أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منى نوال حلمى - عبادة الميكرفون صناعة الكفار















المزيد.....

عبادة الميكرفون صناعة الكفار


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 04:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-----------------------------------
هل " مصر " التى تمتد عبر آلاف السنوات ، وهى أول حضارة عرفتها البشرية ، نتغنى بها ، ونقيم لها المتاحف ، ليست مؤهلة لأن تقضى على ظاهرة الميكرفونات فى المساجد والجوامع !!!؟؟.
هل " مصر " عاجزة اجتماعيا وثقافيا وقانونيا ، عن ايقاف الميكرفونات فى كل شِبر على أرضها !!!!؟؟؟.
ليس معقولا أننا منذ سنوات طويلة ، نشكو من الميكرفونات المستخدمة فى المساجد والجوامع ، ولا شئ يحدث . ليس مقبولا أن يتم على مرأى ومسمع الجميع ، فى الفجر والصباح والمساء ، انتهاك الهدوء داخل بيوتنا ، وأجهزة الدولة المصرية المدنية الحديثة ، ودن من طين ، وودن من عجين .
فى الفجر خاصة ، حين تنام عيون المدينة المرهقة ، تصحو الميكرفونات فى صفعات مفاجئة ، زلزال مدمر ألف ريختر ، يهدم طمأنينة النوم ، ويقطع خيوط الحلم .
إن التصدي الحازم للإرهاب الذي يقتل الأرواح، ويسفك الدماء، باسم الدين والجهاد في سبيل الله، - وننجح فيه بوضوح - أمر يقـف مـعـه ويؤيده كـل الشـعب المصرى، على اختلاف اتجاهاته الفكرية، وتباين نظرته لأمور الديـن والدنيا.
لكن استمرار نجاح وفعالية هذا التصدى على المدى الطويل، مرهون بامتداده وتغلغله في كل نواحي الحيـاة الفكرية والاجتماعية، والفردية والجماعية. بطبيعة الحال – وبحكم تفرد تكوينها – تبرز أكثر الناحيـة الأمنية ، كتصد لابد أن يؤتي ثماره على المدى القصير، حيث لا مهادنة في سلامة وأمن الوطن.
إن التصدي للإرهاب يحتاج إلى فلسفة أو نظرية، تحدد معنـاه ، وأبعاده، التي بقليـل مـن التـأمل، نجد أنها تشمل بعـض الظواهـر والممارسات، التي لا يعقبها بالضرورة قتل الأرواح، وسفك الدماء.
لابد أن ننظر إلى الإرهاب، على أنه في جوهره ، كل ممارسة للعنف، واغتصاب حقوق الآخرين، وكل محاولة لفرض سلوكيات بعينها، وذلك تحت أي اسم من الأسماء، خاصة الدين، الذي بطبيعته وبحكم مساره التاريخي، يشكل قضية حساسة لدى قطاعـات كبيرة من الناس . وجدير بالذكر، أن هذه الحساسية، تزداد وتصبح أقل عقلانية، ومرونة، وأكثر خشونة وتعصبا في أوقات الأزمات.
الميكرفونات فى المساجد والجوامع ، ظاهرة في حياتنا الاجتماعية، وهو ارهاب سمعى يمارس باسم الدين، نوعا من العنف، والايذاء النفسى واغتصاب الحقوق، وفرض السلوكيات، رغم أنه لا يريق نقطة دم واحدة ، ولا يطلق القنابل أوالرصاص .
كيف باسم الصلاة، أو أداء طقوس الدين، التي تستهدف أن يصبح الناس أكثر إحساسا بالآخرين وأكثر رقة وجمالا ، تنتهك الميكرفونات خصوصية بيوتنا وحياتنا ؟؟؟.
جوهر أى دين ، لا يمكن أن بأي حال من الأحوال، انتهاك مسـاكن الإنسان، بدون استئذان وموافقة صاحبه . لكن الميكرفونات تضرب بهذا المبدأ عرض الحائط ، وتنتهك دون استئذان ، آذاننا، وأعصابنا، وأوقاتنا ، وجدران بيوتنا، في النهار والليل وأوقات الفجر.
إن الميكرفونات لها نفوذ قوى متسلط، يجعلها غير مبالية، بأن تمارس ما حرمه الدين من إزعاج الناس . ولا يهمها أن تواصل هذا التحدى بدون أدنى اكتراث .
إن التصدي للإرهاب الدموى، لابد أن يقترن بضرورة توعيـة النـاس بجوهر جميع الأديان ، وهو اسعاد الإنسان وتحريره . وهذا مرتبط بترشيد الممارسات الخاطئة التي تحدث باسم الدين، وتتخلل حياتنا من أصغر إلى أكبر تفاصيلها. أليس هذا هو بيت القصيد فى تجديد الخطاب الدينى ، الذى فشلنا فيه منذ 2014 وحتى الآن ؟؟؟.
ليس هناك في الإسلام، ما يبيح استخدام الميكرفونات، لإتمام صلاة المسلمين والمسلمات . هو اختراع حديث ظهر بعد الإسلام، بفترة طويلة. وهو من اختراع " الكفار " حسب وصف المشايخ والدعاة والوعاظ ، كل يوم ، ليل نهار ، عبر مليون منصة اعلامية ، فضائية وأرضية .
إن مكبر الصوت ، ممارسة خاطئة غير إسلامية، وغير شرعية، وغير دستورية. ممارسة يتوافر لها كل عناصر العنف وإيذاء الغير. وهي ممارسة يعاقب عليها القانون، وجميع مواثيق حقوق الإنسان.
بعض خطباءالجوامع ، يزعقون في مكبرات الصوت بآرائهم الشخصية، التي تناقض اجتماع مسيرتنا الحضارية. فـهـم يهاجمون النسـاء السافرات ، العاملات ، ويحرضون الشباب على عدم الاختلاط بالفتيات لأنهن فتنة ومفسدة، وفي كلامهم، يركزون على تخويف الشباب مـن عـذاب القبر، ونار جهنم ، وعلى تحريم كل استمتاع بالحياة . فالحياة في نظرهم ليست إلا غـرورا ومفسدة تساعد على الانحراف (والانحراف في رأيهم هو فقط اجتماع الرجل بالمرأة). وبالتالي، فإنهم يدعـون الشباب إلى عدم الإقبال على الحياة، واقتصارها فقط على أداء العبادات ، والتركيز على ما يرتدونه من زی، وعلى طول اللحية. هكذا يساعدون على التطرف والتشدد والتعصب . أهذا يمكن أن يجدد الخطاب الدينى ، الذى تحول الى شعار وكلام فى الهواء ؟؟.
قد يقول البعض أن قضية مكبرات الصوت، قضية تافهة أو ثانوية، وإن انتشارها أصبح أقل. ونرد على ذلك بأن ظاهرة مكبرات الصوت لا تنحسر ، على العكس تتزايد. وإذا كان الأمر، يتعلق بحقوق الإنسان، وحرمة مسكنه وحياته ، فليس هناك قضية ثانوية، تافهة، وأخـرى رئيسية مهمة.
وإذا كانت هذه قضايا تافهة، لما احتاجت المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وبنود القوانين والدساتير وكذلك مبادئ الأديان، أن تنبه إليها، وتقر عدم المساس بها. كذلك، فإن أي قضية كبيرة، لا تترجم نفسها ، إلا من خلال تفاصيل الحياة، التي يعيشها، الناس ويعانون منها في الواقع الفعلى المتكرر يوميا.
أعرف أشخاصا تركوا منازلهم ، وسكنوا فى مكان جديد ، هروبا من حصار الميكرفونات حولهم من كل الجهات ، المنبثق من المساجد والجوامع . لكن ليس كل الناس لديهم هذه الامكانية ، أو الرغبة فى ترك حيهم ومنطقتهم .
إن ما تفعله بنا مكبرات الصوت، في أوقات الصلاة باسم الديـن ، طلقات رصاص تؤذينا وترهبنا، دون أن تريق دماءنا، أو تقتل أرواحنا. لكنها تريق إنسانيتنا، ومشوارنا الحضاري، وتقتل تصورنا عن معنى حقوقنا وواجباتنا، في الدين والحياة، على حد سواء.
هل لنا أن نحلم بيوم قريب ، تكون فيه مصر، بلدا هادئا ؟.
وقبا أن نحلم ، لابد أن يجيبنا أحد فى الدولة ، لماذا تتحدى ميكرفونات المساجد والجوامع تجديد الخطاب الدينى ، وترشيد السلوكيات المخجلة باسم الدين ؟؟. هل هى أكبر من القانون ، وأهم من راحتنا ، وأثمن من صحتنا ؟؟. ولمنْ تعمل ؟؟. وكيف جاءت بنفوذها والخوف من الاقتراب منها ؟؟؟. وهى فى الأحياء الفقيرة الشعبية المزدحمة وباء ، لا يقل عن وباء التوك توك .
منذ سنوات وأنا أثير قضية الميكرفونات هذه ، ولا شئ تغير . المفروض أن تكون هناك جهات فى البلد ، تقرأ وتجمع وتتابع ، ما نكتب من أراء وقضايا وشكاوى ، لا تنسجم مع القانون وحقوق البشر وتجديد الخطاب الدينى والثقافى والأخلاقى ، ثم تنفذ ما عليها تنفيذه . لكن أن نظل نكتب فى الهواء ، وتتحرق أعصابنا ، وتنتهك بيوتنا ، سنوات وراء سنوات ، فهذا أمر محزن ، يثير الأسى والأسف والتشاؤم . ولا أدرى لمصلحة منْ ؟؟. أكيد ليس فى مصلحتنا ، نحن الشعب المصرى ، وليس فى مصلحة النهضة الثقافية التى نريدها لمصر .



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُطاردة ... أربع قصائد
- المقاومة الايرانية الشعبية تستحق كأس العالم فى الشجاعة والحر ...
- نعى كاتبة ... قصة قصيرة
- - خصخصة - الايمان
- الفكر - الكهنوتى - وذكرى ال 74 للميثاق العالمى لحقوق الانسان
- لست متفرغة للعشق .. لِم طاوعت شفتيك قصتان قصيرتان
- حملة اعلامية قومية لفض الاشتباك بين فض غشاء البكارة ومعنى ال ...
- الدولة المدنية وصلابة البنية الداخلية
- كما لم أستسلم لأى رجل ...... قصة قصيرة
- أسلمة المونديال ... لمصلحة منْ ؟؟
- الوداع على ورقة بردى .. قصة قصيرة
- النساء .. لماذا يتجملن ويرتدين الأزياء الفاخرة والمجوهرات وا ...
- تجدد الحياة سيفرغ كأس - الكوكتيل - المسمومة
- النبوءة ... قصة قصيرة
- سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة
- رسالة من امرأة وحيدة .. قصة قصيرة
- زَفة .... قصة قصيرة
- جدول الأسبوع .. قصة قصيرة
- 4 نوفمبر عيد الحب الخادع المخدوع
- تساؤلات ... قصة قصيرة


المزيد.....




- قناة الأطفال المفضلة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مباني يستخدمها جنود الاحت ...
- ايران تطلق سراح سجين نمساوي انطلاقا من الرأفة الاسلامية
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصف هدف في غور الأردن بفلس ...
- “خلي أطفالك يبسطوا” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد ...
- مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترن ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف موقع بياض بليدا بالمدفعية
- المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف ثكنة راموت نفتالي بصواريخ ا ...
- فرح أطفالك ونزل طيور الجنة…تردد قناة طيور الجنة الجديد على ا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع السماقة في تلال كفرش ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منى نوال حلمى - عبادة الميكرفون صناعة الكفار