يوم الخامس من اكتوبر يوم التقاء المعارضة السورية

بافي رامان

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في مثل هذا اليوم ومنذ اربع واربعين عاما ، تم تجريد عشرات الالاف الكرد من جنسيتهم السورية لمجرد انهم اكراد وبقرار شوفيني عنصري من قبل حكومة الوحدة انذاك عندما تم اجراء احصاء استثنائي شوفيني في محافظة الحسكة لانها تمثل احد مناطق الكرد الرئيسية في سوريا ولعزل المنطقة عن كردستان العراق و تركيا وبذلك تم سحب الجنسية من حوالي 150 الف مواطن كردي و تطبق مفهوم محمد طلب الهلال البعثي العنصري الذي اسقى جميع افكاره من المراجع الفاشية و العنصرية في العالم ، و استمر هذا الاجراء الشوفيني العنصري ومازال حتى يومنا هذا ، حتى وصل اعداد هؤلاء المجردين بين الاجانب و المكتومين الى اكثر من 400 الف مواطن ، و غالبية هؤلاء في ذاك الوقت كانوا قد خدموا الجيش السوري و بعد ذلك فوجئوا بانهم محرومين من حق المواطنة ومن جميع حقوق الانسانية ، ومن بعض جوانب معاناة هؤلاء للذكر وليس للحصر :
1 – محرومين من امتلاك العقارات و الاراضي الزراعية لذلك يضطرون ان يسجلوا املاكهم و بيوتهم باسم احد الاقارب الذين يحملون الجنسية .
2 – محرمين من امتلاك السيارات باسمائهم .
3 – لايحق لهم النوم في الفنادق داخل وطنهم .
4 – محرومين من السفر الى خارج القطر بسبب عدم اعطائهم جوازات السفر و يتعرضون للاهانات من قبل العناصر الامنية اثناء تنقلهم بين محافظتهم والمحافظات الاخرى .
5 – محرومين من حق التوظيف .
6 – اذا تزوجوا من احد المواطنين تسجل الاولاد مكتومين .
7 – محرومين من البطاقات التموينية لذلك يضطرون ان يلبوا جميع احتاجاتهم من السوق السوداء .
هذا بعض ما يعانون منه ، بالاضافة الى المحاربة النفسية لهم من قبل الانظمة المتعاقبة على الحكم و اعتبارهم مهاجرين و غرباء على ارض ابائهم و اجدادهم ، لذلك في مثل هذا اليوم من كل عام يدعوا غالبية الاطراف الكردية الى الاعتصامات و المظاهرات السلمية امام مجلس الشعب او مجلس الوزراء لانصاف هؤلاء وحل وضعهم المزري و المأسوي بعد قضاء اكثر من اربعين عاما على هذه المعاناة ، و في هذه السنة دعى غالبية الاحزاب الكردية الى اعتصام سلمي امام مجلس الوزراء للمطالبة بحل هذه القضية الانسانية ، و لكن فوجئ المتظاهرين بوجود اعداد كبيرة تفوق عددهم من الاجهزة الامنية والقوات الخاصة في منطقة سبع بحرات في دمشق لمنع المتظاهرين من التوصل الى ذاك المنطقة و حتى منع تصوير هذه المظاهرة السلمية لحجب وصول معاناة الشعب السوري بشكل عام والكردي بشكل خاص الى الرأي العام العالمي .
وتم التعامل معهم باساليب لا انسانية من ملاحقة المواطنين و تسجيل هوياتهم لاستدعائهم من قبل الاجهزة الامنية سيئت الصيت فيما بعد ، و كذلك تم اعتقال عدد من المواطنين و هذه الاساليب ليست جديدة على النظام الشوفيني العنصري بحق الشعب الكردي و جميع الوطنيين و المخلصين و الديمقراطيين و اصحاب الرأي ، وبمقارنة بسيطة بين ماجرى في الخامس من اكتوبر و ما جرى قبل حوالي شهرين في دمشق عندما قام المتظاهرين باحراق السفارات الاوربية يظهر جليا للعيان نفاق هذا النظام ، ففي الخامس من اكتوبر كانت المطالبة بحقوق انسانية و طبيعية و بطرق سلمية و لتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين عن طريق اجراءات ديمقراطية ، اما المظاهرة السابقة فتم بايدي الاجهزة الامنية و بأعاز منهم لاحراق السفارات و دعيوا في ذلك الوقت بان الاجهزة الامنية و العسكرية لم تتمكن من ردع المتظاهرين و تباكوا على الاسلام و المسلمين على الرغم ان هناك قانون 49 الذي يدعوا الى اعدام كل مواطن ينتمي الى حزب الاخوان المسلمين فيا للنفاق ؟
و لكن الذي يهمنا في ذلك اليوم كان يوم لقاء جميع المعارضة السورية و لاول مرة التقى جميع المعارضة على نقطة بعينه ، فان اطراف اعلان دمشق تضامنوا مع نداء الاطراف الكردية ، وكذلك جبهة الخلاص . فهل سيتمكن المعارضة من ازالة غالبية نقاط الخلاف لكي يشكلوا معارضة سورية حقيقية تمثل جميع اطياف الشعب و مكوناته القومية و الدينية لتحقيق الديمقراطية في البلاد من خلال انتخابات حرة و نزيهة و كتابة دستور جديد تلائم الجميع و احقاق الحقوق القومية و الديمقراطية للشعب الكردي في سوريا كثاني قومية في البلاد ، و ان لا تكون لقائنا مناسباتي و اناني و انما لوضع اسس و مبادىء متفق عليه عن طريق حوارات ديمقراطية ومبدئية بين جميع الاطراف العربية و الكردية لازالة هذا النظام البعثي العفلقي العنصري ، و لا يمكن اقصاء اي طرف بسبب حسابات شخصية و انانية ، و الاعتراف بوجود الشعب الكردي كثاني قومية في البلاد في الدستور القادم .

#بافي_رامان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات