أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حبيبتي 2022… رغم عذاباتكِ... أشكرك!














المزيد.....

حبيبتي 2022… رغم عذاباتكِ... أشكرك!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


[email protected]
ها هي تُغادرنُا بسلام، السنة العجيبة 2022. وأعلمُ أن البشرية جميعَها، تقريبًا، غاضبةٌ من عام عَسِرٍ انعطف بالبشرية إلى منعطفات خَطِرة، لا يعلمُ إلا اللهُ: إلامَ سوف تذهب، وعلامَ ستنتهي؟ حرب روسية-أوكرانية هدمت اقتصاد دول وحرمت البشرية من سلع أساسية، جوائحُ وأوبئةٌ، زلازلُ وأعاصيرُ، كوارثُ طبيعيةٌ حصدت ملايين الأرواح ملايين، منها: فيضانُ باكستان المروّع، وجفاف العراق بلاد النخيل والخصب، وصخور فضائية في طريقها لكوكب الأرض، واستمرار تداعيات التصحّر والاحتباس الحراري، وتزايد التأثير الخطير للبلاستيك على البيئة والبشر حيث وجد العلماءُ جزيئات بلاستيكية دقيقة في عينات الدم البشري لدى ٨٠٪ من الأشخاص الذين خضعوا للاختبار، ووصول تعداد البشر إلى ٨ مليارات نسمة، ما يهدد بنفاد الموارد الطبيعية، وغلاء الأسعار المتصاعد في العالم بأسره، وثمّة دولٌ لم تعد حتى تجد الوقود لسياراتها، ولا الكهرباء لمصانعها ومنازلها. انهيار الجنيه مقابل الدولار، وتضخّمٌ هائلٌ ضرب جميع الدول، وغيرها من النوازل التي حملها عام ٢٠٢٢ في مِخلاته المكتظة قبل أن يتكئ على عصاه ويمضي إلى حيث تمضي السنونُ في عتمة كهف الزمان الماضي، ولا تعود.
ورغم بعض الإيجابيات القليلة في العام المنصرم مثل ابتكار لقاح لمرض الملاريا من شأنه أن يغيّر وجه الأرض للأفضل لو نجحنا في القضاء على هذا الطفيل الخطير الذي يحصد أرواح أطفال أفريقيا، وتطوير تليسكوب "جيمس ويب" في يوليو الماضي فأمكننا التقاط صور مذهلة للكون، واكتشاف مجرّات لم نكن نرصدها عمرها ١٣ مليار سنة، عطفًا إلى بعض الأمور المشرقة التي تصفعُ العنصرية مثل وصول مواطن ملوّن إلى منصب رئيس الوزراء في بريطانيا هو "ريشي سوناك"، وإقامة المونديال في دولة عربية لأول مرة منذ نشأته عام ١٩٣٠، ووجود حَكَم نسائي لأول مرة في تاريخ كأس العالم، هي الفرنسية "ستيفاني فرابارت". وعلى الصعيد الثقافي المحلي سعدنا بمبادرة المتحف المصري الكبير لتعليم الأطفال الطاقة المتجددة عن طريق الليجو، وغيرها من الأمور الطيبة. لكن في المجمل لم يحمل ٢٠٢٢ للبشرية إلا ظواهرَ وكوارثَ مخيفةً، يضيقُ عن رصدها هذا المقال. وربما سردت معظم مصاعب هذا العام الأغنيةُ الكوميدية اللطيفة "باي باي ٢٠٢٢" التي أطلقتها العروسُ الظريفة "أبله فاهيتا" في توديع هذا العام على موسيقى "سيد درويش”: “الحلوة دي”: “يا 22 حلوة حلاوة/ مش طبيعية/ محسناش بيكي يا سوسو استني شويه/ دولار وكوليرا/ وجدري قرود/ حرب روسية/ ومفيش مونديال/ وكوفيدو بقى حاجة عادية/ مخلوي .. لا قُلّة ايه، اكسروا عشرة/ إكسروا ميه/ ع السنة ديه/ هايحصل ايه أكتر يعني/ فينا في الجاية!/ مبقاش فاضل غير غزو فضائي أو نووية...”
ومع هذا، هل يسمحُ لي القارئ العزيز أن أهجرَ خانة "الموضوعية"، في هذا المقال فقط، وأتدثَّرَ بثوب "الذاتية" وأشكر عام ٢٠٢٢، لأنه حقّق لي حلمًا قديمًا عصيًّا انتظرتُه أعوامًا طوالا، حتى وصلتُ إلى الضفاف البعيدة من بحر القنوط، وكدتُ أطمرُ هذا الحلم القديم في عمق سلّة الأحلام المُحالة، لأدفنه مع المستحيلات؟! سوى أن اللهَ الأكرم الأرحم قدّ كتب لي تحقيق ذاك الحُلم المستحيل في منتصف العام الماضي. خرج ابني المتوّحدُ "عمر" من شرنقة العُزلة التي سجن نفسَه فيها سنينَ طويلةً عددًا، وأخفقتْ جميع محاولاتنا المستميتة والمتواصلة من أجل دمجه في المجتمع، إلا أنه أصرَّ على الاعتكاف في غرفته سنواتٍ طوالا، كان قلبي فيها ينفطرُ وجعًا، دون أن أبوح بمواجعي سوى في قصائدي، لدموعي التي تخفيها وسادتي، لئلا يراها أحدٌ.
يوم ١٠ يوليو ٢٠٢٢، ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، تحقق حُلمي العصيّ. قبلها بيوم جاءني ما يُشبه الرؤيا بأنني سوف أغادرُ هذا العالم يوم ١٥ مارس ٢٠٢٣. لم أجزع مطلقًا؛ فليس في الموت ما يُخيف؛ لأنه بوابةُ العبور للقاء الله الجميل الرحمن الرحيم. فقط ناجيتُ اللهَ بدموعي: (وماذا عن "عمر" يا ربي؟! حين نتركه ونمضي إليك، مَن سوف يرعاه في الدنيا، وهو لا يعرف منها غير جدران غرفته التي لا يبرحها؟! يا ربُّ... الحياةُ قاسيةٌ على أمكر البشر، فكيف تكونُ قسوتُها على هذا الملاك النقيّ الصامت؟!) بكيتُ وبكيتُ، وكان اللهُ يسمعُ لي، إذْ توالتِ المعجزاتُ منذ اليوم التالي مباشرة، لنبدأ رحلة: كسر الشرنقة والطيران نحو الحياة. أشكرك يا حبيبي يا رب العالمين.
"حين أمضي/ إلى حيثُ يمضي الماضونَ/ ولا يعودون/ سيقولُ الناسُ لأطفالي: أمُّكم
صارتْ ملاكًا/ فكُفّوا عن البكاءْ/ وحين أصيرُ ملاكًا/ سأهبطُ ذاتَ مساء/ أنزعُ من جسد/ طفلي/ زهرةَ التوحّد/ وأنثرُ الكلماتِ على لسانه/ حتى يصيرَ الصمتُ/ أشعارًا/ قصائدَ.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معلّمو الرهافة … المتوحّدون
- إيه فيه أمل! عن الطفل شنودة
- حينما الموسيقى … صوتُ السماء!
- دولةُ الأوبرا تحتضنُ مليكتَها
- اتهامات مفيد فوزي ... وهداياه
- ذوو الهِمَم … أبناءُ الحياة
- ياسين بيشوي … والأخلاقُ في اليابان
- أخبرني الخيميائيُّ: عن طيف التوحُّد Autism
- سرُّ إشراق السير مجدي يعقوب: PPHH
- عيد ميلاد الرئيس … محرابٌ ومذبح
- التنمُّرُ ... قاتلُ المستقبل
- تجمَّلْ بالأخلاق
- طنطا … تصدحُ شِعرًا … وتشدو مددًا
- مصرُ الراهنةُ ... في عيون الأشقاء
- ماذا صرتَ اليومَ يا جوناثان؟
- اِتحضَّر للأخضر … نحو عالَمٍ نظيف COP27
- علبةُ كشري ودرسٌ : الأسطى مختار
- افتتاح مهرجان الموسيقى العربية… إبهارٌ في إبهار!
- أخبرني الخيميائي: الزئبق... القاتلُ الصامت
- جيشُنا المصري… مصنعُ رجال


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية في لبنان ضد مواقع جيش العدو الإسرا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تدك حصون الاحتلال + فيديو
- ويكيبيديا توجه ضربة لمصداقية إحدى أكبر المنظمات اليهودية بأم ...
- حيفا.. مدينة المساجد والكنائس
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- الخارجية الإيرانية تدين بشدة القرار الكندي بشأن حرس الثورة ا ...
- وسيم السيسي: دليل من التوراة يبطل حجة اليهود بأحقيتهم في أرض ...
- فورين بوليسي: حملة الصين على الإسلام تزحف نحو الأطفال
- وسط صيحات الله أكبر بموسكو.. مقاتل روسي أمريكي سابقا يعتنق ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حبيبتي 2022… رغم عذاباتكِ... أشكرك!