|
خطط اليمين المتطرف لتقييد هجرة اليهود إلى إسرائيل
بسام ابوطوق
كانب
(Bassam Abutouk)
الحوار المتمدن-العدد: 7471 - 2022 / 12 / 23 - 00:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقال عن واشنطن بوست بقلم شيرا روبين
نقله إلى العربية المهندس بسام أبوطوق
كانت جوليا رودبل تدرس في مدرسة ثانوية في دالاس عندما اقتحم حشد عنيف مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021. فزعت رودبل من الرموز المعادية للسامية التي رفعها القوميون البيض في الحشد، ولأول مرة في حياتها، شعرت بالخوف من أن تكون يهودية في الولايات المتحدة. في الأسابيع التالية، التحقت ببرنامج الماجستير في جامعة تل أبيب، وجعلت من هجرتها إلى إسرائيل رسمية.
قالت رودبل بعد يوم من استلام وثائق الهجرة الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية: نظرت في جميع أنحاء العالم وفي جميع الأماكن التي كان من غير الآمن أن تكون يهوديا فيها، وفجأة، أصبحت أمريكا واحدة منها. في إسرائيل أشعر بالراحة، أشعر أنني في مكاني الطبيعي.
رودبل هي واحدة من حوالي 4000 يهودي هاجروا من الولايات المتحدة إلى إسرائيل في العام الماضي. لكنها وصلت في الوقت الذي تصل فيه الحكومة الأكثر أصولية دينياً في تاريخ البلاد إلى السلطة مع خطط تحملها لحظر هجرة اليهود من أمثالها؛ فوالدة رودبل ليست يهودية، لذا فهي لا تتناسب مع المعايير الأرثوذكسية الصارمة.
يمكن للمبادرة المثيرة للجدل أن تجرد ما لا يقل عن 3 ملايين يهودي حول العالم من حقهم في الجنسية الإسرائيلية، وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، وتدعمها الصهيونية الدينية، وهي كتلة من السياسيين اليمينيين المتطرفين ستكون ثاني أكبر كتلة في الحكومة المقبلة بعد حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتخب بنيامين نتنياهو.
في مقابلة مع محطة الإذاعة الأرثوذكسية المتطرفة، كول بارام، في وقت سابق من هذا الشهر، وعد بتسلئيل سموتريتش زعيم الصهيونية الدينية بتغيير سياسة الهجرة الإسرائيلية التي تم إقرارها بالإجماع في عام 1950 للوفاء بوعد وطن لليهود في أعقاب المحرقة، ووصف هذه السياسة بأنها قنبلة اجتماعية ويهودية موقوتة يجب التعامل معها.
يضمن قانون العودة الإسرائيلي الجنسية لأي يهودي من أي دولة في العالم قادر على إثبات ارتباطه بجَد يهودي واحد على الأقل. وقد مكن هذا القانون من هجرة حوالي 900000 يهودي من العالم العربي، وأكثر من مليون يهودي وصلوا إثر انهيار الاتحاد السوفيتي، وعشرات الآلاف ممن فروا من الاضطهاد الديني في إثيوبيا.
لكن آفي ماعوز، رئيس حزب نعوم القومي المتطرف، يقول في بيان صدر مؤخرا إن هذه السياسة تُستخدم بشكل سخيف لجلب “الملحدين” إلى إسرائيل، ولتخفيض نسبة اليهود في دولة إسرائيل بشكل منهجي، وأن الوقت قد حان لإصلاح هذه السياسة، وهذا ما سنفعله.
عين نتنياهو ماعوز لقيادة وكالة حكومية تأسست حديثا هي “الهوية اليهودية”، وكذلك منظمة “ناتيف” وهي منظمة تشرف على الهجرة من الاتحاد السوفيتي السابق، بما في ذلك اللاجئون من الحرب الروسية في أوكرانيا:
و حسب بيانات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فإن معظم اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفيتي السابق لم يكونوا مؤهلين وفقا لمعايير ماعوز المقترحة، والتي تستند إلى قانون الهالاخاه، أو القانون اليهودي، بدلاً من قانون الدولة.
أحدثت قيود الهجرة المقترحة صدمة في المجتمع اليهودي الأمريكي، الذي يواجه زيادة في الهجمات المعادية للسامية وظهور الخطاب المعادي للسامية في التيار السياسي والثقافي السائد، وأيضا أولئك الذين يتطلعون إلى إسرائيل للحصول على ملجأ قد لا يكونون موضع ترحيب بعد الآن إذا حصل ماعوز على ما يريد.
يوم الجمعة الماضي، منح الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ لنتنياهو تمديدا لإتمام مفاوضات الائتلاف وتشكيل حكومة، على الرغم من أنه أضاف التحذير بأن نتنياهو يجب أن يحافظ على العلاقة القوية مع اليهود في الشتات.
يتّسع الصدع بين اليهود الأمريكيين وإسرائيل منذ فترة طويلة، وفقا للحاخام ريك جاكوبس رئيس الاتحاد من أجل الإصلاح اليهودي، الذي يمثل أكبر طائفة يهودية في الولايات المتحدة، لكن الحاخامية الأرثوذكسية في إسرائيل تعتبره غير شرعي.
قال جاكوبس: الانفصال عميق، لم يكن القصد من الصهيونية أبدا أن تكون مشروعا للأرثوذكس المتطرفين، وإعادة تعريف من هو اليهودي ليس امتيازا إسرائيليا، وأضاف: أن إسرائيل لا تستطيع تحمّل كسر الروابط مع أكبر جالية يهودية في الشتات في العالم.
يجهد اليهود الأمريكيون في دوائرهم الاجتماعية، وأماكن العمل، ووسائل التواصل الاجتماعي للضغط من أجل دعم إسرائيل. إنهم يجتمعون مع نوابهم في الكونغرس، وأعضاء مجلس الشيوخ للتحدث بأصوات واضحة وصريحة حول أهمية أمن إسرائيل.
في مقابلة مع قناة NBC الأميركية، يعد نتنياهو بكبح جماح التيارات المتطرفة في حكومته القادمة، ويقول أن لديه خبرات في هذا المجال، ويضيف أنه يشك في أنه سيكون لدينا أي تغييرات.
ومع ذلك، وافق الليكود يوم الخميس على مراجعة القانون كجزء من مفاوضات الائتلاف، وهي خطوة عارضها حزب نتنياهو بشدة ذات يوم.
يخشى كثيرون من أن التغيير المقترح في السياسة هو محاولة لتخريب أشكال اليهودية غير الأرثوذكسية التي ازدهرت في الشتات اليهودي بدعم من المؤسسات الأمريكية، وبدأت في إحراز تقدم في إسرائيل. 13٪ من اليهود الإسرائيليين ينتمون إلى حركة الإصلاح والمحافظة، وفقا لمكتب الإحصاء الإسرائيلي، وأعضاؤهم ينتقدون بشكل متزايد قبضة الحاخامية الأرثوذكسية على قضايا الزواج والطلاق والدفن وغيرها من جوانب الحياة الشخصية.
يستعد النشطاء الإسرائيليون التقدميون للمعركة، ويجمعون المال والدعم من الحلفاء اليهود في جميع أنحاء العالم، بحسب آنات هوفمان، المؤسس المشارك لمجموعة الصلاة النسوية “نساء الحائط”، التي احتجت على مدى عقود على سيطرة الأرثوذكس المتطرفين على الحائط الغربي، أحد أقدس المواقع اليهود.
يحظّر على النساء قراءة التوراة، ويتم إنزالهن إلى قسم منفصل. عندما تزور “نساء الحائط”، يتم البصق عليهن، وشتمهن، وفي بعض الأحيان، استُهدفن بالحفاضات المتسخة. في مفاوضات الائتلاف، يطالب حزب يهدوت هتوراة، وهو حزب في حكومة نتنياهو، بتجريم كل صلاة غير أرثوذكسية عند الحائط.
وفي صلاة روش هوديش الشهر الماضي، تعرض نشطاء يحملون مظلات مكتوب عليها شعار “عندما نصلي نرتفع” لاعتداء جسدي من قبل رجال مجهولين انتزعوا المظلات وكسروا بعضها.
ستبدأ نساء الحائط يومها الأول من التدريب على الدفاع عن النفس في اليوم الذي تؤدي فيه الحكومة الجديدة اليمين.
يقول هوفمان: “اكتشفنا جميعا أن ديمقراطيتنا هشة، وأن الحقوق التي اعتقدنا أنها ثابتة ليست محفورة تماما في الصخر”، “نحن نقاتل من أجل روح إسرائيل هنا”.
#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)
Bassam__Abutouk#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا انفصام بين التنوير وحقوق الإنسان وحماية البيئة
-
قصص حقيقية لقضايا اللجوء تعرضها السينما
-
إيلون ماسك .. هل استحوذ على منصة تويتر بهدف انهائها؟
-
إيران .. وحجابها السياسي
-
في السباق الرئاسي الأميركي 2024.. هل تحقق نيكي هايلي ما اخفق
...
-
هل ستبشر الانتخابات النصفيةالأمريكيةبعودة ’’الترامبية’’ إلى
...
-
قمة بوتين - شي في ميزان القمم والتحالفات الجديدة
-
عاش الملك .!
-
الاتفاق النووي : كلّ يغني على ليلاه
-
نيلسون مانديلا.. ذلك الحكيم الأسمر الذي علمنا معنى الحياة وا
...
-
يوم أعلن الآباء المؤسسون نخبة الوطن السوري عن الاستقلال السو
...
-
لا نملك سوى أرضٍ واحدة.. ونوع بشري واحد
-
قمتا بافاريا ومدريد تبشران بالديموقراطية
-
من حقل كاريش اللبناني إلى اتفاقية العار المصرية .. تخاذل عرب
...
-
عندما يصرح نائب لبنان التغييري : انا امثل الوطن
-
ايمانويل ماكرون متنقلاًبين القمم
-
بذور الديمقراطية التونسية بين رحى الإستبداد وجرن الإسلام الس
...
-
جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !
-
كوندوليزا رايس ..ونظرية الحرب الإستباقية
-
لا بد من فلسطين
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|