جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 7476 - 2022 / 12 / 28 - 17:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الجميع في الغرب يحتفل باعياد الميلاد. هؤلاء بالملحدين والمؤمنين على السواء يتعاملون مع رمزية المناسبة قبل قدسيتها. إنهم صناع فرح ونحن صناع مآسي.
لدينا صورة مجسمة لطرفين واحد يصلي إذا شاء في بيته وكنيسته ويترك الشارع للفرح الملون, حتى المسيح قام من ميتته ليورثهم الفرحة : فِقهياً تستطيع أن تناقش المقولة على ضوء نوعية إيمانك بأن المسيح بشر وليس إله, وهو كان قد صُلب ومات ولم يقم من ميتته, أو كان قد شُبِّه لهم كما يذكره الإسلام, ولكن لا أحد في اعياد الميلاد في الغرب يناقشك حينما يتسوق أو حينما يرسم للأطفال صوراً وقصصاَ ملونة عن السانتا كلوز أو حينما يتبادل الإنخاب والقبل عند منتصف الليل, ما إذا كان المسيح إلهاً أو بشراً, أو عن الطقوس المسيحية, لقد تركوا ما لله لله وجعلوا ما للبشر للبشر ثم أفلحوا من خلال العَلمانية السياسية أن يبنوا مجتمعاً يؤمن الإنسان به بما يعتقده دون إكراه.
إن ثقافتهم باتت تقوم على الفرح الملون ونحن نعمل بجد على أن تقوم ثقافتنا على الحزن الأسود. و (منَيَّلْ بستين نيلة) كما يقول أخوتنا المصريون.
سمعت البارحة أن القائمين على الحزن الأسود في المدن (الشيعية) يعدون العدة لكي يقرروا يوم عطلة رسمية بمناسبة مقتل فاطمة الزهراء وهذه اول مرة اسمع أن البتول قد ماتت مقتولة. إن فم الإكليروس سيبقى مفتوحاً حتى تكون كل أبواب ثقافتنا مغلقة على الحزن الأسود..
وأقول الحزن الاسود لأنه حزن ثأري إنتقامي. ومِن من ؟!
بطبيعة الحال : من الذي كسر ضلع الزهراء, أي من عمر بن الخطاب الذي تسبب بمقتلها وإستشهادها ومن جماعة عمر بن الخطاب, لكي يبقى جمر الفتنة وقاداً وقابلاً للإشتعال عند الطلب.
وحتى لا تتوقف عجلة الإنتقام من جماعة يزيد لوحدها لذلك يجب نبش التاريخ من جديد والإكثار من الذين تضمهم قائمة المظلومية المفتوحة بأثرٍ رجعي.
مباركة أعياد البشرية جمعاء وسنة جديدة مباركة عساها أن تكون خاتمة لصانعي الحزن الأسود في العراق.
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟