أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ادهم ابراهيم - عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس














المزيد.....


عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7473 - 2022 / 12 / 25 - 09:06
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


 عمليات التجميل. . تقليد اجتماعي ام هوس

الجمال نعمة من الله .
والجمال نوعان :  الاول يتعلق بالشكل اي حُسن الوجه والجسد ، وهو الجمال  الظاهري .
والثاني جمال الروح والحديث والطيبة والخلق القويم ، وهو الجمال الباطني .
والجمال قيمة كبيرة في حد ذاته ، حيث  يساهم في تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات . 

والمظهر الجميل يساعد على الشعور بالرضا  وهو حاجة انسانية مهمة .

ولكن معدلات الجمال تنخفض تدريجيا مع التقدم بالعمر والشيخوخة ، فتظهر التجاعيد على الوجه ، ويشتعل الرأس شيبا" وتتهدل الاجفان والخدود . 
والشيخوخة لا مفر منها . ولكن الكثير منا يرغب في إيقاف عجلة الزمن ، فيحاول بشتى الوسائل اخفاء علاماتها ، فيلجأ إلى بعض الوسائل لاستعادة شكل الوجه والجسم مثل البوتكس والفيلر ، وكذلك العمليات التجميلية .

      في البداية انحصرت العمليات التجميلية بتصحيح مشكلة صحية أو خلل ظاهر ، او تصحيح اثار الزمن المرسومة على الوجوه . ولكنها اتسعت لتشمل تغيير الشكل والملامح غير المرغوبة ، او للتشبه ببعض الشخصيات المشهورة ، أو لاتباع موضة جمالية معينة .
حتى انتشرت بين الشباب والشابات إلى حد الهوس ، وادت في بعض الاحيان الى تشوّهات كثيرة في الوجوه والاجسام .

اليوم ، وبعد تطوره، أصبح استخدام الطب التجميلي أكثر شيوعًا ، وقد تم نقله الى قطاعات واسعة من المجتمع عن طريق شبكات التواصل الاجتماعية .
       وصارت الجراحة التجميلية ظاهرة اجتماعية جسيمة تستند على التقليد ، بعد ان شهدت طفرة هائلة في السنوات الأخيرة ووصلت إلى جمهور واسع .
      ومع ذلك فاننا لم نجد دراسات اجتماعية مهمة في هذا الموضوع .

ارتبطت الجراحة التجميلية تقليديًا بالنساء بشكل أساسي ، لكن الرجال  اخذوا يلجأون إليها لتعديل او تحسين صورتهم  . مثل تجميل الأنف وجراحة الجفن وتصغير الثدي وشفط الدهون .

ان معايير الجمال قد تغيرت كثيرا
ولكن لا ينبغي أن تتحول الى هوس يؤدي الى المزيد والمزيد من العمليات التجميلية .

أن الإعلانات وكثرة البرامج التي تروج للتجميل تلعب دوراً رئيسياً في تحديد معايير الجمال العالمية، وأن مضاعفات هوس التجميل والإدمان على الإجراءات التجميلية قد ادت إلى الدخول في حلقة مفرغة للبحث عن الجمال، مع ما تترتب عليه من مضاعفات نفسية وجسدية.
إذا بدأنا بالانف ثم العيون ، فاننا ننتقل الى الفم والذقن والثدي ... إلخ .
... هذا السباق المحموم للمحافظة على الشباب أو لتصبح "جميلة" قد ادى في كثير من الاحيان الى أشكال نمطية ، تشابهت فيها النساء
من الانف المستقيم والشفاه المنفوخة والصدر المرتفع ، والوجه المنتفخ !

ان هوس التجميل قد ادى في بعض الاحيان إلى الموت في صالة العمليات أو بسبب المضاعفات ، أو المعاناة من "إخفاقات" نفسية مدى الحياة مثل ندبات او تشوهات فضيعة قد تؤدي الى الانتحار .

في معظم الحالات ، يشعر الأشخاص الذين يلجأون إلى هذا النوع من العمليات بالرضا بمجرد أن تكون النتائج النهائية ملموسة . ومع ذلك ، فان هناك عدد غير قليل من الأشخاص الذين لم تكن النتائج التي تم الحصول عليها كافية لهم  يعتقدون دائمًا أنه يتعين عليهم المضي قدما" في تحسين جانب أو آخر من مظهرهم .
 في هذا النوع من الحالات يمكننا التحدث عن الإدمان.

والكل يعلم ان جميع أنواع الإدمان  تؤدي إلى التحكم في حياة الشخص بالكامل وتجعله اسيرا لها دون فكاك ، بما في ذلك الجراحة التجميلية .

وعندئذ قد تتحول حالته الى مايطلق عليه علماء النفس ب ديسمورفوفوبيا
Dysmorphophobia
وهو الخوف المهووس من رؤية الوجه والجسم مشوهًا . والاعتقاد بأن كل أو جزء من الجسد ليس طبيعيًا ويجب تصحيحه . وهنا يكمن   مصدر الهوس . ويمكن أن يكون التشوه حقيقيًا أو وهميا .

ان عدم الرضا عن الصورة الذاتية للشخص مرض عقلي يسبب قلقًا حقيقيًا يتحول في كثير من الاحيان إلى اكتئاب حاد ويمكن أن يؤدي في الحالات القصوى إلى الانتحار .
وهؤلاء الأشخاص يمرون لسبب أو لآخر بوقت عصيب في حياتهم ويعتقدون أن التغيير في مظهرهم يمكن أن يساعدهم على الشعور بالتحسن وحتى في حل مشاكلهم . 

وهنا يمكن القول انه اغتراب جديد حيث الرغبة المحمومة ، نتيجة الرفاهية ، اوزيادة أوقات الفراغ ، وكذلك تأثير وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تدعو إلى الشباب ونحت الجسم والجمال بصورة عامة .

     لايمكن إنكار الدور المميز الذي قدمته معظم الجراحات التجميلية في معالجة الحروق والجروح وبعض الإصابات الشائعة والتشوهات ,ولكن في الوقت نفسه يجب ان لانتجاوز الحدود المعقولة. والمبالغة في التركيز على العيوب ، وان نأخذ الشكل العام بدل التركيز على ناحية واحدة من وجهنا او جسمنا وان نتقبل شكلنا بصورة عامة .

  باختصار ، يجب أن تظل الجراحة التجميلية استثنائية وان لاتتحول الى هوس مرضي لأن الضرر فادح وبعض العمليات تدمر الشخص مدى الحياة .

حبوا انفسكم كما انتم وتوقفوا عن المقارنة المهووسة مع الآخرين فالسلامة اهم من كل مظهر زائف .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة المفقودة والافلات من العقاب
- في العراق يحاولون اسكات الصوت الحر
- الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
- تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام
- الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة
- وجهة نظر في تشريع قانون الخدمة العسكرية
- نشأة الاسلام السياسي ونهايته
- العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية
- هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق
- ادارة الذات. . فن الحياة
- في المسألة الطائفية
- اشكالية الاحتفال باليوم الوطني في العراق
- الإعلام الجديد وثقافة الانترنت
- الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة
- أثر الاخبار الكاذبة على الدولة والمجتمع
- حتمية انهيار النظام السياسي في العراق
- الفرق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال الامريكي للعراق
- التكنولوجيا الحديثة واثرها على مصادر السلطة
- في العراق. . الشارع على فوهة بركان
- بغداد من حاضرة الدنيا الى مدينة مهملة


المزيد.....




- جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال ...
- السيسي يعقد اجتماعا بشأن عبور قناة السويس والوصول إلى سيناء ...
- ربما كان لشمسنا توأم ذات يوم، ماذا حدث له؟
- أسعار شوكولاتة عيد الميلاد ترتفع بسبب أزمة الكاكاو
- 38 قتيلا جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة
- مسرح الشباب الروسي يقدم عرضا في نيابوليس
- بوتين: ملتزمون بإنهاء الصراع في أوكرانيا
- شاهد عيان يروي فظائع ارتكبتها قوات كييف في مدينة سيليدوفو بج ...
- المدعية العامة الإسرائيلية تأمر الشرطة بالتحقيق مع زوجة نتني ...
- لافروف: الغرب يضغط على الشرع ضد موسكو


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ادهم ابراهيم - عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس