إن فرعون أشرف منكم

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس
(Dr Senan Luay)

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 30 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لماذا قال فرعون "ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ " فـ ـهل في مصر كلها من يستطيع ان يمنع فرعون من شيء يريده او يردعهُ حتى يقول اتركوني اقتل موسى ؟؟
ألم يقتل ابناء القوم ويستحيي نسائهم من قبل !! فهل قال ذروني أم أمر بذلك بشكل مباشر ؟!
في كل قصتهِ مع سيدنا موسى كان يأمر وينهى فيطاع ولكن في هذا الموقف فقط استأذن من قومه او اصحابه .. فما السر في ذلك ؟؟
أنهُ الدستور !! الدستور الذي كان يحكم الجميع حتى فرعون وملئهِ !!
ففي الدستور او القانون المصري السائد انذاك ان من قتل نفساً وهرب او تهجر وترك دياره وأهله او لم يُنفذ فيه الحكم لمدة 10 سنين فإن حكم القصاص ذاك يسقط "وهذه حكم الله عز وجل في تغريب موسى عن أهله وقضائه الأجل الأوفى والأبر حتى يبرأ من وقوع القصاص عليه" .
من هذه القصة نجد أن فرعون بكل جبروتهِ وطُغيانه وعُنجهيته كان واقفاً عند الدستور او القانون "الذي قد يكون هو من وضعهُ وسنه" وأمتنع عن انفاذ القصاص بعدوه اللدود وفاءاً منه لذلك القانون واحتراماً له , وطوال مدة قصته وخلافه مع سيدنا موسى تعامل بذكاء وحكمة ولم يعطي على نفسه اي مأخذ ولم يؤشر عليه زلل ولم يعطي وعداً ويخلفه او يكذب , بينما نجد أن الكثير من حكام العصر الحديث لايحترمون القانون ولا الدستور ويفعلون ما يشائون بغير حساب او خوف من مسائلة , وليس لهم عهداً او ذمة .
في العراق مثلاً يُفسر الدستور وبنوده بحسب احتياج الحاكم او السلطة او الكتلة الفائزة في الانتخابات الذي يفصل قانونها ايضاً على حسب احتياج تلك الكتل , خروقات وتفسيرات غير صحيحة وتعطيل وتجاوز وعبور مدد وصلاحيات , ويعدون ويخلفون ويكذبون بكل وقاحة وقباحة "بعين صلفة" وكل هذا يحصل ممن يمقتون فرعون ويسبونهُ ويصفونهُ بابشع واقذع الاوصاف والتهم !!
واللهِ إن فرعون اشرف منهم وأكثر ألتزاماً وخوفاً من المسائلة او التقصير واللوم , وأكثرُ حرصاً على النظام .

#لؤي_الشقاقي (هاشتاغ)       Dr_Senan_Luay#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات