عبد القوي بن الكريم الطوفي الصرصري في "شرح مختصر الروضة" (2/23) : "تواتر القراءات عن النبي إلى الأئمة السبعة فيه نظر, فإن أسانيد الأئمة السبعة بهذه القراءات السبعة إلى النبي موجودة في كتب القراءات, وهي نقل الواحد عن الواحد لم تستكمل شروط التواتر, ولولا الإطالة والخروج عما نحن فيه لذكرت طرفاً من طرقهم, ولكن هي موجودة في كتب العراقيين والحجازيين والشاميين وغيرهم، فإن عاودتها من مظانها وجدتها كما وصف لك. وأبلغ من هذا أنها لم تتواتر بين الصحابة, واعلم أن بعض من لا تحقيق عنده ينفر من القول بعدم تواتر القراءات ظناً منه أن ذلك يستلزم عدم تواتر القرآن, وليس ذلك بلازم, لأنه فرق بين ماهية القرآن والقراءات".. قال ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (13/419) : "وأما ما يدعيه بعض القراء من التواتر في جزئيات الأمور فليس هذا موضع تفصيله". وكذلك قال شهاب الدين القَسْطَلّاني في "لطائف الإشارات" (1/128) : "بالنظر لمجموع القرآن وإلا فلو اشترطنا التواتر في كل فرد فرد من أحرف الخلاف انتفى كثير من القراءات الثابتة عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم". قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/171) : "فكثير من القراءات تدعون تواترها، وبالجهد أن تقدروا على غير الآحاد فيها، ونحن نقول: نتلو بها وإن كانت لا تعرف إلا عن واحد لكونها تلقيت بالقبول فأفادت العلم، وهذا واقع في حروف كثيرة وقراءات عديدة، ومن ادعى تواترها فقد كابر الحس ".قال الزركشي في "البرهان" (1/318) : "والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة أما تواترها عن النبي ففيه نظر, فإن إسناد الأئمة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود في كتب القراءات, وهي نقل الواحد عن الواحد, لم تكمل شروط التواتر في استواء الطرفين والواسطة, وهذا شيء موجود في كتبهم, وقد أشار الشيخ شهاب الدين أبو شامة في كتابه "المرشد الوجيز" إلى شيء من ذلك". قال ابن الجزري في "منجد المقرئين" ص (91) : "ونحن ما ندعي التواتر في كل فرد فرد مما انفرد به بعض الرواة أو اختص ببعض الطرق، لا يدعي ذلك إلا جاهل لا يعرف ما التواتر؟ وإنما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين: متواتر، وصحيح مستفاض متلقى بالقبول، والقطع حاصل بهما". قال الشوكاني في "إرشاد الفحول" (1/144) : "وقد ادعي تواتر كل واحدة من القراءات السبع, وادعي أيضاً تواتر القراءات العشر, وليس على ذلك أثارة من علم, فإن هذه القراءات كل وحدة منها منقولة نقلا أحادياً, كما يعرف ذلك من يعرف أسانيد هؤلاء القراء لقراءاتهم, وقد نقل جماعة من القراء الإجماع على أن في هذه القراءات ما هو متواتر, وفيها ما هو آحاد, ولم يقل أحد منهم بتواتر كل واحدة من السبع فضلاً عن العشر, وإنما هو قول قاله بعض أهل الأصول, وأهل الفن أخبر بفنهم. اذن فهذه القراءات غير متواترة عن الرسول .
هل تقبل المسلمون هذه القراءات واعترفوا بها جميعا ؟ الثابت ان كثيراً من العلماء والقراء والمفسرين والنحويين وغيرهم قد خطأوا قراءات كثيرة قد اشتهر عند كثير من المتأخرين أنها متواترة, وهذا يدل بكل وضوح على أن أولئك العلماء كلهم كانوا لا يرون أنها متواترة, إذ لو كانوا يرونها كذلك لما فكر واحد منهم أن يخطئها أو يضعفها. قال محمد الكناني في كتاب "المعيار المعرب" (12/148) : "والقرآن المتواتر عند علماء الإسلام غير القراءات, ومن وقف تواتر القرآن على تواتر القراءات فهو جاهل بالقرآن وبالقراءات, وبما أجمع عليه العلماء, ويلزمه عدم تواتر القرآن لزوماً لا انفكاك له عنه, لإجماع أئمة المسلمين على أن طرق نقل القراءات إنما هي الأسانيد الصحيحة من طرق الآحاد الثقات العلماء المتصلة أسانيدهم بالرسول , مع موافقة مصحف من المصاحف التي وجهها عثمان إلى البلدان. ومن ادعى زيادة على هذا وزعم أن القراءات لا تقبل إلا إذا تواتر نقلها فقد افترى على الله وعلى رسوله وعلى أئمة المسلمين وخالف إجماعهم. ولو اخذت قراءة حمزة بن حبيب الزيات، فتجدهم قد عدُّوا قراءته من السبعة، بينما تنظر إلى قراءة شيخه الأعمش سليمان بن مهران الكاهلي فتراهم قد ذكروها ضمن القراءات الشاذة. اختار أئمة المذهب المالكي، أمثال سحنون، قراءةَ نافع بروايتيها؛ حيث ذكر أبو عمرو الداني أنّ: «ابن طالب (من أصحاب سحنون) أيام قضائه، أَمَرَ ابن برغوث المقرئ بجامع القيروان، ألّا يُقرِئ الناس إلّا بحرف نافع . بالرغم من ان اشهر من نقل قراءة نافع هو قالون وكان اصما لايسمع . أحمد بن حنبل يخالف الكثير من قراءات حمزة، ولا يستسيغ الصلاة خلف إمام يقرأ الحمد والسورة على قراءة حمزة! فإذا كانت قراءة حمزة متواترةً عن رسول الله، وكان النبيّ يقرأ بها، ووصلت إلى حمزة بالتواتر القطعي، فمَنْ ذا الذي يمكنه أن لا يستسيغها؟! «وقال أبو بكر بن عيّاش: قراءة حمزة عندنا بدعةٌ. وقال ابن دريد: إني لأشتهي أن يخرج من الكوفة قراءة حمزة». وقال أحمد بن سنان: وسمعتُ ابن مهدي يقول: لو كان لي سلطانٌ على مَنْ يقرأ قراءة حمزة لأوجعت ظهره وبطنه ( أحمد بن علي بن حجر العسقلاني)، تهذيب التهذيب الجزء 3: الصفحة 27-28؛ ) الناشر: دار الكتاب الإسلامي سنة النشر: 1327 هجرية . اتباع مالك امثال سحنون لا يقرون سوى قراءة نافع واحمد ابن حنبل واتباعه كانوا يرفضون قراءة حمزة الكوفي . ولهذا قال من قال من أئمة القراء: لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة وإمام قراء البصرة في زمانه في رأس المائتين . وقد نقل ابن الجزري عن جمع من العلماء أنهم كرهوا ما فعله ابن مجاهد، فقال: (ولذلك كره كثير من الأئمة المتقدمين اقتصار ابن مجاهد على سبعة من القراء، َّ وخطؤوه في ذلك ) .
والسؤال الأخير هل كان أصحاب القراءات من العدول عند جميع المسلمين ؟ لو رجعنا الى التاريخ لوجدنا ان انهم اختلفوا في الاسم الحقيقي لابوعمرو بن العلاء البصري اختلفوا على اسمه الى 21 اسما ولم يضبطوه ، بالنسبة لعاصم ابن ابي النجود قال عنه ابن قانع عن حماد بن سلمة قوله: «خلط عاصم في آخر عمره». ابن حجر، تهذيب التهذيب. حفص الذي نقل قراءة عاصم كان مشهورا بالكذب اتهمه بذلك الساجي وابن معين قال الساجي ، عن أحمد بن محمد البغدادي ، عن ابن معين : كان حفص وأبو بكر من أعلم الناس بقراءة عاصم ، وكان حفص اقرأ من أبي بكر وكان كذابا وكان أبو بكر صدوقا. .قالون الذي نقل قراءة نافع كان اصما تام الصمم .كان علي ابن حمزة الكسائي احد أصحاب القراءات السبع مشهورا بشرب الخمر واللواط يروي صلاح الدين الصفدي في كتاب الوافي في الوفيات الجزء 21 الصفحة 49 منشورات دار احياء التراث العربي سنة 2000 ( انَ يشرب الشَّرَاب وَيَأْتِي الغلمان قيل إِنَّه أَقَامَ غُلَاما مِمَّن عِنْده فِي الْكتاب يفسق بِهِ وَجَاء بعض الْكتاب ليسلم عَلَيْهِ فَرَآهُ الْكسَائي وَلم يره الْغُلَام فَجَلَسَ الْكسَائي فِي مَكَانَهُ وَبَقِي الْغُلَام قَائِما مبهوتاً فَلَمَّا دخل الْكَاتِب قَالَ مَا شَأْن هَذَا الْغُلَام قَائِما قَالَ وَقع الْفِعْل عَلَيْهِ فانتصب ذكر ذَلِك ياقوت فِي مُعْجم الأدباء) . ابن قتيبة في القارئ حمزة "منهم رجل ستر االله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين، لم أر فيمن ً تتبعت وجوه قراءته أكثر تخليطا منه. ولا أشد اضطرابا ( ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، ص 40-42 ) . قَالَ الْكسَائي حججْت مَعَ الرشيد فَقدمت لبَعض الصَّلَوَات فَصليت فَقَرَأت ذُرِّيَّة ضعافاً خَافُوا عَلَيْهِم فَأَمْلَتْ ضعافاً فَلَمَّا سلمت ضربوني بِالْأَيْدِي وَالنعال وَغير ذَلِك حَتَّى غشي عَليّ واتصل الْخَبَر بالرشيد فَوجه بِمن استنفذني فَلَمَّا جِئْته قَالَ لي مَا شَأْنك فَقلت قَرَأت لَهُم بِبَعْض قراءات حَمْزَة الرَّديئَة فَفَعَلُوا بِي مَا بلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ بئس مَا صنعت ثمَّ إِن الْكسَائي ترك كثيرا من قراءات حَمْزَة ( كتاب الوافي في الوفيات ) الصفدي الجزء 21 ترجمة ( علي بن حمزة ) المبرد ينقل في كتابه المقتضب، ج1 ،ص123 . رأي أستاذه المازني ( وا نما هي قراءة منسوبة الى نافع بن ابي نعيم ولم يكن له علم بالعربية وله في القران حروف قد وقف عليها ) .
مما تقدم يتبين ان القران هو ليس القراءات فهما حقيقتان متغايرتان، القرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز. والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما .والقراءات السبع او القراءات العشر لم يثبت تواترها عن الرسول بدليل انها تنسب الى أصحابها وليس الى الرسول وان اختيار هذه العشرة كان على يد شخصين هما ابن مجاهد في القرن الثالث الهجري أي بعد وفاة الرسول بثلاثمائة سنة وابن الجزري في القرن السابع الهجري . وكما قال الشوكاني ادعي تواتر كل واحدة من القراءات السبع, وادعي أيضاً تواتر القراءات العشر, وليس على ذلك أثارة من علم, فإن هذه القراءات كل وحدة منها منقولة نقلا أحادياً . ان المسلمين لم يتفقوا على قبول تلك القراءات جميعها فالمالكية لا يعدلون بقراءة نافع قراءة أخرى وكذلك الحنفية لا يعدلون بقراءة حفص عن عاصم قراءة أخرى . ويضاف الى ما تقدم ان هناك من كبار العلماء من يطعن باصحاب القراءات فمنهم من وصف بانه كذاب ومنهم وصف بانه ضعيف ومنهم من وصف بانه جاهل بالعربية ومنهم من وصف بالمثلية الجنسية . وبهذا تسقط خرافة أخرى من خرافات المتاسلمين وهي خرافة تواتر القراءات العشر .
#زهير_جمعة_المالكي (هاشتاغ)
Zuhair_Al-maliki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟