أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد فاروق عباس - ما يخصنا من المشكلة















المزيد.....

ما يخصنا من المشكلة


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7470 - 2022 / 12 / 22 - 22:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أياً كانت الصورة التي ستنتهي بها المشكلة الحالية الخاصة بسد أثيوبيا ، سواء بالسلاح وتدمير السد أو تعطيله ، أو بالسياسة وتوقيع اتفاق ملزم ، فإن مشكلة المياه في مصر سوف تزيد حدتها ولن تقل ..

فالاحتياجات المائية المصرية تتزايد بمعدلات كبيرة ، نتيجة لزيادة عدد السكان والحاجة إلى الزراعة والنمو الحضري والصناعي ، بينما مصر تقاتل من أجل بقاء حصتها على حالها وليس زيادتها !!

لقد ولت أيام الغرق - كما قال دكتور جمال حمدان - وجاءت ايام الشرق ، وأصبحت مصر - كما قال ايضاً - محسودة على نصيبها من المياه ، والذي أصبح لا يكفيها أصلاً !!

وفي دراسة أجرتها وزارة الري في التسعينات عن احتياجات مصر من المياه بين عامي ١٩٩٧ و ٢٠١٧ فإن احتياجات مصر من مياه الشرب والاستخدام المنزلي قدرت بنحو ٦,٦ مليار متر مكعب عام ٢٠١٧ ، و يشمل هذا البند الأغراض المنزلية والاستخدام المنزلي ، شاملاً العناية بالحدائق الخاصة والاغراض التجارية ، والتخزين المنزلي لمقاومة الحرائق وغير ذلك ..
وهي عباره عن ١,٣٦ مليار متر مكعب الاستهلاك الفعلي لمياه الشرب ، أما الباقي فيتسرب من شبكة التوزيع الى باطن الارض ، أو يعود إلى الشبكه بعد المعالجة ليعاد استخدامه ..

وقدرت احتياجات الصناعة عام ٢٠١٧ بنحو ١٠,٦ مليار متر مكعب ( طبقاً لأرقام ١٩٩٧ كانت استخدامات مياه الشرب بكافة بنودها ٤,٥ مليار متر مكعب ، والصناعة ٧,٤ مليار متر مكعب ) ..

وطبقاً لهذه الارقام فإن زيادة السكان الهائلة هى المشكلة الأكبر فى مصر ، فطعام وغذاء هذا الكم الهائل من السكان يحتاج الى ملايين إضافية من الارض الزراعية ، وزيادة حصة مصر من المياه لا ثباتها ، فضلاً عن تقليصها كما تريد أثيوبيا وباقى دول حوض النيل ..

فطبقاً لأرقام عام ١٩٩٧ بلغ اجمالى المياه المستخدمة في الزراعة نحو ٥٢ مليار متر مكعب ، وقد بلغت الاحتياجات الفعلية لقطاع الزراعة - بفرض زراعة ٣,٤ مليون فدان لغذاء العدد المتوقع من زيادة السكان - فإن احتياجات القطاع الزراعي بلغت عام ٢٠١٧ نحو ٧٢ مليار متر مكعب ، ومع ثبات حصة مصر - لا نقصانها - فإن مصر تحتاج إلى أكثر من ١٧ مليار متر مكعب إضافية لاطعام ملايين الأفواه الجديدة ، تتزايد مع زيادة السكان سنوياً !!

وهو ما يخصنا من المشكلة ، وما يجب أن نعالجه بحزم وجرأة وإلا فالمستقبل - كما تنبه جمال حمدان - اسود !

وقد توقع البنك الدولي انه في حالة ثبات حصة مصر من النيل مع زيادة السكان بمعدلات المتوقعة في مصر ان يصل العجز المائي المصري عام ٢٠٢٥ الى نحو ٣٠ مليار متر مكعب في السنة ، يزيد أيضاً مع زياده السكان ، حيث سيصل الى ٦٢ مليار متر مكعب عام ٢٠٥١ ..

ومن القضايا المهمة بالنسبة لمصر والتي يجب ان نفكر فيها جيدا قضية المياه الجوفية ، فالمعرفة والفهم لقضية المياه الجوفية قليل ، وللمياه الجوفية أهميتها الموازية لتلك السطحية ، بل إن قضايا المياه الجوفية ستصبح خلال سنوات قليلة على نفس أهمية المياه السطحية ..

ومن المعروف عن مثلث الحدود المصرية الليبية السودانية يحتوي على اكبر خزان مياه جوفية في العالم ، ومن ذلك الخزان الهائل أقامت ليبيا في التسعينات النهر الصناعي العظيم لنقل ٤ مليار متر مكعب من المياه الجوفية في الجانب الليبي ( جنوب شرق ليبيا ) الى مناطق الكثافة السكانية على طول الساحل الليبي فى الشمال ..

هل ربما من هنا كان الحديث المفاجئ الذي ظهر فجأة من سنتين عن إقامة دولة منفصلة على الحدود المصرية السودانية ، حيث ادعت سيدة تقيم في امريكا انها ستعمل على انشاء هذه الدولة !!!

ففي سبتمبر ٢٠١٩ أعلن فجأة وبدون مقدمات في الصحافة الغربية عن تأسيس مملكة الجبل الاصفر على حدود بين مصر والسودان ، وأن سيدة أمريكية من أصل لبناني تدعى نادرة ناصيف قالت في فيديو تم تصويره في أوكرانيا أنها تعلن قيام مملكة الجبل الاصفر ، منصَّبه نفسها رئيس وزراء هذه الدول الجديدة !!

وقالت إن الدولة الجديدة ستكون دولة مهاجرين ، فقضيتنا هى حل أزمة النازحين والمهجرين في كل انحاء العالم كما قالت !!
ولم يعرف أحد من هي تلك السيدة ، ولا ما هى علاقتها بذلك الموضوع الغريب ، ولا من وراءها بالضبط ، وما هو هدفه ؟
ولا ما هو نهاية قصة هذه المملكة بدون ملك !!

وكانت الصحافة الغربية والغربية الناطقة بالعربية مثل البي بي سي وقناة الحرة وموقع مركز كارنيجي وغيرهم هي من القت ضوءاً قوياً على هذه القضية الوهمية وجعلتها تتصدر الانباء والإهتمام لسبب غير معروف أو مفهوم !!

وحتى بدون مشاكل السدود فإن مصر كادت تتعرض في الماضي - ويمكن ان تتعرض في المستقبل - إلى أزمة مياه شديدة ، فقد ضرب الجفاف الشديد القارة الأفريقية ، ومنها حوض النيل منذ عام ١٩٧٩ حتى منتصف الثمانينات ، وفي عام ١٩٨٤ وحتى اغسطس من ذلك العام - وقد سبقه أعوام جفاف شديد - كان منسوب المياه خلف السد العالي ضئيل إلى الحد الذي كان من المحتمل ان تواجه مصر عواقب وخيمة إذا لم تسقط الأمطار في بحيرة تانا ، وكان على مصر - طبقاً للدكتور بطرس غالى - أن تواجه الأتى :

١ - فقدان ٣٠% من الطاقة التى نحصل عليها من السد العالي ، مما سيؤدى إلى إغلاق كثير من المصانع التى تعتمد على الكهرباء ، ومن هنا فإن المحطات النووية في حالة دولة كمصر ضرورة حيوية .
٢ - قد تتأثر السياحة بسبب انخفاض منسوب النهر بين الاقصر واسوان .
٣ - قد نحتاج الى تغيير كامل فى سياستنا الخاصة بزراعة المحاصيل ، فنزرع بنجر السكر بدلاً من قصب السكر ، ونحد بصورة كبيرة من زراعة الارز الذي يحتاج - مع قصب السكر - الى كميات كبيرة من المياه ..

كان لطف الله أسرع ونزلت الامطار في بحيرة تانا في صيف ذاك العام ، وانقذت مصر من أزمة عاتية ..

ماذا نفعل ؟

من الامور التي يجب ان نفكر فيها من الآن وبصورة جادة وحقيقية هى أن نمواً سكانياً مصرياً يشبه الوضع الحالي من المستحيل استمراره بدون مخاطر وجودية ..
فقد وصلنا إلى درجه الإنفجار السكانى - ١٠٠ مليون انسان واكثر - ومصر بلد فقيرة في المياه ، وفقيرة في الموارد ، ونحو ٩٧ % من أراضيها صحراء ، فإن نمواً سكانياً متواصلاً يشبه اثر قنبلة نووية ألقيت على مصر ..

مصر ليست الصين أو روسيا أو أمريكا حيث مصادر المياه متوفرة ، ومئات الملايين من الافدنة المتاحة للزراعة متوفرة أيضاً ..كما أن دولاً مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وغيرهم عدد سكانها شبه ثابت من عقود ، ولا اعرف لماذا لا تقتدى مصر بهذه الدول في هذا المجال - عدد السكان الثابت - مع أننا نقلدهم في كل شيء تقريباً !!

الجانب الاخر فيما يخصنا هو أن الصناعة - والصناعة الحديثة بالتحديد - وليست الزراعة هي مستقبل مصر لتحقيق فوائض ومركز قوة اقتصادية وعسكرية لا تجعلنا تحت رحمة أحد بصورة لا يمكن قبولها ..

واليابان- بالصناعة - استطاعت ان ترفع رأسها بين الامم مع موارد مائية وزراعية هزيلة للغاية ، وبالتالي فان المعادلة الجديدة للمصريين إذا أرادوا العيش بكرامة في هذا الزمان وفى المستقبل هى أن وصول سكان مصر إلى رقم ١٠٠ مليون انسان يجب ان يكون نهاية الزيادة التى لا تنتهى في عدد السكان ، وان الصناعة - الحديث والمتقدم منها - هو البند الاول على جدول حياة المصريين الآن وخلال العقود التالية ..

كل ذلك بعيداً عن الأزمة الحالية بيننا وبين الأثيوبيين ، وهى أزمة ستنتهى يوما ما ، سواء كانت نهايتها بالسلاح أو بالسياسة ، ولكن ستبقى بعدها أسئلة أخرى لا تقل عنها خطورة ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة على الطريقة الحديثة
- حقيقة وسبب الوجود الخليجى في أثيوبيا
- هل لإسرائيل علاقة بسد أثيوبيا ؟
- هل ابتعاد مصر عن أثيوبيا هو سبب مشكلتنا معهم ؟
- هل يمكن بيع مياه الأنهار ؟
- هل المياه فعلا مشكلة عالمية ؟ وهل من الممكن حلها ؟
- شماتة !!
- مصر وإيران .. وفن تكوين أوراق الضغط !!
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 10 ) هل هناك مدرسة اقتصادية م ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 9 ) ما الهدف من هذه المساهمات ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 8 ) هل سترضى أمريكا ؟!
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 7 ) هل تقدم مصر فى ظل تدخل ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 6 ) هل تقدم مصر فى ظل الرأسما ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (5) التقدم الاقتصادى فى زمننا . ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (4) الجرى وراء السراب .. قصة ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 3 ) .. القصة من أولها .
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 2 ) هل كانت السنوات السابقة ج ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( ١ ) هل هناك فعلا مشكلة ا ...
- قطر .. والإسلام !!
- العرب والديموقراطية


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد فاروق عباس - ما يخصنا من المشكلة