|
مروءة رجل: عبدالكريم كنهل أنموذجاً
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 12:54
المحور:
سيرة ذاتية
للمروءة درجات، اولها: مروءة الرجل مع نفسه، وهي أن يحملها قسراً على ما يجمل ويزين، وهنا لابد من استذكار قول امير المؤمنين: صُن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالماً والقول فيك جميلُ. . ثم تأتي مروءَة الرجل مع عامة الناس، ومروءة الرئيس مع المرؤوس، والمدير مع معيته، بأن يستعمل معهم شروط الأدب والحياء والخلق الرفيع. فالمروءة كمال الإنسان، واجتماع خصال الفضائل في عمل المرء، وفي قوله، وفي سلوكه، وكل ما يحمد فعله ويطلب مُثله. . لكن المؤسف له اننا نعيش في زمن تبددت فيه المروءات، وتلاشت فيه المفاهيم الاخلاقية، وصارت المناصب تُباع وتُشترى في دهاليز السيرك السياسي. . اذكر ان مدير عام شركة النقل البحري السابق (عبدالكريم كنهل الموسوي) لم يكن على وفاق مع وزير النقل (عبدالله لعيبي)، وكان كنهل حاد البصر والبصيرة، ولا يرى اي جدوى من مواصلة العمل مع هذا الوزير، فقرر تقديم استقالته على رؤوس الاشهاد، وقال بالحرف الواحد: (لا أريد ان أتسبب بتعطيل مؤسسة مُنتجة وعريقة بسبب وجودي فيها، فأنا أحرص من الوزير نفسه على المال العام). . كانت تلك صورة معبرة من صور الثبات على المبادئ الراسخة في منهاج أصحاب المروءات. لقد تخلى هذا الرجل عن منصبه مرفوع الرأس، محتفظا بمقامه وهيبته، من دون ان يمنح الوزير اي تنازل، فالمروءة في نظره طبع كريم، يترعرع مع الإنسان، والمروءة كما هي في أصل تركيبها مجموعة من مكارم الأخلاق، والمروءة من أعظم المراتب لا يحتاج المرء بعدها إلى تعريف أو تحديد. . انتهت مرحلة الوزارة، وغادر الوزير بعد انتهاء تكليفه، لكن اسم عبدالكريم كنهل ظل محفورا في ذاكرة رجال البحر الشجعان. . ختاماً نقول: الرجلُ ذو المروءَة يكرم على غير مال، كالأسد يهاب وإن كان رابضاً، والرجل الذي لا مروءة له يهان وإن كان غنيّاً، كالكلب يهون على الناس وإن عسَّى وطوَّف. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في قبضة الخزانة الاميركية
-
ما الخطيئة التي ارتكبها هذا الرجل ؟
-
نظام حماية المقصرين
-
منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 71 )
-
منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 70 )
-
حكاياتي مع الكابتن جاسم ميتسوبيشي
-
ابو طالب ولاميته الهاشمية العصماء
-
شعوب أدمنت ارتكاب الأخطاء التاريخية
-
مراحل بحرية متعثرة وبوصلة معطوبة
-
عملة ارجنتينية تحمل صورة ميسي
-
واقع النقل البحري في 2022
-
أعياد رأس السنة في الكواكب الأخرى
-
العبودية في منتخبات كرة القدم
-
قواعد عسكرية فوق القمر ؟!؟
-
حول كوكب الأرض في 90 دقيقة
-
الوجه الإجرامي للتنظيمات الدموية
-
نجح المونديال وفقد القرموطي مصداقيته
-
أفضل 10 موانئ لعام 2022
-
سلوكيات عدوانية متجذرة
-
سفن الحاويات للسنوات 1980-2022
المزيد.....
-
الولايات المتحدة تصادر طائرة ثانية للرئيس مادورو (فيديو+صور)
...
-
ترامب يفرض عقوبات على الجنائية الدولية، ورئيس وزراء إسرائيلي
...
-
العلماء الروس يبتكرون منظومة للتحكم بسرب الطائرات المسيرة
-
سويسرا.. تطوير مادة تعيد بناء العظام في وقت قياسي
-
نتنياهو يناقش في واشنطن ترتيبات ما بعد الحرب مع حماس
-
راهر يفسّر غضب شولتس من طلب ترامب الحصول على موارد أوكرانيا
...
-
خبير يتحدث عن مساومة زيلينسكي لواشنطن وحظوظه في البقاء
-
مستشار كيلوغ: ترامب سيحدد قريبا المحفزات والضغوط بالمفاوضات
...
-
مصر.. إنقاذ طاقم مركب سياحي غرق في البحر الأحمر
-
تأثيرات الغطس في الماء البارد على الصحة والرفاهية
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|