أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد السيد علي - العلمانيون الجدد .. هؤلاء البؤساء














المزيد.....

العلمانيون الجدد .. هؤلاء البؤساء


أحمد السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعل أحد أكثر النتائج أهمية للمواجهة الأخيرة بين المقاومة الإسلامية والكيان الصهيوني في لبنان هي أنها كشفت بشكل واضح عن الموقع الحقيقي الذي يقف فيه العلمانيون الجُدد وبعض الاتجاهات المحسوبة على اليسار من المشروعات الأمريكية في المنطقة .
منذ أحداث 11 سبتمبر قامت هذه الاتجاهات بحملات إعلامية عنيفة ضد القوى السلفية المتطرفة وقد حازت هذه الحملات بقدر من التعاطف لدى العديد من المثقفين في العالم العربي انطلاقاً من الاتفاق على رفض حالة التخلف والانغلاق والتعصب التي سعت هذه القوى لنشرها بين الشعوب المسلمة .
على أن هذه الحملات تطورت بشكل متواز مع تطورات المشروع الأمريكي الغربي للسيطرة على الثروات النفطية في العالم الإسلامي بدعوى القضاء على الإرهاب ونشر الديموقراطية ، ومع كل مقاومة أو انتكاسة لهذا المشروع كانت هذه الحملات تزداد هياجاً وتعصباً وكثافة إلى درجة استهداف الإسلام ذاته كدين والمسلمين كمجموعات بشرية .
إن البسالة التي أبداها المقاومون في لبنان أثناء نجاحهم في إيقاف الاعتداء الأمريكي / الصهيوني على لبنان لم تترك مجالاً أمام هؤلاء للاحتفاظ بأي مصداقية حتى مجرد ادعاء الوطنية ، حيث فوجئت الجماهير العربية بهذه التيارات تنحاز بشكل صارخ للكيان الصهيوني في المواجهة محملة حزب الله مسئولية وقوعها وملقية على عاتقه تبعات ما ارتكبته القوات الصهيونية من تدمير للبنى التحتية ومجازر للمدنيين في مروحين وقانا وغيرها من قرى الجنوب ، ومتهمة إياه بمنح الصهاينة الذريعة لارتكاب كل هذه الجرائم ، على اعتبار أنه يوجد ذريعة من الممكن أن تبرر ما ارتكبه الصهاينة في لبنان من الأساس ، وغني عن الذكر أن هذه اللهجة المريبة في التعاطي مع المواجهة لم يكن لها نتائج سوى منح الصهاينة شرعية مجانية لهذه الممارسات التي استخدمت فيها كافة القدرات التدميرية الهائلة لهذا الكيان .
من ناحية أخرى وعلى أثر توقف المواجهات كنتيجة للفشل الصهيوني في تحقيق أي من الأهداف التي أعلنها ، كان من الواضح تماماً مدى ما يعانيه الصهاينة سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي من فزع جراء الهزيمة التي تعرض لها جيشهم في لبنان ، وبدت آثار هذه الهزيمة بوضوح في عدة مظاهر ، تراجع حاد في شعبية رئيس الوزراء ، مطالبه بلجان تحقيق ، تصاعد معدلات الهجرة المضادة من الكيان ، إلا أن الأقلام الليبرالية هي فقط التي لم تلحظ كل هذا الصراخ الصهيوني ومازالت تتحدث بإصرار عن هزيمة حزب الله في المواجهة كمحاولة منها للقيام بأي دور في تضميد الجراح الصهيونية ربما على أمل في معاودة هذا الكيان للكرة ثانية .
إن نجاح المقاومة الإسلامية في إيقاف الاعتداء الأمريكي / الصهيوني على لبنان وإفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وإثباتها لقدرتها على ضرب العمق الصهيوني بكل دقة وبأقل الإمكانيات ، وما أدت إليه هذه المواجهة من الكشف عن حالة الضعف والهشاشة التي يعانيها المجتمع الصهيوني ومدى هزال قدرته على احتمال أي مواجهة حقيقية طويلة ، أثار قدراً كبيراً من الشكوك حول استطاعة الولايات المتحدة حماية مشروعاتها السابقة ناهيك عن إنجاح مشروعاتها الجديدة في المنطقة خاصة مع فشلها الواضح في أفغانستان والعراق ، وعدم قدرتها على تشكيل إجماع دولي ضد إيران وإخضاعها لإرادتها في الوقت الذي يتصاعد فيه النفوذ والقدرة الإيرانية بشكل أسرع من مستوى إدراك المحللين السياسيين في البيت الأبيض .
إن هذا الواقع الجديد أصاب تيارات العلمانيين الجُدد بالفزع كونها لم تتمكن أبداً من تحقيق أي شعبية أو رصيد جماهيري في الشارع العربي بنفس الحجم الذي حققته نظيرتها الإسلامية واليسارية، خاصة مع هذا التصاعد الكبير لمشاعر العداء للغرب عقب قضية الرسوم المُسيئة لشخص الرسول (ص) ، وبالتالي فقد راهنت بكل ثقلها على نجاح القدرة العسكرية الأمريكية في تحقيق مشروعاتها بالشرق بما يعني فتح الطرق أمامها لتحقيق تواجد حقيقي في الشارع العربي .
إن الحملة المسعورة التي تشنها القوى الليبرالية الجديدة ضد المقاومة الإسلامية والانتقادات التي توجهها للدين الإسلامي وشخصية الرسول (ص) والمسلمين والتي تتسم عموماً بالشتائمية والسذاجة الخالية من أي رؤية حقيقية أو منهج إنما تعبر عن مدى ما يقرءوه هؤلاء من فشل للمشروع الأمريكي وشعور بالنقمة من حالة الرفض والمقاومة التي أبداها الشارع العربي عموماً تجاهه .
على أنها تكشف أيضاً وقبل كل شيء عن ما تعانيه مثل هذه التيارات من بؤس حقيقي ، فهي منبوذة من وسطها الشعبي نتيجة تعاليها وعجرفتها في رؤيتها لمعتقداته وعدم احترامها لمشاعره ، وفاشلة في رهانها على ما يمكن أن تحققه لها القوة الأمريكية .




#أحمد_السيد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكارما .. فكرة الجزاء في الفلسفة الهندية
- علمنا العراقي لا يقره القتلة
- نقد الأديان بين الرؤية والمخيلة - تعقيباً على ردود كامل النج ...
- نقد الأديان بين الرؤية والمخيلة - تعقيباً على ردود كامل النج ...
- نقد الأديان بين الرؤية والمخيلة
- مشاهدات من كتاب حسن العلوي العراق الامريكي
- مشاهدات من كتاب العلوي حسن (العراق الامريكي الشيعي بعد العرا ...
- مشاهدات من كتاب العلوي حسن
- خليل المعاضيدي شاعر غادر قبل الاوان
- lمدينتي بعقوبة والارهاب
- أصول الكيسانية .. دراسة في النشأة
- ثقب
- النيرفانا الغربية التي لا يستحقها المسلمون
- المهمشون في التاريخ الإسلامي للدكتور محمود إسماعيل .. كتابة ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد السيد علي - العلمانيون الجدد .. هؤلاء البؤساء