|
46 - مدخل . . الى العقل المتصنم / اليمن نموذجا : تسليع الوطنية و . . شراء مجتمعي طوعي للوهم
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 00:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد نقبل تذرع بعض عناصر النخبة المجتمعية – غير المنتفعة خلال ال9 اعوام المنصرمة الى اليوم – بقولهم من أين للإنسان اليمني أن يدرك ما يراه ويلامسه واقعا بوقت مبكر لما كنا نحذر منه ولا يتم تقبلنا – كثورة فبراير2011 الشعبية السلمية والحوار الوطني وغيرهما لاحقا – انهم لم يكونوا سوى سلسلة انتقالات من ملعوب . . هو الأداة المنفذة فيه – غير ما صار واضحا الان ، ورغم ذلك يظل المعتقد الايماني بأن الحدث كان ثورة حقيقية وايضا الحوار الوطني الشامل كان وصل الى نقطته الاخيرة نحو تحقيق التغير المجتمعي المطلوب ، لكنهما تم التحايل والالتفاف عليهما ، ففي الاولى جرى ما يشيع شعبيا كمعتقد اجتماعي بحدوث ( سرقة الثورة ) ، وفي الثاني كالأول بمخرج لفظي آخر بمعبر ( حدوث المؤامرة وتغيير المسار ) – لكن وبعد مرور 9 اعوام بما انتجه الملعوب من تدمير وتمزيق – ويظل مستمرا – لكل ما هو مجتمعي بشري وواقعي ونظامية اللادولة في حكم تجزئي ما فوي متعدد . . تسلطي لوكالات محلية مكلفة لإدارة البلد من الخارج ، ما تزال بقايا تلك النخب المحتجزة في الداخل المرير تسوق نفس الذرائع لمتوهمات معتقديه ( راهنة ) رغم انها من المفترض أن تكون قد اكتسبت من خبراتها السابقة حصانة من الفهم والمعتقدية الزائفة – التي لا يمكن سواها أن يشاع اجتماعيا كمعرفة تصورية وفهم عقلي في ظروف استمرار ذات اللعبة – ولنأخذ آخر منتجات زيف القناعات بمحتواها الفهمي والتصوري في راهن اليوم ، وذلك فيما سنأتي عليه . حقائق واقعية ثابتة مجمع حولها : 1 ) لا وجود مطلق لصوت حزب وطني مدني واحد – ليس معارض بل حتى يطرح موقفا تحليليا معبرا عن نفسه حول ما جرى ويجري والى ما سيقود . 2 ) لا وجود لصوت مؤسسي اجتماعي مدني – أي تلاشي النقابات وغيرها واقعا – كملحق لاضمحلال الاول . 3 ) التلاشي الكامل لوسائل الاعلام والثقافة العضوية الوطنية والمستقلة ، وتلاشي اللقاءات المجتمعية الجادة لصياغة مواقف فكرية محللة أو ناقدة واضحة وذات مسئولية اخلاقية صادقة وليست انتهازية .
4 ) ما تبقى واقعا لمجالس اللقاءات النخبوية سوى تلك المطبعة واقعا شيوع النزعة الاستهلاكية لقتل الوقت والقبول لصوت النخبة أن تكون ليس اكثر من ( ظاهرة صوتية ) غير مسموعة . . تصيب من تبقى فيهم من رمق بسيط بالإحباط والهروب الى العزلة الفردية ، وذلك الى جانب مفرخات المنظمات وغيرها المشبوهة للتربح وتسييد الاخلاق الانتهازية بين اوساط المتعلمين بلا وظائف او دخل ، والتي هي منشأة من خلال السلاسل النفعية لوكالات التسلط الثلاث او تلك المخلقة فجأة واقعا بداعم خارجي غير معلن ، وكلها تلعب لعبة الاستبدال لعناصر النخبة القديمة المجربة وذات الفهم السياسي بأجيال شابة وارثة لروح الانتهازية بطبيعتها الواقعية التي تشكلت من خلالها . حتى اللحظة من كتابتنا هذه – ويبدو ذاته سيظل مستمرا مستقبلا – من حرب اليمن الكاذبة . . لا يدرك حتى فردا واحدا من النخبة او العامة أن الواقع الذي يلامسه معايشة كل يوم انه واقعا مصطنعا زائفا بكل مفرزاته ، وهو ما يجعل وعيه زائفا بفهمه وتصوراته الاعتقادية كقناعات ينطلق منها لتفسير كل شيء وتحديد موقفه - نعم يتذرعون بأن ما يجري وما ينتج هو امر غير سوي - ولكنهم في نفس الوقت يتعاملون مع هذا الواقع والمنتج فيه ك . . ( كواقع يقيني ) ولا واقع حيقي غيره يوجد . . شئنا الاعتراف بذلك او لا نشاء . ف ( الوطنية ) لفظا مسوقا كل يوم في كل مكان توجد فيه او تذهب إليه أو حتى تعبر فيه – فما هي الأصوات المجلجلة باللفظ المتداول ؟ ! . 1 - صوت الخطاب السياسي والاعلامي السلطوي القابض للوكالات المليشاوية النظامية وغير النظامية لمجزأ البلد ، – أي الشرعية لمتحد كبينتي نظام عفاش السابق والاخوان المسلمين بمسمى حزب الاصلاح ، الحوثيين ، والانتقالي ، وتتوزع الاحزاب ( الوطنية الورقية ) المدنية كمذاب صوري في الوكالات الثلاث . 2 - صوت انتهازي باحث لفرص النفعية تبريرا تحليليا واستنتاجيا تابعا بين وكالات الاستقواء السلطوي واقعا ، واخر في ذات الاتجاه و . . لكن موجها الى الخارج مباشرة ، الذي يمتلك انتقاء من يدعمها من الاصوات الفردية لتكون تابعة له خارج مكون الوكالة المحلية ، وهو صوت يبحث عن عائد نفعي اكبر لن يحصل على مثيله داخليا . 3 - صوت مغرر به بما يتلقاه – باستلاب ارادي غير مدرك من قبل ذاته - من تلقين يصيغ قناعاته وفهمه وتصوراته كما لو انها وطنية . وهذا يمثل الجزء الغالب من العقل الاجتماعي النخبوي والعام – أكان عبر اعلام الفضائيات العربية او عبر الانتهازيات النخبوية الخادعة له كوجود غير تابع علني لأي من قوى التسلط الثلاث الحاكمة لراهن اليمن ، والتي تسوق نفسها كوطنية مستقلة . 4 - صوت شاب ومن عناصر الرعيل السابق الهروبي من الوطنية الى توهمات وطن مجرد ذهنيا – غير موجود – كعقل فارغ يهرب الى تفاهات الاهتمامات والاحاديث الفارغة لقتل الوقت . 5 - صوت مأزوم يعتقد اصحابه كما لو انه عقل ناقد شجاع او جرئ ، يكون مطبوعا بالعدمية الانفعالية . . الناقمة عادة تجاه كل شيء .
واخطر تلك الاصوات الانتهازية والعقل الاجتماعي المغرر به من خلالها ، المدفوعة نحو أن تكون مسيدة اجتماعيا – لاكتمال تحقق اهداف اللعبة المدارة في الواقع اليمني الراهن ، أي تسيد زيف الوعي الاجتماعي بنفس مستلبة معلولة الى جانب تشظي المجتمع الى مجزءات ديمغرافية تابعة لسلطة القبض المحلية من الوكالات الثلاث - خاصة النخبوية – حيث تغرب الوطنية كضمير عن المجتمع لتحل محلها وطنية سلعية ( معاصرة نفعية شخصية ) ، قابلة للتوظيف الغرضي بأية صورة ومعنى ، ويصبح العقل الاجتماعي المستلب بطبعه غير محتاج لأن يخدع بموجه خارجي ، بل من خلال تطبع محلي ذاتي داخلي .
وفي نموذج عابر من الانتهازية العبثية في مجالس من اللقاءات تديرها عناصر من إرث يساري ماركسي او قومي يساري بتحالف مع عناصر تعد ادوات غير مباشرة ثقافيا لقوى دينية . . تدعي انها الوجه المتحرر منها و . . ذلك تحت غطاء كذبة القبول بالآخر والتشارك بالهم الوطني ، حيث تجد كذبة الموقف الوطني بنقد كل الاطراف واستهلاك العقل بطرح مبادئ وقواعد تعلنها ثابتة وطنيا وهي مثالية لا وجود حامل لها واقعيا – اجتماعيا او بصورة حركات نخبوية ثقافية او مؤسسية مستقلة – وإذا بها توجه العقول المداومة على الحضور لتبني مواقف نفعية رخيصة تنتهزها عبر سذاجة المتلقين ، استغلالا لوعي عاطفي سائد – وهو اسلوب انتهازي وضيع اصبح شائعا في الحياة الثقافية اليمنية الشعبية ، اسلوب ( كلمة حق يراد به باطل ) – وبتمثيل تطبيقي اكثر وضوحا ، بقدر ما يعلن شخوص هذا الخليط الانتهازي ( اليساري – اليميني ) النفعي - رغم المعرفة بمصدره الداعم المخفي اللاوطني – بموقف ثابت ضد الحرب والمحاصصة والتمزيق للبلد وأن كل ما يجري ضد الوطن والمجتمع والانسان . . الخ ، وانه لا بديل عن الوحدة اليمنية والدولة المدنية الواحدة ، إلا انهم يسوقون مواقفا عامة بخداع لعقول من حولهم المسحورين بشخوصهم ، مواقف مثلا لدعم الشبوانيين او الحضارم لرفض بسط القوة النظامية للشرعية عليها ، أي كموقف وطني عام بحق الشبوانيين او الحضارم أن يكون اي منهما مدارة جغرافيتهم بأبناء المنطقة وبجيش نظامي من ابناء المنطقة ، ومثل تلك النفعية بمخرج وطني في عدن . . كالمدعين بحق عدن والجنوب أن يحكمان من ابنائهما ، اما الشرعية برئاسة سلطات وقوى عسكرية تعد عناصرها شمالية لا تمثل سوى احتلالا للجنوب و . . هكذا ، وطبعا ادعاءات وطنية الموقف هذا كوقوف مع اخوتنا هنا او هناك او هناك من اليمن . . كحق لهم وواجب وطني علينا في مختلف المناطق اليمنية أن نساندهم ، يعد ذلك انتهازية رخيصة تزيد من تمزيق واحدية المجتمع وتنمي واقعا شيوع العصبوية المجتمعية الضيقة كذريعة حقوقية ، وهو ما ينافي ما يعلنه هذا التحالف المفرخ الانتهازي من مبادئ وشروط للوطنية كتغرير للآخرين - وهناك الكثير والكثير من الامثلة الواقعية المدارة بمئات والاف من الصور الخداعية يوميا خلال الاسابيع او الشهور القليلة من العمل الحثيث لتزييف كل محتوى الواقع ووأد النوعي الوطني من قبوله اجتماعيا . . بل حتى يصل الى أن يفقد نفسه الفرد ليسقط مجلوطا او يموت أو يحكم على نفسه طوعا الانعزال عن المجتمع .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزء الثامن من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي
...
-
44 - مدخل . . الى العقل المتصنم / النظام الحاكم ، طبيعة الحك
...
-
توهمات . . متحذلقين علينا
-
وطني - أنا - والرقص البحري
-
الربيع العربي . . من ثورات تغيير للبناء الى ثورات افول للقيم
...
-
الجزء السابع من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي
...
-
43 – مدخل . . الى العقل المتصنم النظام الحاكم ، طبيع
...
-
42 – مدخل . . إلى العقل المتصنم متشوه الإرث البش
...
-
الجزء السادس من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي
...
-
ملامسة صفرية . . لجانب من عطبنا
-
الجزء الخامس من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي
...
-
الجزء الرابع رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي ال
...
-
الجزء الثالث رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الر
...
-
نسخة معدلة ( اغنية ثانية - لبغدادية - مرتبكة )
-
41 – مدخل . . الى العقل المتصنم / نفوس متطبعة . . على متكرر
...
-
وقفة اجلال على وجه من التاريخ
-
نظرية العبقرية / المعجزة - إشكالية مبحث يقود الى نظرية جامعة
...
-
40 – مدخل . . الى العقل المتصنم نفوس متطبعة . . على متكرر
...
-
ومضة ملهات وآقعية - بطرفة عين
-
هاجس . . بكلمتين لا أكثر
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|