|
قطعة قماش حرير وقطعة خبز لفقير
سلام المهندس
كاتب وشاعر وناشط في حقوق الإنسان
(Salam Almohands)
الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 20:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما يصدح صوت الخطيب ويتحدث للمصلين عن الموعظة والحسنة وعلينا نصرة الفقراء حسب ما يمليه عليهم الدين الإسلامي ، ومساعدة الفقراء ليس مقتصرة على دين الإسلام بل جميع الديانات والكتب السماوية تدعوا للوقوف بجانب الفقراء ، لا نريد ان نضع احاديث عن كل ديانة ودعوتهم لنصرة الفقراء ولكن ممكن تبحث وسوف تجد دعوة الديانات الأخرى لمساعدة الفقراء، أي دعوة تصدر أو حديث عن الوقوف بجانب الفقراء هذا شيء إيجابي ومن اي ديانة، الأهم هو احترام كرامة الإنسان ، لكن السؤال كيف التطبيق؟ لا فائدة لأي خطاب إن كان ديني او غيره لا قيمه له إذا لم يتم تطبيقه وأنا ابحث عن القيمة الخالصة للفقراء وما فائدتها، نحن هنا ليس في حديث عن الطعن في الديانات نهائي والعبادة شيء خاص بالإنسان أنا ابحث عن الإنسانية بالإنسان لكون الإنسانية عامه وليس خاصة ممكن لا دينين اكثر التزاماً من المتدينين في مساعدة الفقراء وممكن العكس .
لكن السؤال هل التزامك دينيًا يعطيك صفة الإنسانية؟ والسؤال المعكوس هل عدم الالتزام دينياً ينفي صلتك بالإنسانية ؟ لا يوجد هناك ارتباط نهائي بين ديانتك وإنسانيتك، جميع الكتب السماوية محتواها الكثير من الإنسانية، أي ليس مقتصرة على ديانة معينة وحتى كتب الفلاسفة الدينين و للادينيين دعت لنصرة الفقراء والمظلومين، لم ينزل الله بلاء على الإنسان ليكون فقير بل الفقر سببه الحاكم، هناك من سوف يأتي ويقلي جميع الديانات تم إلغائها بعد مجيء الإسلام وانا ليس في نقاش مع هذه التفاصيل وانا هدفي الإنسانية والفقراء على وجه التحديد، أي إنسان يمارس دور الإنسانية لا اعتقد سوف يربط عمله بديانة محدده وإلا لم نجد في الهلال والصليب الأحمر ومنظمات الإغاثة من ديانات مختلفة إذاً دور مساعدة الفقراء تنبع من الإنسان نفسه أفضل من تمثيلها او ربطها بديانة معينة بدون تطبيق.
يلبس القماش الحرير الخالص ومن ارقى انواع الأصناف ويقفون على منابر ديانتهم ، وسياراتهم الفارهة تقف امام المسجد او الكنيسة او المعبد الخ من مكانات العبادة، تصدح حناجرهم للوقوف بجانب الفقراء ومساعدتهم، ممكن بدل هذا الصراخ المساعدات التي يتقاضوها بأسم الخمس أو الدعم تكفي الفقراء بحيث تجعلهم يعيشون حياة كريمة، صديق لي يقول سافرت عدد من الدول مصر، تونس، سوريا، لبنان، المغرب، الجزائر، تركيا، ايران وجدت الكثير من الفقراء الذين يتسولون مع كل اشارة مرور والخافي اعظم، وفضول مني أسأل عن ديانتهم الجميع مسلمين على الأطلاق، وحضرة مؤتمر في النرويج لم ارى اي فقير امامي او متسول، يكمل صديقي كلامه اقول في نفسي ما هو الخلل هل بنا نحن امة الإسلام ام الخلل في حكامنا؟ أكيد الخلل في الحاكم او القائد لهذه الجموع ليس في الديانة أي خلل وليس هي السبب، الخلل بمن يمثلها ويمثل علينا دور العابد والمصلح التقي، علينا ان نفصل إيمان الإنسان عن إنسانيته، انا لا اريد أن أرى تدينك بل اريني تصرفك الإنساني وهذا ما ابحث عنه في أي إنسان.
كنت في احد المطاعم كانت هناك طاولة يتناقشون عليها بأمور الدين وصراخهم يعلو بين شد وجذب بأمور الدين ، وكانت ايضاً طاولة اخرى يتجاذبون الحديث عن ليلتهم الحمراء أمس في احد النوادي الليلية، انا منتبه لحديث الأثنين لكون طاولتي بين الأثنين، دخلت متسولة معها طفلة وكانت متأمله تحصل مال من أهل الدين لكون نقاشهم حاد عن امور الدين، عندما مدت يدها وقالت لهم من امس لليوم لم نأكل انا وطفلتي لم يكلمها بل طردها وعندما الحت عليهم نهرها بكلامه ألا ترين نتكلم واشر بيديه اخرجي، وعندما ارادت الخروج ناداها من كان في جانب الطاولة الذين يتكلمون عن ليلتهم الحمراء واعطاها مبلغ من المال، هذه حقيقه شاهدتها بنفسي، ليس للدين أي شيء بالموضوع ولا من يتكلمون به، بل المسالة إنسانية ان كنت تقوم فرائض عبادتك او كنت غير ملتزم، وبالحالتين لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، انا في وجهة نظري مقومات الإنسانية في داخلك هي من تقوم دينك وليس العكس والإنسانية عندما يتم ربطها مع الدين تصبح اكثر إنتاجًا واكثر صدقًا، عندما احدد الدين او دينك لا احدد ديانة معينة بل تشمل جميع الديانات في العالم.
لكن السؤال هل رأيت رجال الدين فقراء؟ الجواب لا اعتقد لكن يبنون خطاباتهم على معاناة الفقراء وكأن الدين خُلق لهذا الشيء، لكن لو جيشوا خطاباتهم لبناء الإنسان بدل المتاجرة بأسم الفقراء لكان قل عدد الفقراء وتم حل جزء من مشكلة الفقر في هذا العالم، أيضًا بعض المنظمات الإنسانية تدعم حملاتها لمساعدة الفقراء عن طريق جمع التبرعات وتوزع جزء من هذه الأموال على الميسورين ولا يجني منها الفقراء شيء، احدى المنظمات تدعم حملتها لدعم الكُتاب في خطر بجمع الأموال لتسهيل امر الكُتاب من سكن ونقل وراتب شهري، والمضحك ما تجمعه من اموال يذهب للكُتاب الغير معرضين للخطر لإنها تدعم الكتاب حسب المحسوبية، لدي معرفة بشخص لبس رداء الدين وهو بشكل مختصر لا يملك اي مال، أسس جمعية دينية لمساعدة الفقراء وبدأ يستقطب التبرعات بأسم الدين، بين يوم وضحاها اصبح من اصحاب الملايين بين بنايات شاهقة وفلل وسيارات فارهه ولا يوزع من الاموال للفقراء سوى القليل. لا الدين ولا المنظمات ولا الجمعيات الخيرية تمثل الإنسانية الحقيقية، الضمير والأخلاق والمبادئ الصادقة والتعامل الحسن بين المجتمع هو من بين إنسانيتك من عدمها، وهنا اعلاه ليس استنقاص بالدين ولا المنظمات الخيرية بل المشكلة في الإنسان الذي يمثلها، يعني لا تغير الديانة والمنظمات الإنسانية من ثوب المنتمي لها إذا كان هو في الأصل سيء وأكثرهم يتم توظيفه عن طريق العلاقات الشخصية ليس على كفاءته او التزامه اخلاقيًا بدساتير هذه المنظمات.
#سلام_المهندس (هاشتاغ)
Salam_Almohands#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-صاعقة الخوف-.. قصة قصيرة
-
الفرق بين الإنتماء للإنسانية وعدم الإنتماء
-
ماذا يضيف العمل الإنساني للإنسان؟.. أهميته في حياتنا اليومية
-
الخوف من الحرية
-
فقراء العراق في عهد محمد شياع السوداني
-
سيادة رئيس حكومة العراق المحترم
-
على اطراف مدينتي
-
ثقافة الديمقراطية في فكر الاحزاب السياسية
-
آهات تحت شعاع القمر (الجزء الرابع)
-
متى تبيع الأمة العربية عذريتها لأجل الفقراء؟
-
آهات تحت شعاع القمر (الجزء الثالث)
-
انهيار الحرية تحت حكم العبودية
-
آهات تحت شعاع القمر (الجزء الثاني)
-
آهات تحت شعاع القمر (الجزء الأول)
-
صراع الأفاعي في دولة الملالي
-
بقاء العراق ورحيل الخونة والفاسدين
-
لماذا لا نعترف إننا فاشلين؟
-
احياء بلا كرامة
-
الفكر الحسيني والفكر الماركسي
-
الناشط علي فاضل والمالكي مساومة على حرق العراق
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|