أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصالح السياسيّة














المزيد.....

لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصالح السياسيّة


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 17:54
المحور: المجتمع المدني
    


ثمّةَ مشاكل عدَّة تُعاني مِنها هذه البلاد، ولا يُمكِن حصرها، تحتَ أيّ سببٍ كان. لكن، هناكَ مشاكلٌ تاريخيّة قد نسَفت هذه البلاد، وتركتها مُلقاة بجلدٍ وعظِم أمامَ مقابرٍ لا قُبورَ فيها..ومِن أهمّ صُور هذه المشاكل:
القراءة السياسيّة لهذه البلاد على حسابِ القِراءة الاجتماعيّة بمُجملها، والاجتماعيّة الدينيّة على وجهِ التّحديد.

فالمُعضِلاتِ "المُستَعصية" التي تعيشها هذه البِلاد، هي نتاج عَدم اهتمامنا بقراءة التاريخ الاجتماعيّ الدّيني للبلاد في الوقت الذي كرّسنا فيهِ كُلّ جهودنا لقراءة وكِتابة التاريخ السياسيّ لها، وكأنّهُ هو الرّافعة المُستقبليّة لها.

وإنّ عدَم اهتمامنا بذلك، لَم يضعنا فقط أمامَ صراعاتٍ دينيّة استئصاليّة، وإنّما وضعنا في قلبِ حُمّى التبدُّلاتِ الديمغرافيّة التي نتَج عَن سببينِ لا أُخال أنّ هناكَ ثالِث لهُما، وهُما:
- مزاجيّة ومصالِح الحاكِم، المُتولِّدينِ مِن تأويلٍ وتفسيرٍ دينيّ مُحرَّف، وتوظيف ديني، عملَ عليهِ كِبار المُشتغلينَ بالشّأنِ التُراثيّ للدّين.
- الصُعوبات والضغوطات الاقتصاديّة الناتِجة عن تخلّف الحُكام، ورعونتهم واستهتارهم بمصالحِ النّاس.

وكُلّ هذا، دفعنا إلى قراءةٍ دقيقة وحصيفة للعُمق الذي يتعامى عنهُ النّاس، بسبِ خُزعبلاتٍ تُنشَر بأوساطِ المُخرّفينَ الذي يتصدّرونَ الحديث في الشؤون الدينيّة، ولا يجدونَ مجالِسًا لهُم إلّا في ظلّ تهيئةِ ساحات كهذه، يُتقاذَف بها تُهَم الزّندقة والتّكفير.

إنَّ الأديان السماويّة هي أديانٌ بريئة مِمَّن يسعى لإستغلاها سياسيًّا، لتحقيقِ أطماع خاصة بهِ ؛ إذ ليسَ هُناك ما يُميّز أتباعَ دينٍ على أتباع دينٍ آخر، ما داما أنَّهُما يتوجّهانِ بعبداتهِما إلى إلهٍ واحِد، بعباداتٍ ذاتَ كيفيّةٍ مُختَلفة، فضلًا عن أنَّهُما يُقيمان على أرضٍ واحِدة، وفي وطنٍ لا يقبَل التّقسمة والتّجزئة.

لذا، فإنّ اعتِناقَ دينٍ مُعيَّن أو اتّباعَ طائفةٍ مُعيّنة، لا يُمكِن، لا دينيًّا ولا عقلانيًّا، أن يُعطي ميِّزة للمُعتنِق أو التّابع ؛ لأنَّ (الأخلاق، والمبادئ، والتّعامُل مع الآخرين) هي الفَيصَل وهي التي تُميِّز المُعتَنق لدينٍ ما أو التّابع الفُلاني لطائفةٍ مِا عَن غيره مِن المُعتنقين.
وهُنا، وخاصةً في ظلّ محاولة اللَّعب الدّولي على مسمّى "الدين الإبراهيميّ" فإنَّه مِن الضّروري، جدًا، أن نقرأ أكثر عن أديان "آل إبراهيم" وأن نفهَم التسلسل التاريخيّ لهذه الأديان.
وفي ذات الوقت، لا بُدّ مِن أن نكونَ على يقينٍ تام، بأنَّ الناس في هذه البلاد، لا تُحرَّك إلّا بمدى قوّة مصالحها، وليسَ بوجود و/أو حضور أديانها، أيًّا كانت، إلّا اذا تمّ توظيفها واستغلالها من قبل قِوى السُلطة التي تُبدِع في توظيفِ الدّين في سبيلِ كلّ ما يحقّق مصالحها.

اعتَنق ما شئت واترُك الآخر يعتَنق ما يشاء..لكن، لا تكُن مِن ضمن أؤلئكَ الذينَ يكتُبونَ وهُم مِن ضمنِ الفئة المُتشبّعة بالطّائفيّة، التي تنظُر إلى الآخر بعلوٍّ لمُجرَّد أنَّهُ يختَلف معهُا بالدّين..
فالطائفيّة، والعصبيّة الدينيّة، أمرانِ خانِقان، ولا يُجيدان إلّا الإلتِفاف حولَ أعناقنا، وحِصارنا في زاويةٍ ضيِّقة لا تُسمح لنا أن نرى إلّا مزايانا ومزايا جماعتنا الدينيّة (التي تشتَرك معنا بالدّين)، وعلى شكل أضيَق، لا نُعظِّم إلّا مزايا طائفتنا إن كانَ الصِراع طائفي، وما أكثر هذا الصّراع في زمننا هذا.
لا يُمكِن للطائفيّة والعصبيّة إلّا أن يخلقا كائنًا بجسدِ الإنسان، لكنّه مُتشبِّع بالحِقد، ومجرّد من الإنسانيّة.

الخُلاصة: أي مكوّن أصيل في هذه البِلاد هو مِنّا ولنا فيهِ ما لهُ فينا، ويليق به أن يُمثِّلنا كشعبٍ واحد ؛ إذ لا يُمكِن، وفقًا للقراءة التاريخيّة للأدوار التي لعِبها أيّ مُكوّنٍ على هذه الأرض، أن يكونَ أقلية أو أكثريّة، مُخضعينَ وجوده وحُضوره لهذا التّقسيمِ الذي لا يؤدّي بالبلاد إلّا إلى التَّهلُكة.
وإنَّني لا أجدُ فرقًا بين فئةٍ وأُخرى ؛ طالما أنّ كُلّ فئةٍ تعي مَن هيَ وتُدرِك جيّدًا ماهية الدّور الذي يقَع على عاتِقها.

وعليه، فإنَّني أنصَح بالدِّراسة الجادّة والمُتأنّية لكلٍّ مُكوّنٍ مِن مكوّنات هذه البلاد، وخاصةً الدينيّة ؛ لأنّ هذا يُساعِد على الوحدة لا الفُرقة ولا التّفريق، ويؤكِّد على أحقيّة وجود أيّ مُكوّن دونَ تأطيرِ وجوده ضمنَ أُطرِ "التّعايُش".



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الدّين في السلطة السياسية، وفرضه على الآخر المُخالف.
- المؤسّسة الدّينيّة في خدمةِ السُلطة السياسيّة
- هل سنتمكَّن مِن تجاوزِ مُعيقات/أو معوِّقات الإصلاح الإداريّ ...
- مَن يفشَل في بناء الإنسان حتمًا سيفشَل في بناءِ العِمران.
- كفاكُم طعنًا لخاصرة سوريا بإبعادها مِن عضويّة الجامعة العربي ...
- الثقافة والساحة الأدبيّة: لُعبة تصدُّر المشهد.
- عبيدُ الأمزجة ولسنا سلاطين الرأي العام
- شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن
- رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات ...
- التديُّن الاجتماعيّ/التديُّن التقليديّ : أحد أهمّ أسباب تخلّ ...
- حرب أوكرانيا وروسيا: الإنسان هو الخاسِر الوحيد فيها.
- -حرب المعلومات أوسع نطاقًا من حرب العسكر-
- مجلس الأمن لا يملك مِن الأمر شيئا
- -الأفكار لا تُشخصَن، والاختلاف بالفكِر سبيل لتقدُّم الأُمم-
- نحن من نصنع طغاتنا
- شُهداء الوطن وأبناء الأصالة الوطنيّة.
- الإنسان وتغيُّر السّنين
- السُلطة التشريعيّة...ما بينَ الهدِم والبِناء
- تجّار الدّين يشترونَ الإستبداد.
- وصفي الماضي والحاضِر والمُستقبل..


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصالح السياسيّة