أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سوسن السوداني - ديمقراطية ممزوجة بالقنادر














المزيد.....

ديمقراطية ممزوجة بالقنادر


سوسن السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 1698 - 2006 / 10 / 9 - 09:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتب د عبدالخالق حسين ، وهو يصف احدى جلسات البرلمان : "قدم يوم 2/10/2006 ، النائب سامي العسكري من "الكتلة الشيعية" اقتراحاً طالب فيه بتشكيل لجنة عليا من البرلمانيين مكونة من فقهاء في الشريعة الإسلامية – وهي تمكاثل مجلس مصلحة النظام وغيره من فلاتر ولاية افقيه التي تعاير شرعية القوانين اسلاميا في ايران ولاية الفقيه- مهمتها تدقيق القوانين التي يصادق عليها المجلس التشريعي للتأكد من تطابقها مع الإسلام. وقد تلقى الاقتراح موافقة رئيس البرلمان الدكتور محمود المشهداني. إلا إن النائب الدكتور فؤاد معصوم (من التحالف الكردستاني) اعترض على الاقتراح قائلاً أن هذا الأمر من اختصاص المحكمة الفيدرالية. ولما أيد النائب حميد مجيد موسى (من كتلة العراقية) موقف النائب فؤاد معصوم، وجه الدكتور المشهداني إهانة له وأرغمه على السكوت بشكل غير لائق. كما واعترضت النائبة ميسون الدملوجي من كتلة (العراقية) على الاقتراح وقالت أن في هذه الحالة يجب تشكيل لجنة عليا أخرى من فقهاء في الديمقراطية وظيفتها التأكد من أن القوانين التي يصادق عليها البرلمان لا تتعارض مع الديمقراطية وذلك وفق المادة الثانية من الدستور. إلا إن اقتراح النائبة الدملوجي قوبل بالصراخ والغضب من رئيس البرلمان الذي أختتم صراخه بالقول أن: " أي قانون لا يتوافق مع الإسلام نتعامل معه بالقندرة (أي بالحذاء!!) سواء توافق مع الديمقراطية أو لا يتوافق". وقوبل هذا الصراخ واللغة السوقية بترحيب حار من النواب الإسلاميين، السنة والشيعة. ولما حاولت النائبة صفية السهيل (من كتلة العراقية) دعم زميلتها قائلة بأن ما طرحته النائبة ميسون الدملوجي هو دستوري، استشاط رئيس المجلس غضباً واتهمها بما يوحي بأنها ضد الإسلام. ثم حاول النائب مهدي الحافظ المشاركة في السجال إلا إن الرئيس منعه من الكلام!!"، فعدت بذاكرتي الى واحد من جذور القضية حينما كتب الدستور(سلق) على عجل، بطريقة الطهي السريع، فانطوى الغاما خطيرة فسّرت من البعض ، او لفّـقت ، بانها ضمانات للدستور ، او للوضع العراقي، من ان يميد الى جهة دون اخرى، واهم هذه الالغام واخطرها؛ المادة (2) التي دست في فقرتين: فقرة (أ) التي تنص على ان "لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام." وفقرة (ب) التي تنص على ان "لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية."، الا ان خطورة هذه المادة في انها تمنح الجهة المهيمنة على السلطة، سلطة التفسيروالتاويل، وهذه هي الطبيعة الكارثية في الموضوع حيث، وبسبب الوضع الثقافي المتردي في العالم الاسلامي وفي العراق اليوم،وانتشار الامية ، والامية الثقافية، وهيمنة الجهل المطبق على قطاعات واسعة من الشعب العراقي مما اتاح الفرصة لهيمنة هؤلاء السياسيين الذين يدعون التفويض الالهي، واذين يمتلكون هذا القدر الضخم من الجهل الذي جعلهم ينفقون اياما في صياغة قسم الحكومة هل يكون اقسم بالله العظيم او اقسم بالله العلي العظيم !!، هؤلاء هم الذين يقودون العراق من كارثة لاخرى حتى يكتب النجاح (للحق) منهم (المنتصر الذي سيمتلك سلطة التأويل) ليقوم تفعيل الفقرة (أ) لتبتلع الفقرة (ب)، ومن ثم يجري التنظير للادعاء بأنها تنطوي على الاخرى، حيث لا يجري الادعاء فقط ، من الجانب المهيمن بأن الاسلام ينطوي على الديمقراطية بالضرورة فقط، بل وان الاسلام، قادر (بممثليه) ذوي التفويض الالهي ومنهم السيد المشهداني رئيس البرلمان، قادرين على ان يتعاملوا بالقنادر (الاحذية) مع (ثوابت الديمقراطية) وبذلك كان نموذج السيد المشهداني، الذي القت به رياح المحاصصة الى هذا المنصب الذي لا يحمل من مؤهلاته شيئا الا القنادر يلقي بها انا يشاء، وهي في الاخر ترتد اليه لتضائل من حجمه المشكوك به.
ان سلطة التفسير التي يمتلكها هؤلاء الذين يقدمون انفسهم بصفتهم حكاما مطلقين ومفوضين الهيا قد اوصلت العراق الى حافة الهاوية لا لشيء الا لوجود اكبر التناقضات بينهم انفسهم في اي منهم هو الذي يمتلك سلطة التاويل المطلقة، التي يمتلكها الراسخون في العلم، اولئك الذين يحل لهم قتل الاخرين، من (الاسلاميين) وفرض مفهومهم وتأويلهم الخاص عن الاسلام، وهو ما يجري الان على الساحة العراقية حيث يرتكب كل طرف ، من هؤلاء اقذر الجرائم باسم السلطة الالهية التي يدعي كل طرف انه الوحيد الذي منحه الله اياها وانه هو الراسخ في العلم الذي يسن للاخرين القوانين في كل شؤونهم الحياتية، وانه يمتلك السلطة الالهية القادرة على ان تسوق الاخرين بالقنادر، رغم انفهم الى الحق والى الجنة.
كنت، فيما مضى، ايام النظام السابق، اناقش، واحتد في المناقشة ، بأن الشعب العراقي يستحق خيارا (ثالثا)،هو غير ديمقراطية امريكا، وغير دكتاتورية صدام، طريقا ضحى الشعب العراقي في سبيله بحياة خيرة ابنائه، حتى اذا انقشع ذلك النظام ، فأذا بالشعب العراقي يجد نفسه مكبلا بنظام رابع، هو اشد قسوة وفضاعة ووحشية من كل الخيارات الاخرى، خيار قطع الرؤوس، والاغتيالات التي تجري في وضح النهار، والتهجير القسري، وما لا يعد من الجرائم التي يرتكبها من يدعي بانه (الفرقة الناجية) التي ارسلها الله لتلقي بالفرق الاخرى (غير الناجية) بالجحيم، وتلقي بالديمقراطية الامريكية الى (القنادر). هنيئا لامريكا مشروعها الديمقراطي الذي سيلف الشرق الاوسط الجديد، وهنيئا لهؤلاء الذين سيسوقون الشعب العراقي بالقنادر، هؤلاء الجهلة الذين ورثوا تركو جهلة سابقين فازدادوا على اولئك جهلا ووضاعة.



#سوسن_السوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سوسن السوداني - ديمقراطية ممزوجة بالقنادر