|
لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني حتمية دوام خرابه: الرد على لبيب سلطان 7-10
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 7463 - 2022 / 12 / 15 - 15:56
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
البديل الاشتراكي هو الحل الوحيد لإنقاذ البشرية من شرور الرأسمالية تاريخ الاشتراكية لطالما سمعنا من ابواق الرأسمالية من يردد فرية كون النظام الرأسمالي إنما هو نهاية التاريخ باعتباره النظام الوحيد المتاح أمام البشرية في ضوء فشل أغلب الأنظمة الاقتصادية غيره، بضمنها العديد من التجارب الاشتراكية التي شهدها التاريخ. من يردد مثل هذه الافتراءات يتناسى حقيقة أن الاشتراكية هي الأصل في تاريخ الاجتماع البشري عندما ساد نظام المشاعة البدائي المجتمعات البشرية الأولى لآلاف السنين دون أن يعرف داء الملكية الخاصة وتعظيم الربح؛ وأن انماط استغلال الانسان للإنسان في مراحل العبودية والقنانة والرأسمالية هي الاستثناء الذي لابد أن يندثر أخيراً لتعارضه الصارخ مع المساواة الاجتماعية ومع حقيقة الانسان كمخلوق حر منتج اجتماعياً لا يليق بإنسانيته أن يُستعبد بأي شكل من الأشكال، سواء كعبد لمالك العبيد او كقن للإقطاعي أو كعبد لآلة الرأسمالي. ولكن من أين جاءت فكرة استعباد الانسان لأخيه الانسان التي يجند الدكتور لبيب سلطان المحترم نفسه لخدمتها على موقع الحوار المتمدن الأغر بتحويله استعباد البشر للبشر في النظام الرأسمالي إلى علم خرافي مضبوط؟ الجواب : من تجربة استملاك الانسان للحيوانات الداجنة كالمواشي وتربيتها في انتاج القوت لنفسه. فمثلما يؤدي اصطياد الانسان للمواشي الى اغناءه بامتلاك مصادر اضافية للعيش، كذلك فإن اصطياد البشر للبشر لغرض استعبادهم باستغلال قوة عملهم يغني صياديهم من اخوانهم البشر، سواء حصل هذا الاستعباد لتسديد الدَين أو من أسرى الحروب والاختطاف، أو بالولادة. لذا، نجد أن أبواق عصر العبودية كانوا يجادلون بكون الانسان ما هو إلا حيوان ناطق حسب ما تقوله العلوم المضبوطة، وأنه لا فرق بين الانسان وبين البقر والاغنام والحمير، وأن استعباده مثل المواشي إنما هو حاصل لمصلحته، مثلما كان يكذب أرسطو. وفيما كان سيد العبيد والاقطاعي يوفر لعبيده وأقنانه ولعوائلهم المأوى والمأكل والملبس وأدوات الإنتاج اللازمة، فقد اكتشف الرأسمالي اللبرالي للقشر بأنه لا يحتاج لتحمل كل هذه المصاريف الزائدة في توفير المأوى والمأكل والملبس للعامل الذي يستعبده بغية سرقة قوة عمله على خير ما يرام؛ كل ما يحتاجه لاستعباد الآلاف هو فقط تحويل ملكية وسائل انتاجه الاجتماعي لنفسه حصراً بدفع الرشوة للمشرعين القانونيين لشرعنتها قانونياً بحماية سلطة الدولة، فتتواكب عليه طوابير المحرومين من وسائل الانتاج تلك بكل حرية ولبرالية وحقوق الانسان كي يقبل جنابه باستعباده لهم في مرفقه الانتاجي، والأرزاق بيد الله: يؤتيها من يشاء، ويحرم منها من يشاء. ومن لا يقبل بالاستعباد الرأسمالي جراء احتكار الرأسمالي لوسائل الانتاج الاجتماعي لنفسه، فهو حر في رفض العمل، مثلما هو حر في الانتحار أو الموت جوعاً مع عائلته لأن من لا يلزم نفسه بدفع ثمن قوته من أجر عمله لمصلحة سارقه الرأسمالي ليس ملزماً بالأكل أيضاً لمواصلة الحياة، وفق القواعد الرأسمالية اللبرالية أم الدمِّقراطية وحقوق الإنسان والتقدم التي تردد على لسان الدكتور لبيب سلطان المحترم: "الرأسمالية ولدت ولادة طبيعية لتطور العلم بعد تحرير العقل والدخول في الثورة الصناعية للحاجة لعلم اداري ومالي. ان الرأسمالية باختصار هي علم ادارة الاستثمار الناجح . تكمن في مهمتها ادارة تحويل المدخرات الى انتاج، تماما كما في الفيزياء التي تجهزنا بقوانين لتحويل الطاقة الكامنة في الفحم والبترول مثلا الى ديناميكية تستطيع تشغيل المحركات وادارة عملها. وباختصلر،يمكن القول ان الرأسمالية علم اقتصادي لتحويل الطاقة الكامنة في المال المدخ الى الانتاج ( الطاقة الدينامية) باستخدام انجازات العلوم. وهي ليست ايديولوجية سياسية كما ينظر لها مكرا وخطأ الماركسيون العرب."
ولكون الاشتراكية هي الاصل في المجتمع البشري، فإن تطبيقاتها العملية استمرت متواصلة بهذا الشكل أو ذاك منذ أقدم الأزمان حتى اليوم، والى الأبد. لنقرأ ما تقوله عنها دائرة المعارف البريطانية (وليس "السوفيتية" التي يحلو لأعداء الشيوعية تلميع أكاذيبهم بإقحامها مكراً فيها بمناسبة وبدون مناسبة)[ما بين الأقواس الكبيرة لي]: "تعود أصول الاشتراكية كحركة سياسية الى الثورة الصناعية. ولكن جذورها الفكرية ترجع حتى الى أبعد ما نعرفه تقريبًا عن الفكر الموثق تاريخياً – إلى زمن موسى [حوالي منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد]، وفقًا لأحد التوثيقات التاريخية للموضوع. كما تلعب الأفكار الاشتراكية أو الشيوعية بالتأكيد دورًا مهمًا في أفكار الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون [القرن الرابع قبل الميلاد ]، الذي تصور جمهوريته كمجتمع منضبط يتشارك فيه الرجال والنساء من طبقة "الوصي" مع بعضهم البعض ليس فقط في سلعهم المادية القليلة ولكن أيضًا في أزواجهم و الاطفال. وقد مارست المجتمعات المسيحية المبكرة أيضًا تقاسم السلع والعمل، وهو شكل بسيط من الاشتراكية، تم تطبيقه لاحقًا في أشكال معينة من الرهبنة، حيث تواصل العديد من أديرة الرهبان العمل بهذه الممارسات حتى اليوم. وقد جرى الجمع بين المسيحية والأفلاطونية في كتاب "يوتوبيا" [1516] لمور، الذي يوصي بوضوح بالملكية الجماعية كطريقة للسيطرة على خطايا الكبرياء والحسد والجشع. وتعتبر الأراضي والمنازل ملكية مشتركة في جزيرة مور الخيالية في يوتوبيا ، حيث يعمل الجميع لمدة عامين على الأقل في المزارع الجماعية، ويغير الناس منازلهم كل 10 سنوات حتى لا يكتسب أي شخص الشعور بالفخر بالامتلاك. ويتم إلغاء النقود، والناس أحرار في أخذ ما يحتاجون إليه من المخازن المشتركة. علاوة على ذلك ، يعيش جميع الطوباويين ببساطة كي يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم بساعات قليلة من العمل في اليوم، وترك الباقي لقضاء وقت الفراغ. لم تكن يوتوبيا مور مخططاً لمجتمع اشتراكي بقدر ما كانت تعليقاً على الإخفاقات التي أدركها مور في المجتمعات التي يفترض أنها مسيحية في عصره. ومع ذلك، سرعان ما ألهم الاضطراب الديني والسياسي الآخرين لمحاولة وضع الأفكار الطوباوية موضع التنفيذ. فقد كانت الملكية المشتركة أحد أهداف نظام (Anabaptist) الوجيز في مدينة مونستر بوِستفاليا الألمانية أثناء الإصلاح البروتستانتي، وظهرت العديد من الطوائف الشيوعية أو الاشتراكية في إنجلترا في أعقاب الحروب الأهلية (1642-1651). وكان من أهم هؤلاء هم الحفارون، الذين ادعى أعضاؤهم بأن الله قد خلق العالم ليتشارك فيه الناس، وليس لتقسيمه واستغلاله من أجل الربح الخاص. وعندما تصرفوا بناءً على هذا الاعتقاد بالحفر والغرس على أراض لم تكن ملكاً لهم ، اصطدموا بمحمية أوليفر كرومويل ، التي شتتهم بالقوة." المصدر: https://www.britannica.com/topic/socialism كما زخر تاريخ القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بشتى أنواع التطبيقات الاشتراكية الثورية والديمقراطية في أغلب بلدان آسيا و أوروبا وافريقيا وامريكا الشمالية والوسطى والجنوبية. ومن هنا أصبحت معاداة الشيوعية هي السياسة الرسمية المعلنة لمراكز الامبريالية الأوربية الغربية في أوربا وأمريكا عبر التنكيل الذريع بها بالحروب الحارة و الباردة . فحيثما أحس أساطين الامبريالية الغربية بالخطر الداهم من تجربة اشتراكية مشرقة ما تلوح في أفق أي بلد في العالم، حاربوها بشتى الطرق لوأدها ولو اقتضى الأمر أبادة كل الثوار القائمين بها عن بكرة أبيهم، مثلما حصل في كومونة باريس عام 1871 التي أبيد 20000 كوموني فيها. ولمنع أي امكانية لقيام أي حركة اشتراكية أو شيوعية حقيقية في أيما بلد من بلدان العالم، لم تكتفي الامبريالية الغربية بقتل وسجن وتهجير الشيوعيين في بلدانها، بل أقامت شبكة مترابطة من أنظمة الحكم الدكتاتورية المحلية التي أخذت على عاتقها مهمة ابادة الشيوعيين فيه مثلما حصل في الصين وايران والعراق والسودان واليمن ومصر وسوريا وعمان واندونيسيا ولاوس وافغانستان وبورما والكونغو وكينيا واوغندا وجنوب افريقيا وبينين وأثيوبيا واريتريا والصومال وكل بلدان امريكا الجنوبية والوسطى. . إلخ. كما اشتملت كذلك على العدوانات العسكرية الامريكية المباشرة ضد كوريا وكوبا وفيتنام ولاوس وكمبوديا ويوغسلافيا وليبيا ..الخ. وفي أوروبا نفسها، وأدت الامبريالية الحركات الثورية الاشتراكية في ألمانيا و إيطاليا واليونان وهنغاريا واسبانيا وكل دول أوروبا الشرقية طوال الفترة من 1910-1945، وما بعدها.. ولولا هذه الحروب الدموية الموجهة ضد الشيوعية بالذات – والتي أزهقت ملايين الأرواح البريئة – لكانت التجارب الاشتراكية القائمة على تشريك وسائل الانتاج تشتغل الآن في غالبية بلدان أوربا و آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. مع ذلك، فأن الفكر الاشتراكي المتجذر بالطبيعة البشرية الرافض للاستعباد هو فكر خلاق يرفض الموت، وقد بقي يكافح منتصراً ضد أعتى حروب الإبادة والحصار التي شهدها التاريخ لحد الآن في كوبا ونيكاراغوا وبوليفيا وفي الفيتنام ولاوس وكمبوديا وبيلاروسيا والصين وكوريا الشمالية .. و البقية آتية لا محال. ولكل واحدة من هذه التجارب ايجابياتها وسلبياتها، وواجب الشيوعيين وكل حلفائهم واصدقائهم عمل كل ما يمكن عمله لتعظيم الايجابيات وتقليل السلبيات دون تأخير. فإن انتكست أعلام الشيوعية في هذا المكان أو ذاك اليوم، فسترتفع خفاقة قوية بكرة أو بعدها لترقية البشرية التي تستحق مستقبلا أفضل من واقعها المتردي اليوم بكثير .. ومن سار على الدرب وصل. صحيح أن التجربة المأساوية لانهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية من الداخل قد ألقت بظلالها على مجمل الحركة الشيوعية العالمية، ولكن الشيوعيين يعلمون علم اليقين أنهم مازالوا في الأميال الأولى من مسيرة المليون ميل الطويلة التي سيكتب التاريخ وقائع انتصاراتها بفخر واخفاقاتها بألم وتحسّب، رغم الداء والأعداء. ومثلما استخلص ماركس وإنجلز من نجاحات واخفاقات تجربة كومونة باريس الدروس، يستنبط الشيوعيون من نجاحات واخفاقات الاتحاد السوفيتي الدروس الثمينة، ايضاً. فقد سلطت التجربة السوفيتية الأضواء على – مثلاً – الآثار الاجتماعية والاقتصادية المدمرة الناجمة عن الهيمنة البيروقراطية على المؤسسات الانتاجية والقيادات الحزبية، سواء بسواء؛ وكذلك غياب ادارة العاملين الديمقراطية المباشرة لمراكز العمل كافة؛ وعدم تفعيل آليات النقد الملازم واستطلاعات الرأي والاستفتاءات الشعبية ومجسات تحسس السلبيات التي يمكن أن تستغلها قوى الثورة المضادة لتفاديها؛ وعقابيل العجز عن تفعيل دينامية التجديد الدوري المتواصل لدماء القيادات السياسية والاقتصادية والادارية كافة على أسس الكفاءة والاخلاص والنزاهة؛ مع استبدال النقود بكوبونات وحدات العمل في السوق المحلية ومعها الغاء الامتيازات الخاصة في الرواتب والمخصصات؛ والضبط المحكم لسلاسل التوريد والتوزيع والتخزين لمعالجة الندرة في السوق باستثمار الذكاء الصناعي في زيادة القدرة الانتاجية وايجاد وتشغيل آليات الربط العادل والمرن بين سوق العمل الاشتراكي و الرأسمالي... وغيرها كثير. و من المعلوم أن وصف مفردات برامج العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي الاشتراكي هو أيسر بكثير من تحويلها الى اجراءات تطبيقية فعّالة ومراقبة مصفوفات تأثيرات اشتغالها العملي على بعضها البعض وآليات تحويلها وتطويرها وتدارك سلبياتها وانتقالها من مرحلة إلى مرحلة أعلى، أو التراجع المرحلي والبناء من جديد. والأساس في كل هذا يكمن في المقاربة الشيوعية النقدية التحويلية لتجاربهم وتطبيقاتهم الماضية والحالية والمستقبلية، على اعتبار أن كل هذه التجارب معرَّضة للأخطاء والاخفاقات الجسيمة وغير الجسيمة التي يجب أن يتم تشخيصها في الوقت المناسب وايجاد الحلول المؤثرة لها باستطلاعات الرأي وألية الديمقراطية المباشرة والاستفتاء والمراقبة والحوكمة لكونهم يحرثون في أراض بكر شاسعة ومعقدة وسط محيط امبريالي عدواني ومستهتر . لكنهم يعتقدون على نحو راسخ لا يتزحزح بأن الامبريالية لا مستقبل لها؛ وقد تتسبب جرائمها المستطيرة النابعة من جنون الاستحواذ والهيمنة بإفناء الحياة على الأرض برمتها إن لم يوقفها ثوار العالم عند حدها، اليوم قبل الغد. ومما يبعث على السعادة ويعزز الآمال أن نرى بأن الاشتراكيين داخل البلدان الامبريالية نفسها في أمريكا وأوروبا قد أسسوا ديمقراطياً لتجارب اشتراكية عملية مهمة ناجحة في بلدانهم، وهي من عدة أنواع وفي قطاعات اقتصادية شتى. ولكنني سأؤجل القول فيها الى الحلقات القادمة، كي أتفرغ هنا للرد على أبواق الامبريالية المعادية للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التي ترمي الاشتراكيين بأدوائها هذه بالذات. مُثُلُ الاشتراكية ضمن اطار سياسة محاربة الشيوعية، يحلو لأعداء الإنسان من المطبِّلين للرأسمالية تصويرها كما لو كانت هي الراعي الأمين لمبادئ الحرية والديمقراطية ولحقوق الإنسان، رغم كون الرأسمالية إنما نشأت وترعرعت ثم تغولت بالضبط لكونها تشتغل اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً على التزييف المنهجي لروح الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان الحقيقية، علاوة على إلغائها لتحقيق الذات وللمساواة الاجتماعية وللتضامن الاجتماعي. لنقرأ ما كتبته دائرة المعارف الفلسفية لجامعة ستانفورد (Stanford Encyclopedia of Philosophy) الأمريكية بصدد المبادئ التي يتبناها الاشتراكيون في نضالهم للتخلص من شرور الرأسمالية: "يطبِّق الاشتراكيون مُثُلَ ومبادئَ المساواة والديمقراطية والحرية الفردية وتحقيق الذات والجماعية أو التضامن. فيما يتعلق بالمساواة، فقد اقترحوا صيغًا قوية لمبدأ تكافؤ الفرص الذي يجب أن يتمتع بموجبه كل فرد "بالفرص المتساوية على نطاق واسع للوصول إلى الوسائل المادية والاجتماعية الضرورية لعيش حياة مزدهرة" (Wright 2010: 12؛ Roemer 1994a: 11–4؛ نيلسن 1985). يفسر بعض الاشتراكيين ، ولكن ليس كلهم بأي حال من الأحوال ، تكافؤ الفرص بطريقة تكافؤ الحظوظ ، التي تستوجب تحييد عدم المساواة الناجمة عن الوصول إلى الميزة التي تنتج عن ظروف الناس بدلاً من خياراتهم (GA Cohen 2009: 17-9). ويتبنى الاشتراكيون أيضًا فكرة الديمقراطية ، التي تتطلب أن يكون لدى الناس "حق الوصول المتساوي على نطاق واسع إلى الوسائل الضرورية للمشاركة بشكل هادف في القرارات" التي تؤثر على حياتهم (Wright 2010: 12 ؛ Arnold n.d. [OIR]: القسم 4). ويقول العديد من الاشتراكيين بأن المشاركة الديمقراطية يجب أن تكون متاحة ليس فقط على مستوى المؤسسات الحكومية، ولكن أيضًا على صعيد مختلف المجالات الاقتصادية (داخل الشركات، مثلاً). ثالثًا ، يلتزم الاشتراكيون بأهمية الحرية الفردية. ويتضمن هذا الالتزام صيغاً من الأفكار القياسية للحرية السلبية وعدم الهيمنة (التي تتطلب الأمن من التدخل غير المناسب من قبل الآخرين). ولكنه يتضمن أيضًا نموذجًا أكثر إلحاحًا وإيجابية لتقرير المصير ، مثل "الحرية الحقيقية" للقدرة على تطوير المشاريع الخاصة بالفرد وتحقيقها (Elster 1985: 205؛ Gould 1988: ch. 1؛ Van Parijs 1995: الفصل 1 ؛ Castoriadis 1979). إن تأمين المَثل الأعلى لإدراك الذات من خلال الأنشطة المختارة بشكل مستقل والتي تحقق تنمية الناس وممارسة قدراتهم الإبداعية والإنتاجية بالتعاون مع الآخرين هي الموجهة أحيانًا لوجهات نظر الاشتراكيين الإيجابية حول الحرية والمساواة - كما هو الحال في الرأي القائل بأنه يجب أن يكون هناك شرط للوصول إلى شروط تحقيق الذات في العمل (Elster 1986: الفصل 3). أخيرًا ، وبشكل مرتبط ، غالبًا ما يؤكد الاشتراكيون فكرة الجماعية أو التضامن ، والتي بموجبها يجب على الناس تنظيم حياتهم الاقتصادية بحيث يتعاملون مع حرية الآخرين ورفاههم على أنها ذات أهمية جوهرية. ويجب أن يدرك الناس الواجبات الإيجابية لدعم الآخرين، أو، كما قال أينشتاين (1949): "الشعور بالمسؤولية تجاه (زملائهم) الرجال". أو، كما قال كوهين، يجب على الناس "الاهتمام ببعضهم البعض ، وعند الضرورة والتمكن ، الاهتمام ببعضهم البعض ، وكذلك الاهتمام بأنهم يهتمون ببعضهم البعض" (G.A. Cohen 2009: 34-5). ويتم تقديم التضامن الاجتماعي أحيانًا باعتباره نموذجًا أخلاقيًا لا يمثل في حد ذاته مطلبًا للعدالة ، ولكن يمكن استخدامه لتلطيف النتائج الإشكالية التي تسمح بها بعض مطالب العدالة (مثل عدم المساواة في النتيجة المسموح بها بموجب مبدأ المساواة في الحظ)." ومع ذلك ، يتم تقديم التضامن الاجتماعي أحيانًا ضمن وجهات النظر الاشتراكية باعتباره مطلبًا للعدالة نفسها (Gilabert 2012). ويعتبر بعض الاشتراكيين التضامن أيضًا بمثابة التشكيل الجزئي للشكل المرغوب فيه من "الحرية الاجتماعية" حيث يكون الناس قادرين ليس فقط على تعزيز مصلحتهم ولكن أيضًا على العمل مع الآخرين ومن أجلهم (Honneth 2015 [2017: ch. I]). المصدر: https://plato.stanford.edu/entries/socialism/ يتبع، لطفاً .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح
...
-
لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح
...
-
لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح
...
-
لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح
...
-
لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح
...
-
لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح
...
-
في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال
...
-
في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال
...
-
في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال
...
-
التلاعب السياسي عبر الأدلجة التضليلية للأزمة 2-2
-
التلاعب السياسي عبر الأدلجة التضليلية للأزمة 1-2
-
تسلق قمة جبل المعبد
-
نصيحة من القلب للسيد محمد شياع السوداني المحترم
-
الكلبان السائبان لبلوب و صدبوب
-
مات مفتي الناتو : القرضاي
-
خنزيرة لندن تستقيل
-
العدوان الارهابي الأخير على أهالي غزة : حلقة جديدة في مسلسل
...
-
في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب ، قصيدة : -صُرّةُ
...
-
بايدن و ابن سلمان : السمسار الخرف يستنجد بمومساته العتيقة
-
مراجعات لمقال الدكتور لبيب سلطان : - معاداة الغرب منهج للرجع
...
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|