أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - احذروا من مسرحية أردوغان القادمة














المزيد.....


احذروا من مسرحية أردوغان القادمة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 22:00
المحور: القضية الكردية
    


كل عملية عسكرية تركية في سوريا، واحتلال لمناطق من غربي كوردستان، سبقتها مسرحية كوميدية- تراجيدية، عرضت لمسؤولي الإدارتين الأمريكية والروسية قبل أي طرف آخر، والخمس الأخيرة، كانت لإقناعهم على اجتياح المنطقة، نجح في ثلاث منها، وأخرها كانت لـ (دونالد ترامب) الجاهل بتاريخ المنطقة والصراعات التاريخية الإقليمية، وفشل في الأخيرتين، لم يقتنع بهما (جو بايدن) الخبير بتاريخ المنطقة، كما وليس فقط لم يتمكن من إقناع إيران في محادثات طهران، للوقوف معه بالضغط على روسيا، بل عارضت رغباته، وهو ما يزيد من احتمالية الاستمرار في عرض مسرحياته الإجرامية، وربما بأسلوب مختلف، لا تزال غير معروفة ممثليها، على الأرجح ستكون أخبث وربما أعمق إجراما من سابقاتها، وتبقى الغاية هي ذاتها، إقناع روسيا وأمريكا لإزالة الخط الأحمر والسماح له بالاجتياح.
الرفض الأخير، دفع به لاستخدام قواه السياسية والدبلوماسية على المستويات العليا، مسخرا للغاية خدماته لهم في الصراع الأوكراني، وتلاعب مع الناتو وقراراته، من المعارضة إلى التنازل بشروط، ومنها عدم التعرض لعمليات تدميره للبنية التحتية للمنطقة الكوردية المدمرة أصلا، أملا أن يكون تمهيدا لعملية الاجتياح الذي سبق وكان قد جهز لها القوى التكفيرية من المعارضة السورية، يوم سمح لجبهة النصرة بأخذ المناطق المتاخمة لمراكز قوات قسد في منطقة عفرين. العملية التي صعدت من وتيرة الاعتراض الروسي، والتي اعتبرتها رسالة موجهة لها، قبل أن تكون لقوات قسد، معتبراً أن تركيا نوهت من خلالها على إنه بإمكانها إطالة ديمومة الحرب الأهلية في سوريا.
تركيا دولة لها ثقلها، تتحرك على السويات الإستراتيجية، تتوافق مع روسيا في بعض المجالات وتتعارض معها على مصالح أخرى، خاصة وعلى خلفية الحرب الأوكرانية أصبحت تفرض شروطها، لكنها تغطيهم بحجج، أو أساليب تحاول أن تبين بهم على أنها لا تتعارض ومصالح روسيا وأمريكا في سوريا، لذا وبعد فشلها الأخير، لا بد وأنها بدأت ترسم خطط بديلة، وبالتالي فاحتماليات عرض مسرحية تراجيدية جديدة مختلفة عما قدمته في عملية إستانبول، قد تكون أكثر وحشية وإجراما بحق الشعب التركي وبشكل خاص المدنيين، لكسب الرأي العالمي وخاصة أمريكا وروسيا، ولا يستبعد أن تعرضها في قادم الأسابيع، أي قبل اشتداد الحملة الدعائية للانتخابات، وبالتالي على كل القوى المعنية بالأمر التحضير لما يمكن أن تقدم عليها تركيا، إن كانت من قبل إدارة أردوغان، لكسب الشارع التركي، أو الدولة العميقة والتي قد تفعلها لجره إلى الصراع مع القوى الكبرى.
علما أن عملية احتلال غربي كوردستان، بالنسبة للأنظمة التركية العنصرية، ليست احتلال لشمال وشرق سوريا، كما تقدمه روسيا ونظام بشار الأسد وإيران على المحافل الدولية، لتقزيم الدور الكوردي ومكانتهم عالميا قبل أن تكون معارضة لتركيا. والطرفين يشتركان في منهجية العمليات الاستباقية وهي الحد من تصاعد الظهور الكوردي في المنطقة وعلى المسرح العالمي، حتى ولو كانت اليوم تظهرها تركيا على أنها حرب على منظمة لا تعتبر ذاتها كوردية ومتهمة بالإرهاب من قبل تركيا، والتي هي بالنسبة لأمريكا حليف مهم لحماية الأمن الأمريكي من الإرهاب التكفيري، كما وتعتبر ما تقوم به تركيا رسائل روسية لإخراجها من المنطقة، وهنا نقاط التقاطع والمصالح بين تركيا وروسيا، الفصل بين أمريكا والقوى الكوردية، والتركيز على شرعية الإدارة الذاتية وبالتالي شرعية الوجود الأمريكي في غربي الفرات، أي غربي كوردستان، وما يتم الحديث فيه حول التقارب بين أردوغان وسلطة بشار الأسد، ليست سوى علاقة جدلية ركيزتها العداء للكورد، والعمل على إنهاء الوجود الأمريكي وبالتالي القضاء على قسد وإزالة الإدارة الذاتية، دون بديل كوردي، مهما كان مقربا من تركيا أو المعارضة السورية السياسية.
لذلك فأي مسرحية أردوغانية قادمة، مماثلة لجريمة استانبول أو أكثر حبكة وإجراما، ستكون مقدمة، لإعادة فتح حوارات دبلوماسية جديدة مع أمريكا وروسيا، والطلب للسماح بالاجتياح، قد تسبقها إعادة التدمير للبنية التحتية، وقتل للأبرياء، وتغطية على الجرائم التي تتصاعد في عفرين، والتي بلغت أعلى مراحل التحمل الدولي، لكن ومن جهة أخرى، وبعدما بدأت تتكشف أوراقه للعالم، وأصبحت خلفيات مسرحياته أكثر من معروفة، من المتوقع أن تنقلب أية جريمة قادمة على إدارته وقادمه في الانتخابات، حتى ولو تم تغطيتها بإشكاليات إعادة المهاجرين السوريين، ومسيرة توطينهم في المدن التي تبنيها قطر، خاصة وأن المنظمات الإنسانية بدأت تتناولها كجرائم بحق المدنيين العزل في المنطقة الكوردية، وتعرضت لها بالسلب بعض الدول الكبرى كالصين كما حصل قبل أيام ضمن قاعات مجلس الأمن.
وهي تتعارض ومصالح أمريكا، في المنطقة، والتي تتطلب زيادة الدعم لقوات قسد، حتى ولو كانت تحت غطاء محاربة داعش، وهي في عمقها تدرج ضمن حلقات صراعها الإستراتيجي مع روسيا والصين على منطقة الشرق الأوسط، وعلى الأرجح ستجد بأنه من مصلحتها الإقدام على الاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية، وقد تقدم على الحظر الجوي فوق جغرافية غربي كوردستان.
ولا شك هذه المعادلة معروفة من قبل تركيا وإيران وروسيا، وعلى أسسها تتحرك وتحرك أدواتها ضد القوى الكوردية عامة وليس فقط ضد قسد أو الـ ي ب ك أو الإدارة الذاتية، ومقابلها يحاول ممثلي أمريكا إلى المنطقة بين فترة وأخرى إيجاد سبل لإنجاح التقارب الكوردي -الكوردي، لتقوية الجبهة الداخلية والاعتماد على العنصر الكوردي بشكل رئيس، دونها قد يخسر الكورد الكثير، قبل خسارة الأمريكيين للمنطقة، وهنا على الكورد أن يدركوا أنها القوة التي بإمكانها أن تبحث عن البديل إن لم يكن اليوم فغدا، وبالتالي لا بد من دراسة المعادلة بتمعن وببعد سياسي بعيدا عن الحقد والضغائن، وهي من الشروط التي تسهل تحقيق أي نجاح لقادم غربي كوردستان.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
23/12/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي صلة الوصل بين الكاتب الآشوري والإعلامي البعثي-2
- ما هي صلة الوصل بين الكاتب الآشوري والبعثي-1
- عندما يتيه الكاتب الكوردي بين النقد والابتذال
- عندما يكون المنحط قويا، تركيا وإيران مثالا
- أسباب رفض بشار الأسد اللقاء بأردوغان
- أمريكا وروسيا وتركيا وجدلية انعدام الثقة
- لماذا لا ترد أمريكا على الجرائم التركية
- مصالح أمريكا تعارضت مع عقد مؤتمر المجلس الوطني الكوردي
- أين تتجه الإمبراطوريات الحالية
- أين تتجه الحضارة الحالية 1/2
- أيننا من النقد البناء؟
- العابثون في حراكنا الثقافي الكوردي
- الائتلاف الوطني السوري-التركي
- هل الإمبراطورية الأمريكية بحاجة إلى ظهور كوردستان
- عفرين أيقونة غربي كوردستان
- لماذا فشلت المخابرات المركزية الأمريكية في دمشق وانتصرت في غ ...
- لماذا خسرت ال سي أي أيه في دمشق وانتصرت في غربي كوردستان - ا ...
- فقط نحن الكورد
- تفضيل مناهج البعث على المناهج الكوردية
- كيف تعقدت القضية الكوردستانية؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: الضربات الإسرائيلية في اليمن تثير المزيد من ا ...
- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - احذروا من مسرحية أردوغان القادمة