|
تازة: أية ثقافة رافعة مستحضرة لورش وهاجس التنمية المحلية بالمدينة..
عبد السلام انويكًة
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 20:26
المحور:
الادارة و الاقتصاد
بعد الإنجاز التاريخي الرياضي للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم الذي أبهر العالم في مونديال قطر 2022، وهو ما حضي باستقبال ملكي رفيع المستوى تثمينا الحدث غير المسبوق في سقفه الرياضي الوطني، وبعد ما حصل من إرتفاع في مؤشر البحث عن المغرب بمحرك غوغل وغيره في كل انحاء العالم. شهدت الحركة السياحة بعدد من المدن المغربية ومنها تلك التي ينتمي اليها لاعبو المنتخب الوطني، فضلا عن أثر تدوينة ملياردير أمريكي مالك شركة تويتر"إيلون ماسك" هنأ فيها المنتخب المغربي بعد تغلبه على رفاق كرستيانو رونالدو وهي المقابلة التي أهلت الأسود للمربع الذهبي، تدوينة اعتبرها الكثير دعاية سياحية للمغرب لا تقدر بثمن، بحيث نالت تغريدة هذا الأخير خلال ربع ساعة تفاعلا كبيرا وأعاد نشرها 44 ألف وأبدى إعجابه بها 256 ألف زائر. هكذا توقع مهنيون سياحيون ومتتبعون أن يكون لِما حققه المنتخب المغربي من تميز رياضي، ومعه هذه الالتفاتة من قبل مالك شركة تويتر، أثر كبير على قطاع السياحة الوطنية معتبرين اياها فرصة ذهبية كي يسترجع هذا القطاع الاستراتيجي في الاقتصاد الوطني حيويته المعهودة بعد ما اصيب به اثر جائحة كورونا، بكيفية خاصة مدن مراكش وطنجة والرباط وفاس ومكناس وتطوان واكادير وعدد من المواقع الشاطئية والرملية بالصحراء المغربية. وبالتالي ما يمكن ان يحصل من دفعة قوية لهذا القطاع مستفيدا من هذه الانجازات الرياضية، وفي نفس الوقت من انجازات الدبلوماسية الرياضية المغربية في قطر، من خلال ما قد يحصل من ارتفاع لعدد السياح الذين سيختارون المغرب وجهة للزيارة في عطلهم، وذلك من اجل التعرف عليه وعلى موطن وبلاد الأسود والمنتخب الوطني لكرة القدم مدنا كانت أم بوادي، ناهيك عن اكتشاف ما تزخر به البلاد من مؤهلات سياحية طبيعية وثقافية وعمرانية تاريخية عالية القيمة الانسانية والحضارية. ويتبين من خلال الانطباعات الأولية والصورة العامة ان عددا من المدن المغربية السياحية، شهدت انتعاشا سياحيا هاما ومعبرا على أكثر من مستوى بعد انتهاء مونديال قطر، وعلى اثر ما خلفه المنتخب المغربي لكرة القدم من حضور رياضي متميز أثار ما أثار من اعجاب. ولعل ما سجل في هذا الاطار ارتفاع نسبة الإشغالات بفنادق بعض هذه المدن إلى حدود 80 بالمائة، تزامنا مع شهر دجنبر حيث احتفالات رأس السنة الميلادية مع توقعات نسبة إشغالات إلى 100 بالمائة، وهو ما يعني استرجاع قطاع السياحة المغربية لعافيته. يذكر أن مدينة فاس وغيرها من المدن التي ينتمي اليها لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم، بحكم رغبة الأجانب من السياح في التعرف عليها من خلال ما تركه هؤلاء من بصمة وأداء رياضي وطني وصورة رفيعة جابت العالم من اقصاه الى اقصاه وقد شاهدها ملايير الناس في ربوع العالم. مدينة فاس هذه بدأت تتعافى سياحيا بناء على عدد السياح المقبلين على المدينة، والذين منهم من يكتشفها لأول مرة والفضل في ذلك انجاز المنتخب الوطني التاريخي في قطر. وإذا كانت الجهات الوصية على قطاع السياحة ومعها السلطات المحلية والاعلام والمجتمع المدني الفاعل في الحقل الثقافي الانساني فضلا عن مؤسسات ثقافية وابداعية غيرها بفاس، قد تعبأت جميعها عبر توظيف جميع السبل الممكنة للتعريف بالمنتخب الوطني وبلاعبيه وأصولهم الاجتماعية ومواطن ولادتهم والمدارس التي تابعوا فيها دراستهم وطفولتهم وهوايتهم الرياضية في خطواتها الأولى، وهو ما انعش فاس واالحركة السياحية بفاس. فلماذا لا تكون تازة المجاورة لفاس بهذا القدر من الذكاء الترابي والاجتهاد لاستثمار الانجاز التاريخي للمنتخب المغربي، من أجل تحريك المدينة واخراجها من نومها العميق واقتصادها البئيس وتفاهة أنشطتها الثقافية وهدرها للمال العام لا غير، في متاهات وتفاهات وبهرجة ثقافية لا فائدة منها لا على المدى القريب ولا البعيد. لماذا لم تتم تعبئة الفاعلين السياحيين بالمدينة والمجتمع المدني الفاعل في هذا المجال والباحثين والاعلاميين محليا وجهويا ووطنيا، للتعريف بالتاريخ الرياضي والكروي لتازة مثلا، والتعريف بلاعبيها الكبار الذين قدموا الكثير في مونديال 1986 و2022 من خلال ما كانوا عليه من بصمة وقوة ورفع للعلم الوطني عاليا في هذا الملتقيات الدولية الهامة جدا بالنسبة للاقتصاد والعلاقات الدولية وخاصة مجال التنمية السياحية. لماذا لم يتم الاحتفاء من خلال اعمال ابداعية مسرحية وشعرية وتشكيلية وفنون شعبية بهذا الحدث وبناء تازة في مجال الرياضة على الصعيد الدولي والذين تألقوع وفي روحهم المدينة تازة، لماذا لم يتم استثمار انتماء اللاعب بوفال التازي مثلا وما خلفه من عطاء قوي، وما خلفته رقصته مع والدته التي جابت العالم من اقصاه الى اقصاه، وقد قدمت رمزية تلك الرقصة خدمة مجانية كبرى للمغرب لا تقدر بثمن في مجال الاشهار. ولماذا لم يتم استثمار هذا الحدث الكروي وانجازاته ومعه رمزية وأبعاد الاستقبال الملكي للفريق الوطني الذي يضم تازيين، لانعاش المدينة من خلال تناول الحدث وفق الذكاء الترابي المطلوب، ومعه التعريف بباقي اللاعبين التازيين اللامعين في الفرق الكبرى العالمية وما اكثرهم، الا يمكن أن يكون لكل هذا وذاك من الخطوات أثر في إخراج تازة من عزلتها ولو ظرفيا عوض التفاهات المبنية على الاستهلاك والهدر فقط وليس الانتاج والاضافة والتنمية، لماذا لم تتم تعبئة وتحفيز الاعلام والثقافة البناءة الوظيفية والأنشطة والفرص المتاحة وسبل الاستثمار والتحفيز من اجل استقبال سياحي في حدود معينة لمن يرغب، لماذا لا يتم حسن استغلال الفرص التي تتاح على قلتها خدمة لهذه المدينة المنكوبة على اكثر من صعيد، وأين هو النبوغ التازي ونخبة تازة من مثقفين ومبدعين وجمعويين متبصرين استشارفيين، وأين هي السلطات المحلية ورجال الاعمال والمنتخبين والهيئات المنتخبة وأعيان المدينة. ما الذي أصاب هذه المدينة وأعمى بصيرة أهلها ومدبي شأنها حتى فقدت طريقها بخلاف ما كانت عليه الى عهد قريب، أين هم مثقفو تازة وثقافتها ورجالاتها...، ألم يكن من المفيد بالنسبة للمدينة استثمار حدث المونديال ووجود أبناء تازة ضمن المنتخب الوطني والاستقبال الملكي، عوض ما تجتره المدينة من بهرجة ثقافية لا طعم ولا رائحة ولا لون لها وقد باتت بالية من شدة جر واجترار، لماذا الهرولة بهذا الشكل الفضيع من اجل ما هو ريع اينما وجد وليس صوب ما ينفع البلاد والعباد. الحديث في الموضوع حقيقة ذو شجون، لكن نعتقد أن الفرصة لم تضع بعد من أيدي المدينة، ومن ثمة نلتمس من الجميع كل من موقعه بلورة تصورات معينة اجرائية لجعل أبناء تازة المتميزين ضمن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في قلب مشروع الاستشراف التنموي للمدينة، ولجعل اللاعبين التازيين في المنتخب الوطني لكرة القدم مثل اللاعب سفيان بوفال التازي في قلب الخطوة، من اجل ربما انطلاقة سياحية دولية ووطنية مباركة بالمدينة، علما أن سوفيان بوفال حاز قدرا كبيرا من اعجاب الجماهير الرياضية الدولية والمغربية في قطر 2022، بفعل أداءه المتميز واختراقاته وتميز أداءه الرياضي الذي خلف جدلا واسعا. وبعد بوفال هناك يونس بلهندة ومكانة هذا الاخير الرياضية الكبيرة، مع إستحضار الأسماء التازية التي كانت ضمن المنتخب الوطني وتركت بصمات رفيعة المستوى، لاتزال عالقة في ذاكرة الجماهير الرياضية المغربية والدولية، من قبيل المدافع الصلب التازي مصطفى البياز، والمتميز عبدالكريم الحضريوي، واللاعب الدولي التازي جواد الزاييري والرائع اللاعب الدولي التازي عادل تاعرابت وغيرهم. ، لماذا لا يتم الاشتغال على هذه الواجهة كموراد ناعمة ورمزية تازية وجعل حدث المونديال وتألق أبناء تازة في قلب الرهان والورش التنموي للمدينة، إسوة بالمدن الأخري عبر ما ينبغي من سبل اخراج وتنزيل من أجل ما من شأنه أن يكون رافعا للمدينة، مساهما ايضا في نماءها وتجاوزها لبؤسها الذي يبدو أنه طال أمده ولا حول ولا قوة الا بالله.
#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تازة : ما الفائدة من ثقافة غير مبالية بشأن التنمية المحلية .
...
-
الموارد المائية بالمغرب بين الكائن وسبل التدبير ورهان التنمي
...
-
منارة رأس سبارطيل بطنجة ولقب -المنارة التراثية لسنة 2023-
-
المسرح بتازة بين واقعِ وسؤالِ وَهَنِ السنوات الأخيرة ..
-
سلطة اللغة الرمزية بين فضاءات ومكانة فئات المجتمع من خلال -ب
...
-
من تراث المغرب الفني الفرجوي الجبلي اللامادي- رقصة تَشْكَلَّ
...
-
تازة : في الحاجة الى رد الاعتبار لشأن المدينة الثقافي ..
-
تازة : من أجل مقابر بروح عناية وحسن تدبير وحرمة مكان ..
-
الأرشيف الخاص في ورش وحضن مؤسسة أرشيف المغرب ..
-
أرشيف المغرب .. قراءات وشهادات ..
-
أرشيف المغرب بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف ..
-
أرشيف المغرب وندوة ذاكرة العلاقات المغربية السعودية..
-
في رحاب الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية..
-
تقرير شارل دوفوكو الاستكشافي حول تازة بالمغرب..
-
تازة: المدينة العتيقة بعيون أرشيف المجتمع المدني ..
-
الولي الصالح سيدي عزوز في وجدان مدينة..
-
تازة : من تجارب وأسماء الزمن الموسيقي بالمدينة ..
-
حماية تراث تازة.. حماية لهوية مدينة..
-
من أرشيف تازة الرمزي..
-
الى روح تازة .. امحمد الباهي العلوي
المزيد.....
-
ارتفاعات أسبوعية قوية في الأسهم الأميركية بعد فوز ترامب
-
كيف يسهم الذكاء الاصطناعي في تخفيف عبء البريد الإلكتروني؟
-
بعد صفقة الإمارت.. مصر تقترب من توقيع اتفاق استثماري كبير مع
...
-
أسعار المستهلكين في الصين ترتفع بأبطأ وتيرة في 4 أشهر
-
الذهب يسجل أسوأ أداء أسبوعي في أكثر من 5 أشهر
-
النفط ينهي الأسبوع على ارتفاع رغم خسائره في جلسة الجمعة
-
رايح فين تانى.. سعر الدينار الكويتي اليوم السبت 9 نوفمبر 202
...
-
وصل كام النهاردة سعر الذهب؟؟ تعرف على سعر الذهب اليوم
-
إحصائيات: روسيا تزيد توريد المحروقات إلى البرازيل بواقع الثل
...
-
هل يوقف إغلاق شركات الصرافة تدهور الريال اليمني؟
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|