أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ولائم لسيدنا الشبخ















المزيد.....

ولائم لسيدنا الشبخ


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 20:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال :
( فى قريتنا أعياد سنوية إحتفالا بشيخ طريقة صوفى ، يأتى بمئات من مريدينه ضيفا علينا ، وتتكفل بيوت القرية بعزومتهم وإعداد عشاء لهم ، وللعلم بلدنا معظمهم فقراء . أغنى واحد هو العمدة وأقاربه . ولكن الفقراء هم الذين يتحملون الجانب الكبير فى ضيافة الشيخ ومريدونه ، واهل القرية الفقراء سعداء بهذا . انا الوحيد الذى إعترضت ، وانا ابن البلد وخطيب الجامع فيها . خطبت وقلت إن النبى عليه الصلاة والسلام لم يكن يذهب الى البلاد بأصحابه ويرهق أهل البلاد بالعزومات والتكلفات ، بل كان أصحابة هم الذين يأتون الى بيته ويأكلون عنده ، ويتجرأون على الجلوس فيه بيته ويستحى النبى ، ونزلت آية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) الاحزاب ). قالوا الكلام المعتاد إن الشيخ ولى من الأولياء الصالحين وله كرامات ومكشوف عنه الحجاب ، وهم يريدون منه المدد. قلت لهم ان النبى عليه الصلاة والسلام لم تكن له معجزات أو كرامات ، بدليل انه انهزم فى غزوة أحد ، وربنا قال انه لا يعلم الغيب . النتيجة انى بقيت منبوذ فى بلدنا ، وما بقتش الناس متحمسة تحضر ندوتى فى الجامع ، يحضروا خطبة الجمعة نوع من التعود ، لكنهم خايفين منى لأن الشيخ بتاعهم غضبان علىّ وممكن يغضب على اللى يقرب منى . لو تعرف إن الناس الغلابة فى البلد بعضهم فقير لدرجة أن اولادهم لا يشتروا اللحم من الجزار ، وبيربوا الطيور وبيشاركهم فى أكلها الشيخ ومريدونه . وأولادهم أحق من الشيخ ده واتباعه . ولو شفته تلاقيه طويل وسمين ومتغذى كويس من عرق الغلابة فى بلدنا وغيرها . اعمل إيه ؟ هل أسكت ، هل استمر فى الوعظ هل اسمع كلام العمدة وابقى معاه من أتباع الشيخ وأكسب وابقى الخطيب بتاعه ؟ )
الاجابة
أولا :
1 ـ أنصحك بالاستمرار فى الاصلاح .. يحتاج الموضوع الى صبر ومثابرة ، والله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا .
2 ـ نفوذ الصوفية يتناقص مع الوعى ومع إنتشار الدين السُّنّى الوهابى . لم يعد لهم نفس النفوذ الذى كان من نصف قرن مضى .
3 ـ الولائم التى كانت تقام على شرف الأولياء الصوفية تناقصت . كانت فى العصر العثمانى ظاهرة إجتماعية طاغية ، جاءت فى كتاب ( لطائف المنن ) للشيخ الشعرانى شيخ العصر العثمانى ، وننقل منه بعض المعلومات التاريخية التى ذكرها كشاهد عيان :
3 / 1 : إفتخر بأن من ( منن الله عليه ) أنه يتعفف عن الأكل والولائم التي يقيمها مشايخ العرب وفقهاء الأرياف . ومن المعروف أن مشايخ الأعراب وفقهاء الأرياف كانت لهم السيطرة على القري والفلاحين في ذلك الوقت وكانوا يقيمون الولائم من عرق الفلاح المصري ودمائه ويحضرها شيوخ القاهرة ، ويقول الشعراني إن زوجة صاحب الوليمة " ربما عجنت وخبزت وطبخت في اليوم مرتين وتصير تتسخط وتقول : اللهم أرحنا من هذه العيشة ، وربما أكرهها زوجها على ذلك وضربها بالعصا ضربا مبرحا .."
3 / 2 : ولم يكن بقية المشايخ على طريقة الشعراني في التعفف إذ يذكر أن بعضهم كان يدور في بلاد الشرقية والغربية ومعهم مريدوهم وأتباعهم فأرهقوا الفلاحين.
3 / 3 : بل كان المشايخ " يعزمون أنفسهم " على طعام الأيتام و يلتهمونه ، إذ يقوم الشيخ في القرية بإغراء أم الأولاد الأيتام بأن يجعل أبناءها شيوخا بشرط أن تقيم ولائم لمشايخ القاهرة ، وقد افتخر الشعراني أنه لا يفعل مثل ذلك .
3 / 4 : وقد أسهب الشعراني في وصف المظالم التي يتعرض لها الفلاحون ، وكيف يتعرضون للضرب والتعذيب إلى أن تسلبهم السلطات الحاكمة آخر مالديهم من قوت لأولادهم ، ومع ذلك فإن شيوخ القاهرة كانوا ينزلون الريف – كالتتار – يأكلون الأخضر واليابس في ضيافة الكاشف أو المأمور ، ويدفع الفلاحون المعدمون فاتورة الطعام ..!!
3 / 5 : وكان حكام الريف يرسلون الهدايا إلي مشايخ القاهرة من العلماء والصوفية وتراوحت الهدايا بين الحبوب والطيور والحيوانات خصوصا في المواسم الدينية ، والشعراني - كعادته – يفتخر بأنه لا يأكل من تلك الهدايا التي ترد إلى زاويته وربما يقوم بذبح الحيوانات المهداة إليه ويفرقها على جيرانه في القاهرة ، ويقول " وقد بلغنا أن الكاشف ومشايخ العرب يأخذون هذه الضحايا . وربما كانت تلك النعجة للأيتام أو فقراء أخذها شيخ البلد منهم قهرا .. ثم يذكر الشعراني تجربة شخصية وقعت له فيقول " ومما وقع لي أن بعض الكشاف بالغربية أرسل لي خمسة كباش فقلت لقاصده: أنا لا أقبل شيئا من الكشاف " وذكر الشعراني القصة وافتخر في نهايتها بأن " هذا أمر مما رأيت له فاعلا في مصر إلا قليلا "
3 / 6 : وكان الشيوخ نجوم ولائم أخري يغلب عليها الطابع الاجتماعي مثل الأعراس والعزاء وولائم الجمعة ونهاية الشهر بالإضافة للنذور . ويقول الشعراني مفتخرا أنه لا يذكر أنه حضر وليمة من هذه الولائم إلا مرة واحدة أكل فيها ثم تقيأ ما أكله .. هذا مع أنه في مناسبات كثيرة ذكر في هذا الكتاب وغيره أنه كان يحضر تلك المناسبات ويأكل مع الشيوخ ..
3 / 7 : مما قاله الشعرانى نعرف أن الإسراف كان شديدا في إعداد أطعمة الأعراس لأن الشيوخ الصوفية كانوا نجوم الحاضرين . وامتد الإسراف والمباهات إلى طعام العزاء وآخر الأسبوع الجمع وتمام الشهر .. ويقول الشعراني أنهم ربما عملوا من الفطير والعجمية والسنبوسك والحلو والأرز خوفا من عتب الناس الذين يعزون ويطلعون له التربة ، وربما كان ذلك من مال الأيتام وبعضهم .. والداهية العظمي مايحدث من تشاجر بين المقرئين على الفلوس ونهبهم للطعام وأهل الميت يسمعون ذلك ..!!
3 / 8 : وفقراء الصنايعية في القاهرة كانوا يوفرون من الضروريات لإقامة ولائم للشيوخ المترفين الذين لا عمل لهم إلا الأكل والرقص أو الذكر الصوفي ، ويقول الشعراني " وما من الله تبارك وتعالى به على حمايتي من الأكل من طعام الصنايعي الذي يعمل بالقوت لا سيما أن كان قد طعن في السن ،إلا إذا كافأته على ذلك بإعطائه ثمنه أو بتوجهي إلي الله تبارك وتعالى أن ينزل له البركة الخفية في رزقه بقية عمره .. وسبب التورع عن مثل ذلك كون الصنايعي يقاسى شدة في كسبه طول يومه حتى يعاين ما يقارب أسباب الموت ، فلا ينبغي لمن كان له مروءة أن يأكل من مثل ذلك..". ومع ذلك اعترف الشعراني بأنه كان يأكل طعام الصنايعي البائس في مقابل أن يدعو له .. وذلك ما يفعله باقي إخوانه من المشايخ وبنفس التبرير .
أخيرا
إنتهت دولة التصوف ، ونرجو أن تنتهى دولة السُنّة ، فكلهم تجار دين ، يُضلون الناس ، وما يأكلون فى بطونهم الا النار . لعنهم الله جل وعلا .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ( رقيب ) ( جاثمين ) ( حرب الردة ) ( تتبيب و تتبير ) ( سجي ...
- ف ( 9 ) تكملة فى زكاة الحلى ّ
- عن ( ولا تركنوا / اسباب النزول / ابن أنانى / المحمديون والجا ...
- الدين السُنّى : دين الخراءة
- تحية شكر وعرفان للمفوضية المصرية للحقوق والحريات
- عن ( القرآن وفقط / دمغ / مجذوذ )
- ( مصر ) على حافة الهاوية
- عن ( المتسول والنصاب / صدع / إتق شر من أحسنت اليه )
- شيخ سلفى يهاجمنا بسبب عمرو بن العاص
- عن ( الأحزاب / الوسيلة / السوأة والعورة )
- الاتفاق والاختلاف بين أولاد الزوانى : عمرو بن العاص وزياد اب ...
- عن ( جشع الأبوين / الشفعة / أحاط ومحيط )
- أبو هريرة والكلاب ...ولماذا ؟
- كتاب ( عن حرب الرّدّة )
- عن ( النسىء والخلفاء / شرّ الدواب )
- قالوا عن أبى هريرة
- عن ( شيخ بلدنا / والسجود للبشر )
- إعادة الإعتبار ل ( مُسيلمة - الكذاب - )
- عن ( مستقبل إيران / قاتلهم الله / زلفى )
- أبو بكر / خالد بن الوليد / مالك بن نويرة ..وحرب الردة


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ولائم لسيدنا الشبخ