عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 17:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الغرب تكونت طبقة ثقافية وعلمية وفلاسفة ومفكرين وتحالفت معهم البورجوازية ضد الإقطاع والنبلاء والملكية فكانت الثورة الفرنسية فتطور الوعي وتأسست منظومة حقوق الإنسان ونمى الوعي الجمعي وسطوة العلم لدى النخب وحتى العامة مما جعل الدين ينكمش ويخبو بريقه فالسلطة الواعية والتي تستمد نفوذها من الشعب والقانون وليس من كهنوت الكنيسة التي أصبحت معزولة وأصبح التدين أمرا شخصيا بحتا أما في العالم العربي هذه القطيعة بين التدين والسياسة لم تقع لأن السلطة تجعل من الدين مصدرا للتحكم في الرعية والحاكم يحكم بالمقدس حتى يفعل ما يشاء بدون محاسبة وتحمل مسؤولية وفي القرون الثلاثة الأخيرة وبالإحتكاك مع الحضارة الغربية (الاستعمار) وانتشار التعليم العصري ظهرت نخب متنورة أرادت الذهاب في مسار حداثي وكادت أن تنجح في ذلك لكن سطوة المال الخليجي لممالك تستمد سلطتها من التراث القبلي الديني هيمنت على العالم العربي الضعيف والمشتت فانتشرت الدعوات والحركات المنادية إلى العودة للوراء والتكفير وقتل المفكرين والناقدين والكتاب فأصبحت السلطة الدينية والسلطة السياسية في زواج متعة وتبادل للمنافع فخبت النخب وهاجرت للخارج ولم يسمح لها التفكير بحرية حتى يتم التغيير وتحدث القطيعة وهكذا بقي العالم العربي في مخاض مؤلم بدون ولادة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟